تزخر الحياة الأدبية والثقافية بالكثير من الكتاب ولايخلد منهم سوى من كتب وعبر عن واقع والآم وطنه وأمته .. ومن الكتاب الذين نعتز بهم ونقدرهم .. المبدع زياد صيدم .. الذى عايش أحدث وطنه فكتب وناضل بكلمته لأن الكلمة تحارب مثل السيف .. وقد حاورناه وهذه هى التفاصيل .
_______
حوار :
إبراهيم خليل إبراهيم
________
_ المبدع زياد صيدم .. فى البداية نود التعرف على المولد والنشأة ؟
ولدت بتاريخ 23/8/1963 في مخيم النصيرات ضمن المحافظة الوسطى لقطاع غزة وعشت فيه طفولتي وشبابي الأول وتركته لمدة 11 عام فقط وهى فترة دراستي وغربتي وعدت ثانية في عام 1994 وما زلت أعيش فيه حتى اللحظة .
_ مسيرة تعليمك ماذا تقول عنها ؟
تعلمت في مدارس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) بصفتها المسئول الأول والمباشر عن التعليم للمراحل الابتدائية والإعدادية في كل المخيمات سواء هنا في فلسطين أو تلك في الدول العربية المحيطة.وأتممت مرحلة الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية للبنين وبعدها سافرت لإكمال تعليمي الجامعي وكانت ايطاليا من نصيبي كمنحة دراسية مقدمة من الخارجية الايطالية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكنت ممن افرزه تنظيم فتح / لبنان لهذه المنحة الدراسية.. حيث أنهيت دراستي كمهندس معماري.
_ ماذا تحمل ذاكرتك من أيام الطفولة ؟
ذكرياتي أيام الطفولة كانت رائعة بالرغم من القليل آنذاك حيث كنا نحن الأطفال نصنع لعبنا بأيدينا فمثلا نصنع العربات من الأسلاك التى نستخلصها من لفائف الأسلاك الشائكة التى كان يتركها الاحتلال في مواقعه وأماكن تواجده بعد أن نزيل منها الأشواك بالطرق على جدار ونصنع لها العجلات من أغطية زجاجات الكولا أو السف أب بعد رصها وثقبها بخيط وندورها حول حامل الخيطان الفارغ لماكينات الخياطة اليدوية " تسمى كرارة " أو حول قطعة من أكواز الذرة وكنا نصنع بنادق خشبية نلهو بها ونقسم أنفسنا إلى مجموعات كنا نسميها عرب ويهود ما تلبث أن تدور بيننا حرب بالحجارة ويفزع لنا أطفال من حارات أخرى ضد الفريق الحامل للقب اليهود هذه ذكريات لا يمكن أن تنسى من طفولتنا..كنا نخرج بمظاهرات تخرج من المدارس نهتف ضد الاحتلال وعندما يأتي جيب العسكر نتفرق حيث يرجمونا بالغازات ونرجمهم بالحجارة وهى نفسها مشاهد الانتفاضة فيما بعد.
_ من الذى شجعك على الكتابة ؟
حقيقة ما شجعني على الكتابة لم يكن احد ما محدد ولكنى وجدت نفسي قبل ( 3 )سنوات اكتب على شكل مقالات ذات طابع سياسي يبحث بالوضع العام والخاص هنا وأدلى بوجهات نظري في الأحداث الجارية وهكذا..بدأت شيئا فشيئا لاسيما كنت أعمل في وزارة التخطيط وبطبيعة الحال نتعامل مع الكمبيوتر وكان الانترنت قد دخل الوزارة منذ العام 97 وهذا كان له الدور الهام في البحث والاطلاع ومن ثم بدأ الكتابة وكما قلت سابقا في معالجة القضايا والأمور المعاشة هنا في قطاع غزة.وقد يكون لكثير من الدراسات العملية و العلمية والبحثية التى أعددتها في الوزارة بحكم عملي ومهنتي قد تركت أثرا ايجابيا حيث ولدت عندي الكتابة على شكل مقالات بداية ثم تبعها السرد أو القص القصير لاحقا ..ولا انسى ابدا التشجيع الذى اعتز به من كثيرين من كتاب القصة القصيرة وكتاب المقال وفعلا هنا اسجل كل تقدير وعرفان لهم جميعا..
_ قرأت لك مشاركات متعدة ومتنوعة فأى صنوف الأدب الأقرب لقلبك وتبوح من خلاله أكثر ؟
اشعر بأن عالم القصة قريب إلى نفسي كأحد أنواع الأدب فاجد فيه جانبي الآخر واقصد الجانب العاطفي والذي لا يمكن للمقال السياسي أن يجسده .. وكذلك المقال بكل أنواعه السياسي والاجتماعي والثقافي المنوع فهو أكثر واقعية ويتعامل مع الأحداث ويعطى تحذير وتنبيه وتنوير لمن يهمه الأمر أو إلى الشعب والناس على السواء..
_ ماذا يمثل لك النشر الألكترونى وفى نفس الوقت النشر الورقى وأيهما تفضل ؟
أفضل النشر الالكتروني لسهولته ويسره فهو بلا تعقيدات مثل النشر الورقي والذي لا اتعاطى معه لأني في طور الهواة نعم فانا أقول دوما باني من هواة الكتابة فلست محترفا ولكن أجد أن لي رسالة لابد وان أوديها بكل أمانة وإخلاص من اجل الناس والأمة والوطن.لهذا أفضل النشر الالكتروني لأنني لم أحاول البحث عن النشر الورقي الذي يأخذ طابعا احترافيا وملزما ومقيدا لأمثالي وكل تعقيداته الملزمة .
_ ماذا رصد المبدع زياد صيدم من سلبيات وإيجابيات عبر الشبكة العنكبوتية ؟ وكيف نقضى على السلبيات ؟
نعم هناك كثير من السلبيات على الشبكة العنكبوتية وقد انتشرت بشكل مهول وهذا متوازي مع الايجابيات طبعا فلا ننكر بان علوم تكنولوجيا الاتصالات قد وجدت طفرة مهولة عن طريق الانترنت فنتصل ونتواصل مع أحباء لنا في كل العالم بالصوت والصورة والكلمة وهذه من ايجابيات الشبكة ولا ننسى البحث العلمي والأدبي للطلاب والباحثين والمتخصصين بشتى أنواع العلوم فقد قربت هذه التكنولوجيا الساحرة المسافات وفتحت أبواب لم تكن موجودة إلا بالسفر والاغتراب وهذه تكاليف مهولة لا يمكن لكل راغب علم وثقافة أن يدركها..لا يمكن أن ننكر بان الشبكة قد أظهرت وساعدت على انتشار كثير من المبدعين في عالم الشعر والأدب من الشباب ولكنهم بحاجة إلى اهتمام ومتابعة من الأدباء والشعراء الحقيقيون والسابقون اللذين يتعاطون مع الورقي من الكتابة فهو الأصل طبعا ولو أنهم في المدة الأخيرة قد زاوجوا بين الحالتين ولكن تبقى حالات ما تزال مقتصرة على البعض القليل والذي تناول النشر الورقي مع النشر الالكتروني معا.. ولكن كيف يمكن تمازجهما وكيف يمكن التوافق بينهما هذه مشكلات يجب على المهتمين والمتخصصين من إيجاد وسائل عملية لذلك حتى يمكن الانتباه والتحفيز لكثير من المبدعين الناشئين فعلا عبر النشر الالكتروني فهو المهيمن الآن .
أما عن السلبيات فأنى أراها عبر الشباب الذي يضيع أوقاته في المحادثات أو ما يسمى بالشات والدردشات الفارغة ولكنهم يحاولون أن يكونوا ضمن منتديات وملتقيات وهذا كان حل ممتاز ولكن تبقى السلبيات ما تزال شاهدة ومتواصلة وقد تكون من خلال الاستخدام السيئ للشبكة في التعريج على مواقع إباحية قد تشكل خطرا على سن المراهقة لشبابنا وبناتنا بلا شك وهى خاصية سلبية خطيرة جدا. وباعتقادي يمكن تشفير تلك المواقع أو فلترتها للتحكم بها وخاصة لسن المراهقة عندنا والمندفع لممثل تلك الأمور فالوعي والتوعية مهما كانت قوية قد لا تحد من تلك الحاجة نتيجة لثقافاتنا الملتزمة والمحافظة في بيئتنا العربية الاسلامية.
_ هل النشر الالكترونى يصنع أدبيا أو مبدعا ؟
نعم النشر الالكتروني بلا شك ممكن أن يصنع أديبا أو مبدعا وهذا ألمسه أنا من قرائتى الدائمة ومتابعاتي على الشبكة فأجد الكثيرين يبدعون في مجالات الشعر والقص والمقال والتحليل أيضا. ولكنهم بحاجة إلى جهة تتابعهم وتحفزهم وترشدهم فهم حتى الآن يعملون وينتجون ذاتيا وبجهود شخصية بحته لمن يريد أن يصبح شيئا مهما على المستوى الأدبي وهذا ألمسه أنا شخصيا