من قراء القران الكريم الذين وهبوا حياتهم لخدمة القران الكريم فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوي
ولد الشيخ محمد صديق المنشاوى فى عام 1338هـ-1920م بقرية المنشأة التابعة لمحافظة سوهاج بجمهورية مصر العربية،فى أسرة قرآنية حملشت رسالة القرآن فوالده هو الشيخ صديق المنشاوي ، كان قارئًا مجودًا للقرآن، واشتهر من خلال ذلك، وأيضًا كان عمه الشيخ أحمد السيد من المقرئين المبرزين في هذا المضمار، وقد ورث الشيخ محمد صديق المنشاوي عن هذه السلالة المباركة تجويد القرآن وترتيله .
التحق الشيخ منذ وقت مبكر من عمره بالكُتَّاب، وكان شيخه يشجعه ويتعهده بالعناية والرعاية، لِمَا لمس منه من سرعة في الحفظ، وقوة في الحافظة، عِلاوة على حلاوة الصوت؛ ولمَّا بلغ الثامنة من العمر كان قد أتم حفظ القرآن الكريم .
ومع مرور الأيام والأعوام بدأت شهرة الشيخ تمتد وتنتشر، لما عُرِف عنه من حُسْن قراءة، وسلامة أداء، فأصبح حديث الناس في مصر؛ ولَمَّا عُرِض عليه الحضور للإذاعة من أجل اختياره واعتماده قارئًا في الإذاعة، رفض ذلك العرض، فاضطرت الإذاعة بنفسها أن تحضر إليه في إحدى المناسبات التي كان يقرأ فيها، فسجلت له ما تيسر من القرآن الكريم، وتمَّ اعتماده قارئًا في الإذاعة على إثر ذلك بعد طول رفض منه وممانعة .
بعد ذلك انتقلت شهرة الشيخ المنشاوي خارج مصر، وتلقى العديد من الدعوات والطلبات من الإذاعات والدول للقراءة فيها، فاستجاب لِمَا يسره الله له، فزار إندونيسيا بدعوة من رئيسها، كما زار أيضا المملكة العربية السعودية ، والمملكة الأردنية الهاشمية والعراق وليبيا والجزائر وباكستان وسوريا التى منحته وسام الاستحقاق عام 1956م وفى عام 1966م قرأ القرآن الكريم فى المسجد الكبير بدولة الكويت ، وله العديد من التسجيلات فى الإذاعات المصرية والعربية والأجنبية .
امتاز الشيخ المنشاوي في قراءته القرآنية، بعذوبة الصوت وجماله، وقوة الأداء وجلاله، إضافة إلى إتقانه تعدد مقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية. وللشيخ المنشاوي تسجيل كامل للقرآن الكريم مرتلاً، وله أيضًا العديد من التسجيلات القرآنية المجودة، يمكن الاطلاع عليها عبر قسم التسجيلات على موقعنا .
تأثر الشيخ المنشاوي بالشيخ محمد رفعت رحمه الله، وكان محبًا له، ومن المعجبين بصوته وتلاوته، وكان كذلك يحب الاستماع إلى أصوات كبار المقرئين الذين عاصروه، كالشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ، و أبي العينين شعيشع ، و البنا ، وغيرهم .
ومن الصفات الشخصية للشيخ المنشاوي رحمه الله أنه كان شديد التواضع، لين الجانب، عطوفًا على الفقراء والمساكين، محباً للخير آتياً له .
ومن المواقف التى تُذْكَر للشيخ محمد صديق المنشاوى موقفه من الدعوة التي وُجِّهت إليه في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، إذ وجَّه إليه أحد الوزراء الدعوة قائلاً له : سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفلاً يحضره الرئيس جمال عبد الناصر ، فما كان من الشيخ إلا أن أجابه بقوله : ولماذا لا يكون الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي ، ورفض أن يلبي الدعوة .
أمضى الشيخ محمد صديق المنشاوى حياته قارئًا لكتاب الله، إلى أن وافاه الأجل بعد مرض عضال ألـمَّ به، وكان ذلك سنة 1388هـ-1969م، ولَمَّا يتمَّ الشيخ الخمسين من العمر. رحم الله الشيخ رحمة واسعة، وجزاه الله خيرًا عن المسلمين
وفى شهر رمضان عام 1992م وأثناء الاحتفال بليلة القدر قام الرئيس ( محمد حسنى مبارك ) بمنح اسم الشيخ الجليل ( محمد صديق المنشاوى ) وسام الجمهورية
_____
كتاب : أصوات من السماء
للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم
رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق
القومية المصرية 10948/2006