أحمدي نجاد يدعو بريطانيا إلى "إصلاح سياستها"

مع تأكيد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد مجدداً ان طهران لن تفاوض على حقوقها النووية، دعا أمس بريطانيا الى "إصلاح سياستها السابقة حيال بلاده". وأطلقت السلطات المعارض علي رضا حسيني بهشتي المقرب من الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي.
وقال أحمدي نجاد لدى تسلمه أوراق اعتماد السفير البريطاني الجديد لدى طهران سايمون غيس إن "الشعب الإيراني لديه ذكريات سيئة عن العلاقات مع الحكومة البريطانية". وإذ أشار إلى أنه لا ينوي التذكير بممارسات لندن "الخاطئة"، أمل ان تتمكن الحكومة البريطانية من "تلافي أخطائها"، مشدداً على ان "الشعب الإيراني لن يسمح على الإطلاق لأي جهة بالتدخل في شؤونه الداخلية". وأضاف: "اننا ننظر الى المستقبل. نأمل ان تكون الحكومة البريطانية استخلصت العبر، وان تصلح سلوكها في الماضي. مهمتكم الرئيسية تكمن في تحويل الذكريات السلبية ذكريات ايجابية".
وكرر ان "الموضوع النووي الإيراني يعتبر منتهياً من وجهة نظر الشعب الإيراني"، وأن امتلاك التقنية النووية السلمية "حق قانوني ومسلم به للشعب الإيراني الذي لن يتفاوض مع أحد على حقوقه المشروعة". ولكن "طبعاً نحن على استعداد للحوار في شأن التعاون الدولي وحل المشاكل الاقتصادية والأمنية للعالم، ونعتقد أن هذه القضايا لا يمكن حلها من دون المشاركة الجماعية". ورأى ان مشاكل المنطقة لا تعالج بالوسائل العسكرية، وتالياً فإن "أسلوب بريطانيا والولايات المتحدة فى المنطقة خاطئ. لذلك فإن أكثر الأضرار تحملتها بريطانيا وأميركا نفسهما". وأكد ان "إيران حريصة على إقامة علاقات ودية مع جميع الدول، وان الدول الأوروبية خلال السنوات الـ30 المنصرمة، وخصوصاً في السنوات الأخيرة، كان لها، ويا للأسف، سلوك معاد للشعب الإيراني". ودعاها إلى تغييره، وأن تدرك ان مثل هذا السلوك "لن يضر الشعب الايراني أبداً، كما أن الشعب الايراني يعرف كيف يدافع عن نفسه وعن مصالح بلاده".
وقال السفير غيس إن بلاده ترغب في إقامة "علاقات معاصرة مع طهران وتطويرها على أساس الاحترام المتبادل".
في غضون ذلك، أعلنت الاستخبارات الإيرانية كشف خلايا تابعة للاستخبارات البريطانية تثير الفتن في البلاد. ونقلت وكالة "فارس" الايرانية شبه الرسمية عن قسم العلاقات العامة في الاستخبارات الإيرانية "أن هذه الخلايا تعمل على نشر الخلافات وبث روح الانقسام في المجتمع الإيراني، وخصوصاً بين الشيعة والسنّة... هذه الخلايا كانت تنشر رسائل وكتباً تشيع الفتنة بين الناس في محافظة هرمزكان بجنوب إيران". وأضافت ان أجهزة الأمن أقفلت مركزاً تابعاً للخلية واعتقلت مديره الذي اعترف بأنه كان على ارتباط ببعض الشبكات التلفزيونية الفضائية "المعادية للثورة والمدعومة مالياً من بريطانيا". كما قال إنه كان يقوم بإنتاج أفلام لخطب "العناصر المعادية للثورة داخل البلاد وخارجها على شكل أقراص مدمجة وأشرطة فيديو وكتب وكراسات"، ثم يوزعها على "نطاق واسع".
وعين الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي نائبا اول له، بعدما اضطر اواخر آب الى قبول استقالة اسفنديار رحيم مشائي من هذا المنصب بسبب تصريحات ادلى بها تتعلق باسرائيل. وكان رحيمي، وهو في العقد السادس من العمر، يتولى منصب نائب الرئيس لشؤون مجلس الشورى.