منتـديآت غرآم للإبـدآع
السلام عليكم أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة 914774

عزيزي / عزيزتي ألزآئرة يرجى ألتـكرٍم بألدخول إذا كنت عضوا معنا

أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانظمام الى عائلة غرآم للإبداع

ستشرفنا بتسجيلك

شكرا أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة 754173

إدارة المنتدى
منتـديآت غرآم للإبـدآع
السلام عليكم أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة 914774

عزيزي / عزيزتي ألزآئرة يرجى ألتـكرٍم بألدخول إذا كنت عضوا معنا

أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانظمام الى عائلة غرآم للإبداع

ستشرفنا بتسجيلك

شكرا أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة 754173

إدارة المنتدى
منتـديآت غرآم للإبـدآع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـديآت غرآم للإبـدآع


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة Empty
مُساهمةموضوع: أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة   أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة Icon_minitimeالسبت أكتوبر 10, 2009 11:37 am

إسماعيل يس
حكاية رجل حزين


بيت النتاش


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الحلقة الثالثة
القاهرة - ماهر زهدي


درجت العادة أن يستقبل أهل مصر شهر رمضان بالاحتفالات والفرح والطبول تعبيراً عن سرورهم بهذا الشهر الكريم، فتضاء الشوارع والحواري والأزقة بالفوانيس، في الليل يسهر الصائمون حتى وقت السحور لصلاة الفجر، وفي النهار تضجّ الأسواق بالباعة والمشترين. ولشهر رمضان عادات وتقاليد خصوصاً في مدينة السويس يتوارثها الناس عن آبائهم وأجدادهم، فما أن تثبت رؤية الهلال إيذانا ببدء الصوم، حتى تغلق أغلب الحانات والمراقص ـ مع أن أصحابها ليسوا مصريين أو مسلمين ـ ويجتمع الناس، رجالا ونساءً وأطفالا، في المساجد والساحات العامة يستمعون إلى الأناشيد والمدائح النبوية والصوفية، ابتهاجاً بحلول هذا الشهر الفضيل، ويطوف العلماء والفقهاء على المساجد والتكايا التي كانت تفتح أبوابها طوال الشهر ـ على طريقة موائد الرحمن الحالية ـ لتفقد ما يجري فيها من تنظيف وإصلاح وتعليق قناديل وإضاءة شموع وتعطيرها بأنواع البخور والمسك والعود الهندي والكافور وتجهيز أدوات الطهي والطبخ.
كان للفانوس أهمية خاصة - منذ دخول الفاطميين مصر- واستعمالات عديدة، يحمله الكبار لينير دروبهم أثناء السير ويجوب به الأطفال الحواري والأزقة والشوارع وهم ينشدون الأغاني الرمضانية الجميلة.
رحيل الأم... وولادة النجم
ما إن حلّ شهر رمضان في العام 1330 في التقويم الهجري، الذي يقابله أغسطس وسبتمبر من العام 1912 في التقويم الميلادي، وهو الشهر الذي كان مقدراً أن تلد فيه زوجة ياسين مولودها الأول، وفق حسابات السيدة {رزقة المولدة}، حتى بدأت أسرة ياسين الاستعداد لاستقبال مولودها، وراح ياسين يشتري كل ما لذ وطاب بما في ذلك {الفانوس}، غير أن حسابات السيدة {رزقة المولدة} لم تكن دقيقة بالقدر الكافي، ومرّ الشهر سريعاً من دون أن يصل الضيف المنتظر.
أبى القدر أن يمهل والدة ياسين لتتحقق أمنيتها برؤية حفيدها الذي انتظرته طويلا، إذ وافتها المنية ورحلت وهي في شوق ولهفة لأن ترى ذرية ياسين. حزن هذا الأخير حزناً كبيراً على فراقها كما لم يحزن في السابق، حتى على والده الذي كان مصدر سعادته وتدليله. شعر باليتم ـ على كبر سنه ـ واعتصر الحزن قلبه على فراق من أحب... وانتظر بفارغ الصبر أن يأتي الحفيد الذي أحبته والدته قبل أن تراه.
مرّ شهر رمضان بأكمله وثلاثة أيام من عيد الفطر المبارك، وفي اليوم الرابع استقبل ياسين والدنيا كلها هذا المولود الذي أطلق عليه والده اسم {إسماعيل} وذلك في الخامس عشر من سبتمبر عام 1912، الموافق الرابع من شوال عام 1330، فأعلن عن مولد {إسماعيل يس}.
آمال... وآلام
فرحت الأم كما لم تفرح في السابق بقدوم مولودها {إسماعيل}، فعلى الرغم من أن زواجها لم يمرّ عليه سوى عام أو يزيد قليلا، إلا أنها شعرت بأن السماء أرادت أن تعوضها أيام الشقاء والتعاسة التي عاشتها خلال هذه الفترة... فها هو إسماعيل سيملأ عليها حياتها، بعدما فرغ البيت برحيل الحماة جدة إسماعيل، وسيكون هو سلواها في ظل غياب والده ياسين عن البيت.
على الرغم من حالة الانكسار التي أصبح عليها ياسين برحيل والدته، إلا أنه فرح بمولوده الأول، وراح يمني نفسه بأن ما إن يشتد عود إسماعيل حتى يبدأ في إعداده ليكون خليفة له، كما فعل معه والده، يعلمه تجارته ويشربه {الصنعة} التي نشأ وتربى عليها، وهي صياغة الذهب، وإن كان لأم إسماعيل رأي آخر، فهي تريد أن يكون طالب علم أو أحد علماء الأزهر الشريف في مصر، أو يلتحق بمدرسة {المهندس خانة} - كلية الهندسة - أو غيرها من المدارس العلمية، وهو ما جعلها ترفض نية الأب في أن يكون الابن امتداداً له.
قرر ياسين أن يبدأ حياة جديدة بوصول ابنه إسماعيل، أصبح أكثر حرصاً على العودة مبكراً إلى البيت، لم يعد إلى سهرات المراقص والملاهي الليلية، ابتعد عن شرب الخمور، أصبح أكثر انضباطاً كرب أسرة مسؤول عن أسرته، وزاد من إحساسه بالمسؤولية أنه فقد من كان يركن إليهما، أي والده ووالدته.
التغيير الذي حدث في حياة ياسين بوصول نجله شعرت به {أم إسماعيل}، وراحت تمني نفسها بحياة جديدة بعيداً عن المشاكل التي أرقتها في السنة الأولى من زواجها، وبتربية {إسماعيل} كما تريد، ولم تكن تدري أن هناك الكثير ـ بين المر والحلو ـ الذي يخفيه القدر لها ولهذا الطفل الذي لم يمض على وجوده في الدنيا سوى أشهر قليلة.
كانت بداية المصائب برحيل الجدة وانعكس ذلك بشكل كبير على الأب ياسين، الذي شعر بأنها رحلت وأخذت معها كل شيء جميل، رحلت وأخذت معها الخير، وحين جاء إسماعيل اعتقد المقرّبون من الأب أنه سيقلع عن ألاعيبه وما عُرف عنه من تحرر وسيتفرغ لتربية ابنه والإعتناء بعائلته، وحاول هؤلاء ثنيه عما كان يعيش فيه من لهو وعبث:
- أنت الآن كبير العائلة يا ياسين، وأصبحت أبا ولا بد من أن تلقي خلف ظهرك ما كنت تفعله في السابق وأن تلتفت إلى تجارتك وابنك لتحسن تربيته.
- أعرف ذلك، هذا بالفعل ما أنوي فعله، لكن لا أخفي عليك أنني أشعر للمرة الأولى بالوحدة في هذه الدنيا وبالمسؤولية بحق.
- جميل أن تشعر بالمسؤولية، لكن لست وحدك فكلنا أهلك واعلم أننا معك في الخير فحسب، لكن إذا عدت إلى ما كنت عليه، فلن تجد أحداً بجوارك!
بداية الكوارث
منذ بداية الحرب العالمية الأولى، أصبحت السويس ميناء مهماً على الحدود الشرقية لمصر، تضج بالجنود في معسكرات جيش الاحتلال الإنكليزي، وكانت القناة إحدى نقاط الارتكاز له في الحرب، وقد أدى هذا الوضع إلى انتشار المحلات التجارية التي تقوم على خدمتهم، خصوصاً البارات والملاهي الليلية وبيوت البغاء، كذلك على خدمة أهالي السويس الذين يتعاملون معهم، خصوصاً الفئات التي تجد في يدها في آخر اليوم فائضاً من الربح من دون تعب أو عناء!
لم يمض وقت طويل على استقامة ياسين حتى عاد إلى سابق عهده، غير أنه كان هذه المرة أسوأ، عاد من جديد إلى سهراته ومغامراته النسائية والسهر حتى الصباح. انصرف عن عمله وشغلته غرامياته عن أسرته وابنه فعاشت زوجته المرّ والشقاء من جديد، انصرف عنه الجميع، بمن فيهم أصدقاء السهرات والحظ، لسبب بسيط أنه لم يعد لديه ما يبتغونه منه بعدما بدا إفلاسه وشيكا، أهمل تجارته وقلّص عدد العاملين لديه ولم يبقِ إلا على قلة منهم.
بسبب سوء أحواله أصبح ياسين دائم الشجار مع زوجته {أم إسماعيل} لأنه لم يعد ينفق على البيت، حتى مصروف الأكل والشرب، كان يترك الأم وطفلها أياما وربما أسابيع من دون أن يسأل عنهما وكيف يأكلان ويشربان وكيف تدفع ثمن تعليم الصغير في {الكُتاب} الذي حرصت على أن يلتحق به ليتعلم قراءة القرآن الكريم.
لم يكن أمامها إلا اللجوء إلى أسرتها لتدبير بعض النقود للمأكل والمشرب. شكت الزوجة لأمها {أليفة} فهي الأقرب لها ومستودع أسرارها، لكن لم تكن الأم تملك من الأمر شيئاً سوى أن تدبّر لها نقوداً بسيطة تكفل لها الأكل والشرب بالكاد، وتفعل ذلك على مضض، من أجل ابنتها!!
لم تقبل والدة إسماعيل يس بهذا الوضع المهين بأي شكل من الأشكال، كرهت الحياة مع زوج يهمل بيته وابنه ويهجرها ليلا، وما أكثر الخلافات التي وقعت بينهما وكانت تؤدي أحياناً إلى الغضب وإساءة معاملة الزوجة، بل وتشويه صورتها أمام الجيران!
حاولت الأم أن تتماسك وتتحمل من أجل ابنها وبيتها الذي يوشك على الانهيار، وزوجها الذي يسير في طريق لا نهاية له ويجرف استقرار البيت ومستقبل الابن معه، الذي بدأ يكبر ويفهم معنى أن يتشاجر والداه يومياً، لدرجة أنه كان يستيقظ في أواخر الليل على أصوات صراخهما، عندما يأتي الوالد في ساعات متأخرة ويتمايل مخموراً.
يتم مبكر
مع انتهاء الحرب العالمية الأولى عمّت البلاد حالة جديدة من الكساد ووصل الأمر بياسين إلى حد الاستدانة من القريب والغريب وما أن تدخل جيبه أية نقود حتى يسرع إلى شراء الخمر.
مع برد الشتاء القارس، وفي ظل عدم وجود ما يحمي الأم وصغيرها من البرد ولا يملأ معدتها من طعام، بدأت الأمراض تداهمها، فأصاب المرض صدرها، مع ذلك كان همها الوحيد الحرص على حياة هذا الوليد، فلا ذنب له ليأتي إلى الدنيا ليشقى. كانت تمنع نفسها من الطعام لتطعمه وتتحمل برودة الجو لتدفّيه وتدبر بالكاد ما يكفل استمرار تعليمه الذي كانت حريصة عليه علّه يحقق حلمها يوماً ويكون كما تمنت، كل ذلك جعل صحتها تتدهور وتصبح وهي في ريعان الشباب، عجوزا طاعنة في السن!
يمضي الحال بالأسرة من سيئ إلى أسوأ حتى جاء اليوم الفصل، ليس الفصل في العلاقة بينهما بل في حياتهما معاً وحياة طفلهما، فلم يكن شجارهما في هذا اليوم مثلما سبق، كانت المرة الأولى بل الأخيرة التي يصل فيها الشجار بينهما إلى هذا الحد:
- ألم تعد ترى كيف أصبحنا أنا وابنك؟! هل تدري أننا نتسول قوت يومنا؟! هل ترى الملابس التي نرتديها؟! هل تعلم أننا لم نذق الطعام منذ عصر الأمس؟!
- وماذا أفعل البلد حالها توقف تماماً ولم يعد هناك لا بيع ولا شراء
- أي حال وأي بلد، أنت وحدك الذي توقف حالك وأوقفت حالنا معك. الناس تعمل وأحوالها إلى خير إلا أنت وحدك لأنك اخترت طريق الشر والخمر والنساء والعربدة.
- ألن ننتهي من هذه السيرة، أية نساء؟! فلم يعد لي علاقة بهن ، ألن تنتهي غيرتك العمياء تلك؟
- أنت واهم، أية غيرة وأية نساء؟! افعل ما تشاء ولكن أمّن لي ولهذا الطفل طعامنا وشرابنا وكسوتنا.
- لماذا لا تتحملين معي هذه الظروف العصيبة؟! فهي فترة وسيعود كل شيء إلى ما كان عليه بل وأفضل.
- لقد تحملت الكثير، ويمكن أن أتحمل أكثر، لكن ما ذنب هذا الطفل الذي يشعر باليتم وأهله على قيد الحياة؟!
احتدّت الزوجة واحتدّ ياسين، ولم يتحمل كلامها الذي شعر بأنه سكين يمزق أحشاءه فدفعها بيده ليبعدها عن طريقه وهمّ بالخروج من البيت، غير أنه فوجئ بها تسقط على الأرض، فعاد إليها مسرعاً.
- أم إسماعيل، مالك، ردي عليّ، أم إسماعيل!
لكنها لم تنطق سوى بكلمة واحدة
- إسماعيل...
وضع رأسه على صدرها لم يسمع نبضاً، خرج إلى الشارع وحاول أن يستغيث بالجيران، أو يفعل أي شيء. وتجمع الجيران، لكن أحدا لم يستطع أن يفعل شيئاً، ماتت الزوجة المسكينة على الفور.
عزيز قوم ذل
مع أن والد إسماعيل كان يسوم زوجته سوء العذاب في حياتها إلا أنه حزن حزناً شديداً على رحيلها، ربما لأنه أدرك أنه السبب في العذاب الذي عاشته بسبب الجري وراء ملذاته، ولم يشعر بمدى حبه لها إلا بعد فقدها وحرمانه منها للأبد. ففي ظل المشاكل والشجار اليومي الذي كان يدور بينهما باستمرار، لم تكن تترك بيتها، بل حرصت على أن يظل مفتوحاً لترعى شؤون الصغير الوحيد إسماعيل، الذي أصبح مشكلة المشاكل بالنسبة إلى أبيه، فقد خلا البيت عليهما.
لم يجد ياسين ما ينسيه همومه وتراكم الكوارث فوق رأسه سوى أن يعود مرة أخرى إلى الخمر، شعر بأنه يضيع، أصبح عاجزاً عن فعل أي شيء، وبعدما فشلت الخمر في أن تنسيه ما هو فيه، اتجه إلى تعاطي المخدرات، فأهمل الورشة، لدرجة أنه لم يبقِ على أحد من العاملين فيها، ولم يعد قادراً على أن يدفع لهم أجورهم بعدما تراكمت عليه الديون، فاضطر في النهاية إلى أن يبيع ما فيها ليدفع جزءاً من ديونه وينفق ما تبقى على شرب الخمر، وتحول المحل من بيع الذهب إلى بيع بعض مشغولات الفضة التي لم تكن تكفي حتى لقوته اليومي هو والصغير إسماعيل، وعندما زاد الموقف تأزماً اضطر إلى التضحية بتجارته وتجارة والده وأجداده، لتنتهي إلى الأبد، فباع الورشة وأغلق المحل، مع ذلك لم يبق ثمن الورشة معه أكثر من شهر، وما إن نفدت نقوده حتى تبدل شكله وحاله، وبعدما كان يرتدي أفضل الملابس وأغلاها ثمناً، أصبحت ملابسه رثة، وفي بعض الأحيان ممزقة، فيبدو لمن يراه ولا يعرفه أنه يتسول قوت يومه!!
اضطر إلى العمل عند زميل له، عطف عليه وأشفق على حاله بعدما وجد أنه تحطم تماماً، ولم يعد يجد ما يسدّ به رمقه ورمق صغيره.
على الرغم من أن إسماعيل كان في سن مبكرة من عمره، إلا أنه كان على درجة من الوعي والمعرفة ما جعله يدرك حجم الكارثة التي حلّت بأبيه فضلا عن حزنه الشديد على رحيل أمه، القلب الوحيد الذي عشقه وتألم له، حتى وهي في النفس الأخير لم يكن هناك شيء في الدنيا يهمها سواه، وكان اسمه آخر ما نطقت به.
أيام الرعب... والشقاء
كان الصغير يقضي نهاره مع الأولاد في الشارع، يلعب ويلهو معهم، وكان أكثر ما يتمناه أن يستمر اليوم نهاراً بشكل دائم، لأن ما كان يثير الرعب في نفسه أن يأتي الليل ويضطر مثل بقية أقرانه إلى أن يعود إلى البيت، غير أن هؤلاء يعودون ليرتموا في أحضان آبائهم وأمهاتهم يأكلون ويشربون وينامون وهم يشعرون بالأمان.
كانت الساعات تمضي ثقيلة مرعبة، وإسماعيل بمفرده في البيت، الذي يسيطر عليه الظلام من كل جانب، شعرت بذلك إحدى الجارات فتطوعت لتشعل له {لمبة الغاز}، وفي كثير من الأحيان يتم نسيانه، أو تأخذه إحداهن ليأكل ويظل مع أولادها حتى تنتهي رحلة الأب من العمل ثم المرور على إحدى الخمارات ليشرب كأسين أو {ربع زجاجة} ويعود إلى البيت، معه بعض اللقيمات التي يسدّ بها جوع صغيره، وربما لا يأكل هو ليوفر للصغير هذه اللقيمات ويكتفي هو بالشراب.
حياة بؤس وشقاء وجوع وفقر بل ورعب، تلك التي كان من المفترض أن يتحملها هذا الصغير في هذه السن المبكرة. كان والده كلما رأى ما عليه صغيره يزيد حزنه وغمه ويفرط في الشراب وكأنه كان يتمنى لو انتهت حياته هو وبقيت أم إسماعيل، فربما تبدل حال الصغير إلى أفضل مما هو عليه الآن عشرات المرات، لكنه القدر الذي اختارها ليتركه يتعذب بذنبها.
مرت الأيام ثقيلة وياسين يعاني الأمرّين، سواء من حالة الكساد التي يعيشها أو من الحمل الثقيل الذي تركته له زوجته برحيلها. فهو غير قادر على الاعتناء بابنه إسماعيل وتربيته، وكان يتألم عندما يراه أمامه صامتاً، غير أن نظرات الصغير تحولت إلى سكاكين تقطع أحشاءه، فكان يحنو عليه أحيانا ويصطحبه معه إلى العمل ويتركه يلهو ويلعب أمامه إلى حين الانتهاء من عمله. يبدو أن وجود إسماعيل معه جعله يخجل من أن يذهب كعادته اليومية إلى الخمارات والمراقص التي اعتاد أن ينفق فيها ما لديه من مال.
بعد فترة بدأت الأموال تجري في يد ياسين من جديد، فقرر شراء المشغولات الذهبية والفضية بالأجل، وأعاد فتح المحل مرة أخرى وعادت الحياة تبتسم من جديد، ولو قليلا، إلا أن الحال أصبح غير ذي قبل وانتبه ياسين إلى أن البيت أصبح مهجوراً، وأنه لم يعد قادراً على خدمة إسماعيل، والأهم من هذا وذاك أنه لم يعد قادراً على العيش من دون امرأة، ففكر في الزواج من أخرى ربما استطاع أن يكوّن أسرة من جديد تعيد إليه ما فقده.
وتسرع الأيام لتقدم له مفاجأة جديدة، سرعان ما نسي الأب المحب للحياة والنساء، الزوجة التي ماتت، وأن ابنه في حاجة إلى رعايته، فقرر الزواج مرة أخرى، بما أن المال أصبح متوافراً وهو يحتاج إلى امرأة.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقطة من أحد أفلامه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة   أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة Icon_minitimeالسبت أكتوبر 10, 2009 12:12 pm

حياه مليئه بالبؤس والشقاء

عانى منها مضحك الملايين اسماعيل يس
حلقات متتاليه متتابعه ننتتظرها دائما
اشكرك ايهاب على السرد الرائع
دمت بود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة   أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة Icon_minitimeالسبت أكتوبر 10, 2009 1:22 pm

فعلا ميرال
علي الرغم من حياته البائسة
ولكنه استطاع انتزاع ضحكات الملايين
شكرا علي مرورك الرائع
وتعليقك الراقي
دمتي بخير
ايهاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثالثة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الاولى
» أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الثانية
» أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الرابعة
» أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة الخامسة
» أبو ضحكة جنان ... فى مسلسل مختلف .. الحلقة السادسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـديآت غرآم للإبـدآع :: 
~¤¢§{(¯´°•. غرآم الترفيه .•°`¯)}§¢¤~
 ::  منتدى الفن والطرب
-
انتقل الى: