| الحياءوأثره فى حياة المسلم | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
???? زائر
| موضوع: الحياءوأثره فى حياة المسلم الجمعة نوفمبر 06, 2009 10:43 pm | |
| الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله(صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.فإن الحياء خلق الإسلام والمسلمين، وهو من أجمع شعب الإيمان فإذا اتصف الإنسان بالحياء من الله الذي يراه ويسمعه ويعلم ما يكنه ضميره فعل جميع الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات، وإذا استحيا من الناس لم يواجههم بما يكرهون مما يخل بالدين والأدب والشرف والمروءة، وإذا استحيا من نفسه حاسبها فيما يصدر منه من الأقوال والأفعال وهل هي موافقة لشرع الله أو مخالفة له، فالحياء انقباض النفس عن القبائح، وهو من خصائص الإنسان، وقد جعله الله في الإنسان ليرتدع به عما تنزع إليه الشهوة من القبائح فلا يكون كالبهيمة ولذلك لا يكون المستحيي فاسقًا ولا الفاسق مستحييًا.ومن أسباب اكتساب الحياء إذا هم بقبيح بأن يتصور أعظم ما في نفسه، ولذلك لا يستحيا من الحيوان، ولا من الأطفال الذين لا يميزون، ويستحيا من العالم أكثر مما يستحيا من الجاهل ومن الجماعة أكثر من الواحد.والخير والشر معان كامنة في النفوس تعرف بسمات دالة عليها؛ فسمة الخير الحياء وسمة الشر البذاء، وكفى بالحياء خيرًا أن يكون على الخير دليلاً، وكفى بالبذاء شرَّا أن يكون إلى الشر سبيلاً، وفي الحديث الذي رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة؛ والبذاءة من الجفاء والجفاء في النار» وقال بعض الحكماء: من انا حيواناه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه، وقال بعض البلغاء: حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائه، وليس لمن سلب الحياء صاد عن قبيح ولا زاجر عن محظور فهو يقدم على ما يشاء ويأتي ما يهوى، كما قال النبي(صلى الله عليه وسلم) «إذا لم تستح فاصنع ما شئت» رواه البخاريوكما قال الشاعر:إذا لم تصن عرضًا ولم تخش خالقًا....وتستحي مخلوقًا فما شئت فاصنع والحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه:أحدهما:حياؤه من الله تعالى.والثاني:حياؤه من الناس.والثالث:حياؤه من نفسهومن استحيا من الناس ولم يستح من نفسه فنفسه عنده أخس من غيره، ومن استحيا منها ولم يستح من الله عز وجل فلعدم معرفته به وإيمانه باطلاعه عليه، فإن الإنسان ليستحي ممن يعظمه ويعلم أنه يراه ويسمع نجواه ومن لا يعرف الله فكيف يعظمه ويعلم أنه مطلع عليه؟ وفي قوله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى) [العلق: 14] تنبيه على أن العبد إذا علم أن ربه يراه استحيا من ارتكاب الذنب، والحياء من الله تعالى يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وروى ابن مسعود أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: «استحيوا من الله حق الحياء» قالوا: إنا نستحي من الله يا نبي الله والحمد لله، قال: «ليس ذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلاء ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء» رواه أحمد والترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وهذا الحديث من أبلغ الوصايا، وفي الرأس اللسان والسمع والبصر والشم والذوق، ومن علامات الحياء حفظها عن المحرمات ومن الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم، وحفظ البطن عن الأكل والشرب المحرم، ويكون الحياء من قوة الدين وصحة اليقين ومن كمال الإيمان عند الإنسان، وأما حياؤه من الناس فيكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح وهذا النوع من الحياء قد يكون من كمال المروءة، وأما حياؤه من نفسه فيكون بمحاسبتها فيما تقول وتفعل وتأتي وتذر، وفيما تسمع أو تنظر وتمشي وتتناول وتأكل وتشرب وهل ذلك كله حرام أو حلال؟ وهل هو مشروع أو ممنوع؟ وهل هو سائر في تصرفاته في طريق الجنة أو في طريق النار؟ أعاذنا الله ووالدينا والمسلمين من النار وأدخلنا وإياهم ووالدينا جنات النعيم (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ) المتصفين بالحياء من ربهم ومن عباده ومن أنفسهم.ولما كان الحياء بهذه المنزلة العالية وبهذه الصفات الحميدة جمعت فيه ما تيسر من النصوص في فضله والحث على التخلق به وبيان أسبابه، وأنه من الإيمان وأنه لا يأتي إلا بخير بل هو خير كله، وأن من اتصف بالحياء فقد اقتدى برسول الله(صلى الله عليه وسلم) حيث كان أشد حياء من العذراء في خدرها، وأن وجود الحياء في الإنسان علامات حياة قلبه واستقامته، وهذه الرسالة مستفادة من كلام الله تعالى وكلام رسوله(صلى الله عليه وسلم) وكلام المحققين منأهل العلم، نسأل الله تعالى أن ينفع بها من كتبها أو طبعها أو قرأها أو سمعها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ومن أسباب الفوز لديه بجنات النعيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد ذكرت المراجع والفهرس في آخر الرسالة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.1- عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)«دعه فإن الحياء من الإيمان» متفق عليه.2- وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : «الحياء لا يأتي إلا بخير» متفق عليه.
وفي رواية لمسلم:«الحياء بخير كله، أو قال: الحياء كله خير».3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)قال: «الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان»متفق عليه.البضع بانا حيوانر الباء ويجوز بفتحها، وهو من الثلاثة إلى العشرة، والشعبة: القطعة والخصلة، والإماطة: الإزالة، والأذى: ما يؤذي كحجر وشوك وطين ورماد وقذر ونحو ذلك.4- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:(كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه) متفق عليه.يعتبر الحياء أحد الفروع في شجرة الإيمان العظيمة التي جاء بها الإسلام والحياء في حقيقته هو انقباض النفس من شيء وتركه حذرًا من اللوم فيه، فعن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، عن أبيه عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أنه سمع رجلاً يعظ أخاه في الحياء، فقال له: «دعه فإن الحياء من الإيمان»( في الصحيحين.) ولحديث عمران بن حصين رضي الله عنهما: «إن الحياء لا يأتي إلا بخير»( في الصحيحين.) وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه)( في الصحيحين.) وحديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت»( في البخاري.).وفي الحديث :«الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان»( رواه البخاري ومسلم وغيرهما.).ولعل معظم المشكلات الاجتماعية في هذا العصر ناتجة عن ذهاب الحياء، ففي بعض البلدان يهتك ستار الحياء وتستباح الحرمات بحجة التمدن والتحضر، وهي نغمة يهودية طالما أطلقت لخداع الناس وتضليلهم ومن ذلك ظهور الخنافس وما يسمى بالهيبز، وممارستهم اللاأخلاقية، ومنه إباحة الاختلاط بين الجنسين بينما الرسول(صلى الله عليه وسلم) يأمر الآباء بأن يفرقوا بين الأولاد في المضاجع منذ العاشرة، ومنه تشبه الرجال بالنساء والعانا حيوان، ولقد نهى الإسلام عن ذلك حيث أراد الله للرجال أن تكون لهم طبيعة خاصة نابعة من رجولتهم، بينما الأنوثة هي طبيعة النساء ولذلك فإن تشبه كل من الجنسين بالآخر في اللباس أو الكلام أو الحركة أو المظهر يعتبر مخالفًا لما طبع الله عليه كلاً منهما وشر ما تبتلى به الحياة هو الخروج على الفطرة، وقد ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قوله: «لعن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء» والحديث يعني المتشبهين بالنساء، ومعناه اللغوي التانا حيوانر والتثني، وفي رواية أيضًا «لعن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال» ( رواه البخاري.).وفي اللباس ورد ما روى أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «لعن رسول الله الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل»( على شرط مسلم.).النهي عن حلق اللحية:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومن مظاهر تشبه الرجال بالنساء ما يعمد إليه بعض الرجال من حلق لحاهم فيصير مظهرهم أنثويًّا، وهم بذلك يخالفون السنة والفطرة، وقد جاءت الأحاديث تؤكد على وجوب توفير اللحية وقص الشارب، أخرج البخاري عن ابن عمر أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال: «خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب» وتوفيرها يعني إعفاءها، والمشركون، هم المجوس الذين يتشبهون بعادات الكفار فيحلقون لحاهم ويطيلون شواربهم، وفي رواية أخرى عن أبي هريرة حين ذكر خصال الفطرة، عد منها قص الشارب.وجمهور العلماء يقررون أن الأمر بإعفاء اللحية محمول على الوجوب، قال النووي في شرحه لصحيح(3/ 194.) مسلم: وأما إعفاء اللحية فمعناه توفيرها، وقال مثل ذلك الشوكاني في نيل الأوطار وقال ابن حزم في مراتب الإجماع: واتفقوا على أن حلق جميع اللحية فعله لا يجوز(ص157) .وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: يحرم حلق اللحية للأحاديث الصحيحة ولم يبحه أحد(شرح أصول الأحكام جزء 1-36.) والعلة في إعفاء اللحية ليس فقط مخالفة للكفار ولكن لأنها من خصال الفطرة كما في الحديث الصحيح، وفي المغني (وفي شعر اللحية إذا لم ينبت الدية) يعني دية كاملة وفي أحاديث متقاربة (أعفوا اللحى) (وفروا اللحى) (أرخوا اللحى) وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء قد دلت سنة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) على وجوب إعفاء اللحية وإرخائها وتوفيرها وعلى تحريم حلقها وقصها وعللت ذلك بأن الأصل في الأمر الوجوب وفي النهي التحريم ولا يجوز لأحد أن يخالف ظاهر الأحاديث الصحيحة إلا بحجة تدل على صرفها أي عن ظاهرها اهـ.الغيرة على الأولاد والأهل:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أما الغيرة فهي الحمية والأنفة عند سماع ما لا ينبغي وتكون الغيرة في المرأة كما هي في الرجل لحديث أبي هريرة رضي الله عنه«إن الله عز وجل يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عز وجل عليه»( صحيح البخاري.).وقوله(صلى الله عليه وسلم) في حق المتشبهين بالنساء من حديث أم سلمة رضي الله عنها«لا يدخلن هؤلاء عليكم»( في الصحيحين.) ومثل ذلك الرجل الذي يقود على أهله ويرضى لهم الاختلاء بالآخرين وهو ما يعرف بالدياثة.وقد روى أبو سعيد الخدري عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «الغيرة من الإيمان وإن المذاء من النفاق»( رواه البزار في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان.) وهو الجمع بين الرجال والنساء، والمقصود أن الحياء والغيرة إذا كانا شيئين مرغوب فيهما في كل زمان ومكان، فالحياء من الله أكثر مطلبًا وأعظم شأنًا لأن الله سبحانه وتعالى يرى الإنسان ويطلع عليه في كل أحواله والمؤمن هو الذي يستحيي أن يراه الله حيث نهاه وأن يفقده حيث أمره قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) «استحيوا من الله حق الحياء، من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء»( حديث حسن رواه الإمام أحمد في مسنده.).ومما يتنافى مع الغيرة ترك الخدم يختلون بالأهل والأولاد، وفي الحديث «لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم»( متفق عليه.) واستقدام الخدم من بلاد أجنبية ظاهرة سيئة لها خطرها وأثرها في مجتمعنا اليوم، ويجب الحذر منها كما يجب دوام المراقبة على الخادمة ومعرفة من يتصل بها وعدم تركها تنفرد بمن تشاء، وكذلك يجب الحذر من السائق الأجنبي الذي ينفرد بأهل البيت وينفرد بالبنات عند ذهابهن أو عند سكناه معهن في بيت واحد فكم وقع من المآسي والمصائب بسبب عدم الغيرة على الأهل والولد حمانا الله جميعًا من أي سوء، والله أعلم(أصول المنهج الإسلامي (379-382).).إذا لم تخش عاقبة الليالي.... ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله، ما في العيش خير.... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير.... ويبقى العود ما بقي اللحاء حدثنا إسحاق بن إبراهيم القاضي، حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري: أن أبا بكر الصديق قال يومًا وهو يخطب: «أيها الناس استحيوا من الله فوالله ما خرجت لحاجة منذ بايعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أريد الغائط إلا وأنا مقنع رأسي حياء من الله».قال أبو حاتم رضي الله عنه: الحياء من الإيمان، والمؤمن في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجافي في النار، إلا أن يتفضل الله عليه برحمته فيخلصه منه.فإذا لزم المرء الحياء كانت أسباب الخير منه موجودة كما أن الواقح إذا لزم البذاء كان وجود الخير منه معدومًا وتواتر الشر منه موجودًا، لأن الحياء هو الحائل بين المرء وبين المزجرات كلها فبقوة الحياء يضعف ارتكابه إياها، وبضعف الحياء تقوى مباشرته إياها.ولقد أحسن الذي يقول: ورب قبيحة ما حال بيني.... وبين ركوبها إلا الحياء
فكان هو الدواء لها، ولكن.... إذا ذهب الحياء فلا دواء وأنبأنا محمد بن المنذر بن سعيد، حدثنا عمر بن شبة، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا هشام، عن محمد، عن كثير بن أفلح، عن زيد بن ثابت قال: من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله.قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل أن يعود نفسه لزوم الحياء من الناس، وإن من أعظم بركته تعويد النفس ركوب الخصال المحمودة، ومجانبتها الخلال المذممة، كما أن من أعظم بركة الحياء من الله الفوز بالجنة والنجاة من النار بلزوم الحياء عند مجانبة ما نهى الله عنه، لأن ابن آدم مطبوع على الكرم واللؤم معا في المعاملة بينه وبين الله، والعشرة بينه وبين المخلوقين، وإذا قوي حياؤه قوي كرمه، وضعف لؤمه، وإذا ضعف حياؤه قوي لؤمه وضعف كرمه، ولقد أنشدني علي بن محمد البسامي: إذا رزق الفتى وجهًا وقاحًا.... تقلب في الأمور كما يشاء
ولم يك للدواء ولا لشيء.... يعالجه به فيه غناء
فما لك في معاتبة الذي لا.... ياء لوجهه إلا العناء قال أبو حاتم: «إن المرء إذا اشتد حياؤه صان عرضه، ودفن مساويه، ونشر محاسنه، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره، ومن ذهب سروره هان على الناس ومقت، ومن مقت أوذي، ومن أوذي حزن، ومن حزن فقد عقله، ومن أصيب في عقله كان أكثر قوله عليه لا له، ولا دواء لمن لا حياء له، ولا حياء لمن لا وفاء له، ولا وفاء لمن لا إخاء له، ومن قل حياؤه صنع ما شاء، وقال ما أحب».وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:إذا لم تصن عرضًا ولم تخش خالقًا.... وتستحي مخلوقًا فما شئت فاصنع
إذا كنت تأتي المرء تعظم حقه.... ويجهل منك الحق فالصرم أوسع أنبأنا محمد بن سعيد القزاز، حدثني عبد الله بن مسعود الثعلبي باليمن، حدثنا أحمد بن زيد بن السكن الجندي عن سفيان بن عيينة، قال: قال يحيى بن جعدة: إذا رأيت الرجل قليل الحياء فاعلم أنه مدخول في نسبه، نسأل الله العافية. يتبع |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الجمعة نوفمبر 06, 2009 10:44 pm | |
| فصل ومن منازل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ منزلة الحياء[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال الله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى)[العلق: 14].وقال تعالى:(إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].وقال تعالى:(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19].وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مر برجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال: «دعه فإن الحياء من الإيمان».وفيهما عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) «الحياء لا يأتي إلا بخير».وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أنه قال:«الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان»وفيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه).وفي الصحيح عنه(صلى الله عليه وسلم) «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت»وفي هذا قولان:أحدهما:أنه أمر تهديد، ومعناه الخبر أي من لم يستح صنع ما شاء.والثاني:أنه أمر إباحة، أي انظر إلى الفعل الذي تريد أن تفعله فإن كان مما لا يستحيا منه فافعله، والأول أصح، وهو قول الأكثرين.وفي الترمذي مرفوعا: «استحيوا من الله حق الحياء»، قالوا: إنا نسحيي يا رسول الله قال: «ليس ذلكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء» ورواه أحمد والحاكم وصححه. حياة القلب في الحياء:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]والحياء من الحياة، ومنه «الحيا» للمطر، لكن هو مقصور، وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب والروح، فكلما كان القلب أحيا كان الحياء أتم.قال الجنيد رحمه الله: الحياء رؤية الآلاء، ورؤية التقصير، فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء، وحقيقته، خلق يبعث على ترك القبائح، ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق.ومن كلام بعض الحكماء: أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه، وعمارة القلب: بالهيبة والحياء، فإذا ذهبا من القلب لم يبق فيه خير.وقال ذو النون: الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة ما سبق منك إلى ربك، والحب ينطق والحياء يسكت، والخوف يقلق.وقال السري: إن الحياء والأنس يطرقان القلب فإن وجدا فيه الزهد والورع وإلا رحلا.وفي أثر إلهي يقول الله عز وجل: «ابن آدم، إنك ما استحييت أنسيت الناس عيوبك، وأنسيت بقاع الأرض ذنوبك، ومحوت من أم الكتاب زلاتك، وإلا ناقشتك الحساب يوم القيامة».وفي أثر آخر: أوحى الله عز وجل إلى عيسى عليه الصلاة والسلام «عظ نفسك فإنك اتعظت وإلا فاستحي مني أن تعظ الناس».وقال الفضل بن عياض: خمس من علامات الشقوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل.وفي أثر إلهي: «ما أنصفني عبدي، يدعوني فأستحيي أن أرده ويعصيني ولا يستحيي مني».وقال يحيى بن معاذ: من استحيا من الله مطيعا، استحيا الله منه، وهو مذنب وهذا الكلام يحتاج إلى شرح.ومعناه: أن من غلب عليه خلق الحياءة من الله حتى في حال طاعته فقلبه مطرق بين يديه إطراق مستح خجل، فإنه إذا واقع ذنبًا استحيا الله عز وجل من نظره إليه في تلك الحال لكرامته عليه، فيستحيي أن يرى من وليه ومن يكرم عليه ما يشينه عنده وفي المشاهد شاهد بذلك، فإن الرجل إذا اطلع على أخص الناس به وأحبهم إليه، وأقربهم منه، من صاحب، أو ولد، أو من يحبه وهو يخونه، فإنه يلحقه من ذلك الاطلاع عليه حياء عجيب، حتى كأنه هو الجاني وهذا غاية الكرم.وقد قيل: إن سبب هذا الحياء، أنه يمثل نفسه في حال طاعته كأنه يعصي الله عز وجل، فنستحيي منه في تلك الحال، ولهذا شرع الاستغفار عقيب الأعمال الصالحة والقرب التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل.وقيل: إنه يمثل نفسه خائنا، فيلحقه الحياء، كما إذا شاهد، رجلاً مضروبًا وهو صديق له، أو من قد أحصر عن الكلام، فإنه يخجل أيضا تمثيلاً لنفسه بتلك الحال.وهذا قد يقع، ولكن حياء من اطلع على محبوبه، وهو يخونه ليس من هذا، فإنه لو اطلع على غيره ممن هو فارغ البال منه، لم يلحقه هذا الحياء ولا قريب منه وإنما يلحقه مقته وسقوطه من عينه، وإنما سببه والله أعلم شدة تعلق قلبه ونفسه به، فينزل الوهم فعله بمنزلة فعله، هو ولا سيما إن قدر حصول المكاشفة بينهما، فإن عند حصولها يهيج خلق الحياء منه تكرمًا فعند تقديرها ينبعث ذلك الحياء، هذا في حق الشاهد.وأما حياء الرب تعالى من عبده: فذلك نوع آخر، لا تدركه الأفهام، ولا تكيفه العقول، فإنه حياء كرم وبر وجود وجلال إنه تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرًا، ويستحيي أن يعذب ذا شيبة ثابت في الإسلام.وكان يحيى بن معاذ يقول: سبحان من يذنب عبده ويستحيي هو وفي أثر من استحيا من الله استحيا الله منه. أنواع الحياء:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقد قسم الحياء على عشرة أوجه: حياء جناية، وحياء تقصير وحياء إجلال، وحياء كرم، وحياء حشمة، وحياء استصغار للنفس واحتقار لها، وحياء محبة وحياء عبودية، وحياء شرف وعزة، وحياء المستحيي من نفسه، فأما 1- حياة الجناية: فمنه حياء آدم عليه السلام لما فر هاربا في الجنة قال الله تعالى: أفرارًا مني يا آدم؟ قال: لا يا رب، بل حياء منك.2- وحياء التقصير: كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون فإذا كان يوم القيامة، قالوا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.3- وحياة الإجلال: هو حياء المعرفة، وعلى حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه.4- وحياء الكرم: كحياء النبي(صلى الله عليه وسلم) من القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينب، وطولوا الجلوس عنده، فقام واستحيا أن يقول لهم انصرفوا.5- وحياء الحشمة: كحياء علي بن أبي طالب، رضي الله عنه أن يسأل رسول الله(صلى الله عليه وسلم) عن المذي لمكان ابنته منه.6- وحياء الاستحقار، واستصغار النفس: كحياء العبد من ربه عز وجل حين يسأله حوائجه، احتقارًا لشأن نفسه، واستصغارًا لها وفي أثر إسرائيلي: «أن موسى عليه السلام قال: يا رب إنه لتعرض لي الحاجة من الدنيا، فأستحيي أن أسألك هي يا رب فقال الله تعالى: سلني حتى ملح عجينتك، وعلف شاتك».وقد يكون لهذا النوع سببان:أحدهما:استحقار السائل نفسه، واستعظام ذنوبه وخطاياه.الثاني:استعظام مسئوله.7- وأما حياء المحبة: فهو حياء الحب من محبوبه، حتى إنه إذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه، وأحس به في وجهه ولا يدري ما سببه، وكذلك يعرض للمحب عند ملاقاته محبوبه ومفاجأته له روعة شديدة، ومنه قولهم: جمال رائع وسبب هذا الحياء والروعة مما لا يعرفه أكثر الناس، ولا ريب أن للمحبة سلطانًا قاهرًا للقلب أعظم من سلطان من يقهر البدن فأين من يقهر قلبك وروحك إلى من يقهر بدنك؟ ولذلك تعجبت الملوك، والجبابرة من قهرهم للخلق، وقهر المحبوب لهم، وذلهم له، فإذا فاجأ المحبوب محبه، ورآه بغتة: أحس القلب بهجوم سلطانه عليه، فاعتراه روعة وخوف.وسألنا يوما شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه المسألة؟ فذكرت أنا هذا الجواب، فتبسم ولم يقل شيئًا.وأما الحياء الذي يعتريه منه، وإن كان قادرًا عليه، كأمته وزوجته فسببه والله أعلم أن هذا السلطان لما زال خوفه عن القلب بقيت هيبته واحتشامه فتولد منها الحياء، وأما حصول ذلك له في غيبة المحبوب، فظاهر لاستيلائه على قلبه، فوهمه يغالطه عليه ويكابره، حتى كأنه معه.8- وأما حياء العبودية: فهو حياء ممتزج من محبة وخوف، ومشاهدة عدم صلاح عبوديته لمعبوده، وأن قدره أعلى وأجل منها فعبوديته له توجب استحياءه منه لا محالة.9- وأما حياء الشرف والعزة: فحياء النفس العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل أو عطاء وإحسان، فإنه يستحيي مع بذله حياء شرف نفس وعزة، وهذا له سببان:أحدهما: هذا، والثاني: استحياؤه من الآخذ حتى كأنه هو الآخذ السائل، حتى إن بعض أهل الكرم لا تطاوعه نفسه بمواجهته لمن يعطيه حياء منه، وهذا يدخل في حياء التلوم لأنه يستحيي من خجلة الآخذ.10- وأما حياء المرء من نفسه: فهو حياء النفوس الشريفة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص، وقناعتها بالدون، فيجد نفسه مستحيي من نفسه، حتى كأن له نفسين، يستحيي بإحداهما من الأخرى، وهذا أكمل ما يكون من الحياء، فإن العبد إذا استحيا من نفسه، فهو بأن يستحيي من غيره أجدر(مدارج السالكين لابن القيم (2/ 258-263).)والله أعلم.قال الشيخ الإمام محمد بن حبان البستي رحمه الله تعالى(في كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (56).)ذكر الحث على لزوم الحياء وترك القحة(القحة بانا حيوانر القاف وفتحها مصدر قولهم وقح الرجل بالضم إذا قلَّ حياؤه.).أنبأنا الفضيل بن الحباب الجمحي، حدثنا القعنبي، عن شعبة بن منصور، عن ربعي، عن ابن مسعود، أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت» ( رواه البخاري في صحيحه.).قال أبو حاتم (أبو حاتم كنية الإمام محمد بن حبان البستي مؤلف كتاب روضة العقلاء.) رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم الحياء، لأنه أصل العقل وبذر الخير، وتركه أصل الجهل، وبذر الشر، والحياء يدل على العقل كما أن عدمه دال على الجهل، ومن لم ينصف الناس منه حياؤه، لم ينصفه منهم قحته أنبأنا أبو خليفة، حدثنا ابن كثير، حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال:«ألأم شيء في المؤمن الفحش».قال أبو حاتم رضي الله عنه: الحياء اسم يشتمل على مجانبة مكروه من الخصال، والحياء حياءان:أحدهما: استحياء العبد من الله جل وعلا عند الاهتمام(الاهتمام: أراد به الهم بالشيء والعزم على فعله.)بمباشرة ما خطر عليه.والثاني: استحياء من المخلوقين عند الدخول فيما يكرهون من القول والفعل معًا.والحياءان جميعًا، محمودان، إلا أن أحدهما فرض والآخر فضل فلزوم الحياء عند مجانبة ما نهى الله عنه فرض، ولزوم الحياء عند مقارفة ما كره الناس فضل. خلق الحياء[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المسلم عفيف حيي، والحياء خلق له، إن الحياء من الإيمان، والإيمان عقيدة المسلم وقوام حياته، يقول الرسول(صلى الله عليه وسلم) «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» رواه البخاري ومسلم.ويقول: «الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر» الحاكم وصححه على شرط الشيخين، وسر كون الحياء من الإيمان أن كلا منهما داع إلى الخير صارف عن الشر مبعد عنه، فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي، والحياء يمنع صاحبه من التقصير في الشكر للمنعم، ومن التفريط في حق ذي الحق، كما يمنع الحيي من فعل القبيح أو قوله اتقاء للذم والملامة، ومن هنا كان الحياء خيرًا، ولا يأتي إلا بالخير، كما صح ذلك عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في قوله: «الحياء لا يأتي إلا بخير» رواه الشيخان وقوله في رواية مسلم «الحياء خير كله».ونقيض الحياء البذاء، والبذاء فحش في القول والفعل وجفاء في الكلام، والمسلم لا يكون فاحشًا ولا متفحشًا، ولا غليظًا ولا جافيًا، إذ هذه صفات أهل النار، والمسلم من أهل الجنة إن شاء الله، فلا يكون من أخلاقه البذاء ولا الجفاء، وشاهد هذا قول الرسول(صلى الله عليه وسلم) «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار»( رواه أحمد بسند صحيح، ومعنى الجفاء في النار: أن صاحبه في النار كما أن صاحب الإيمان في الجنة.).وأسوة المسلم في هذا الخلق الفاضل الكريم رسول الله، سيد الأولين والآخرين إذ كان(صلى الله عليه وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها كما روى ذلك البخاري عن أبي سعيد، وقال فيه: فإذا رأى شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه.والمسلم إذا يدعو إلى المحافظة على خلق الحياء في الناس وتنميته فيهم، إنما يدعو إلى خير ويرشد إلى بر، إذ الحياء من الإيمان والإيمان مجمع كل الفضائل، وعنصر الخيرات، وفي الصحيح أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مر برجل يعظ أخاه في الحياء، فقال: «دعه فإن الحياء من الإيمان» متفق عليه، فدعا بذلك(صلى الله عليه وسلم) إلى الإبقاء على الحياء في المسلم، ونهى عن إزالته، ولو منع صاحبه من استيفاء بعض حقوقه، إذ ضياع بعض حقوق المرء خير له من أن يفقد الحياء الذي هو جزء إيمانه وميزة إنسانيته، ومعين خيريته ورحم الله امرأة كانت قد فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها، فقال أحدهم: تسأل عن ولدها وهي منتقبة، فسمعت فقالت: «لأن أرزأ في ولدي خير من أن أرزأ في حيائي أيها الرجل».وخلق الحياء في المسلم غير مانع له أن يقول حقًّا أو يطلب علما، أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر فقد شفع مرة عند رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه فلم يمنع الحياء رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أن يقول لأسامة في غضب: «أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة، والله لو سرقت فلانة لقطعت يدها».ولم يمنع الحياء أم سليم الأنصارية أن تقول يا رسول إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا هي احتلمت فيقول لها الرسول(صلى الله عليه وسلم) ولم يمنعه الحياء: «نعم إذا رأت الماء» وخطب عمر مرة فعرض لغلاء المهور، فقالت له امرأة أيعطينا الله وتمنعنا يا عمر؟ ألم يقل الله: (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا)؟ فلم يمنعها الحياء أن تدافع عن حق نسائها، ولم يمنع عمر أن يقول معتذرا: كل الناس أفقه منك يا عمر، كما خطب مرة المسلمين وعليه ثوبان فأمر بالسمع والطاعة فنطق أحد المسلمين قائلا: فلا سمع ولا طاعة يا عمر عليك ثوبان وعلينا ثوب واحد، فنادى عمر بأعلى صوته: يا عبد الله بن عمر، فأجابه ولده: لبيك أبتاه، فقال له: أنشدك الله أليس أحد ثوبي هو ثوبك أعطيتنيه؟ قال: بلى والله، فقال الرجل: الآن نسمع ونطيع يا عمر، انظر كيف لم يمنع الحياء الرجل أن يقول، ولا عمر أن يعترف.والمسلم كما يستحي من الخلق فلا يكشف لهم عورة، ولا يقصر في حق وجب لهم عليه، ولا ينكر معروفًا، أسدوه إليه، لا يخاطبهم بسوء ولا يجابههم بمكروه، فهو يستحي من الخالق فلا يقصر في طاعته، ولا في شكر نعمته، وذلك لما يرى من قدرته عليه، وعلمه به، متمثلاً قول ابن مسعود: «استحيوا من الله حق الحياء فاحفظوا الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، واذكروا الموت والبلى»، وقول الرسول(صلى الله عليه وسلم) «فالله أحق أن يستحيا منه»( منهاج المسلم لأبي بكر الجزائري (136، 137).) رواه البخاري(تقدم ذكره مرفوعًا، رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.). إذا لم تستح فاصنع ما شئت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت» رواه البخاريقوله: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى»، يعني أن هذا مأثور عن الأنبياء المتقدمين، وأن الناس تداولوه بينهم، وتوارثوه عنهم قرنًا بعد قرن، واشتهر بين الناس حتى وصل إلى أول هذه الأمة قوله: «إذا تستح فاصنع ما شئت»، تهديد ووعيد كقوله تعالى: (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[[فصلت: 4].وفي بعض الآثار: (إذا أبغض الله عبدا نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا بغيضًا مبغضًا) وعن ابن عباس قال: الحياء والإيمان في قرن فإذا نزع أحدهما تبعه الآخر، وفي الصحيحين عن ابن عمر أن النبي(صلى الله عليه وسلم) مر على رجل وهو يعاتب أخاه في الحياء يقول: إنك تستحي كأنه يقول: قد أضربك فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : «دعه فإن الحياء من الإيمان» فالحياء يكف صاحبه عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، ويحث على استعمال مكارم الأخلاق، ومعاليها، قال بعض السلف: رأيت المعاصي نذالة، فتركتها مروءة، فاستحالت ديانة، وفي حديث ابن مسعود عن النبي(صلى الله عليه وسلم) : «الاستحياء من الله أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى وأن تذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله» رواه الإمام أحمد والترمذي، وروي عبد الغني بن سعيد في كتاب «أدب المحدث» عن حرملة بن عبد الله قال: أتيت النبي(صلى الله عليه وسلم) لأزداد من العلم، فقمت بين يديه، فقلت: يا رسول الله ما تأمرني أن أعمل به؟ قال: «ائت المعروف، واجتنب المنكر، وانظر الذي سمعته أذنك من الخير الذي يقوله القوم لك إذا قمت من عندهم فأته، وانظر الذي تكره أن يقوله القوم لك إذا قمت من عندهم فاجتنبه» قال: فنظرت فإذا هما أمران لم يتركا شيئًا: إتيان المعروف، واجتناب المنكر. الفوائد: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]1- شرف الحياء لأنه ما من نبي إلا وقد حث عليه ولم ينسخ.2- إن الحياء هو الذي يكف الإنسان ويردعه عن المعاصي، وعن تعاطي كل قبيح شرعا.3- إن من لم يتصف بالحياء فإنه يفعل ما يشاء سواء خيًرا أو شرًا(شرح الأربعين النووية للشيخ عبد الله بن صالح المحسن (39).).فائدة:قال أحد العلماء:هذا الحديث يتضمن الأحكام الخمسة في قوله: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت» لأن فعل الإنسان إما أن يستحيي منه أو لا، فالأول: الحرام والمكروه، والثاني الواجب والمستحب والمباح، ولذا قيل: عن هذا الحديث عليه مدار الإسلام(محاسن الدين على متن الأربعين ضمن المجموعة الجليلة للشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك 413.).وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.المراجع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]1- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين(صلى الله عليه وسلم) للإمام النووي رحمه الله.2- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، للشيخ محمد بن علان المكي المتوفى سنة 1057 هـ رحمه الله تعالى.3- أصول المنهج الإسلامي للشيخ عبد الرحمن العبيد -وفقه الله-4- مدارج السالكين لابن القيم -رحمه الله تعالى-5- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء للإمام الحافظ أبي حاتم محمد بن حبان البستي المتوفى سنة 354 هـ -رحمه الله تعالى-.6- الأربعون حديثا النووية، للإمام النووي -رحمه الله تعالى-.7- جامع العلوم والحكم، للشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب المتوفى سنة 795 هـ -رحمه الله تعالى-.8- محاسن الدين على متن الأربعين، للشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك المولود عام 1313هـ، والمتوفى عام 1377هـ رحمه الله تعالى.9- شرح الأربعين النووية، للشيخ عبد الله بن صالح المحسن وفقه الله تعالى.10- منهاج المسلم، لأبي بكر الجزائري -وفقه الله-.11- أدب الدنيا والدين لأبي الحسن الماوردي، المتوفى سنة 450 -رحمه الله تعالى-.12- الذريعة إلى مكارم الشريعة، للراغب الأصفهاني المتوفى عام 502 هـ -رحمه الله تعالى-. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الجمعة نوفمبر 06, 2009 10:51 pm | |
| شكرا يا ميرال على مجهودك وجزاكى الله كل خير |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم السبت نوفمبر 07, 2009 8:29 pm | |
| اشكرك اشجان لمرورك الطيب منوره يا قمر دمتي بخير
|
|
| |
زهرة الإسلام
مرآقبة أقسام الطفل والاسرة
عدد المشاركات : 1403 العمر : 38 الدولة : الجزائر مزآج : رقم العضوية : 260 دولتك : المهنة : سجل في : 09/09/2009
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم السبت نوفمبر 07, 2009 10:37 pm | |
| بارك الله فيكي ميرال دائما رائعم بمواضيعك وبردودك متألقة دوما بوركتي | |
|
| |
العمدة
¤° كآتب مميز °¤<
عدد المشاركات : 494 الدولة : مصر مزآج : رقم العضوية : 00129 دولتك : المهنة : سجل في : 27/05/2009
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم السبت نوفمبر 07, 2009 11:20 pm | |
| شكرا ميرال على احدى روائعك دمتى وبارك الله فيكى | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الأحد نوفمبر 08, 2009 4:18 pm | |
| زهرة الاسلام دائما اسعد بوجودك الرائع على متصفحي
منوره ياا قمر دمتي بود
|
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الأحد نوفمبر 08, 2009 4:20 pm | |
| اشكرك العمده لمرورك الطيب دمت برعاية الله وحفظه
|
|
| |
سومة
¤° كآتب مآسي °¤<
عدد المشاركات : 1290 الدولة : مصر مزآج : رقم العضوية : 255 دولتك : المهنة : سجل في : 01/09/2009
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الأحد نوفمبر 08, 2009 7:00 pm | |
| | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الإثنين نوفمبر 09, 2009 11:42 am | |
| بارك الله فيك ميرال علي الموضوع الرائع والهادف نسال الله العفو والعافية في الدين والدنيا والاخرة تقبلي مروري ايهاب |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الإثنين نوفمبر 09, 2009 8:26 pm | |
| يسلمو يا سومه لمرورك الطيب دمتي بخير
|
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الإثنين نوفمبر 09, 2009 8:27 pm | |
| كل الشكر والتقدير لك ايهاب لمرورك الطيب دمت بخير وعافيه
|
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الأربعاء نوفمبر 11, 2009 2:38 pm | |
| شكرا ميرال على الموضوع القيم والمفيد بارك الله فيكى اختى وجعلة في ميزان حسناتك تقبل مرورى اشجاااااااان |
|
| |
ام بيلسان2006
¤° كآتب نشيط °¤<
عدد المشاركات : 385 الدولة : الجزائر مزآج : رقم العضوية : 318 دولتك : المهنة : سجل في : 24/10/2009
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الأربعاء نوفمبر 11, 2009 2:50 pm | |
| | |
|
| |
مها676
¤° كآتب ملكي هآم °¤<
عدد المشاركات : 2783 الدولة : العراق مزآج : رقم العضوية : 192 دولتك : المهنة : سجل في : 08/07/2009
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الأربعاء نوفمبر 11, 2009 4:43 pm | |
| بوركت ميرال على الطرح الاكثر من راااااااااائع دمتي ودام عطاؤك وتميزك لك مني اجمل تحية | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الأربعاء نوفمبر 11, 2009 5:24 pm | |
| اشكرك اشجان لمرورك الرائع دمتي غاليتي بخير
|
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الأربعاء نوفمبر 11, 2009 5:25 pm | |
| اشكرك ام بيلسان لمرورك الجميل دمتي بخير وسعاده
|
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: الحياءوأثره فى حياة المسلم الأربعاء نوفمبر 11, 2009 5:25 pm | |
| تسلم الايادي مها لمرورك الرائع دمتي حبيبتي بخير
|
|
| |
| الحياءوأثره فى حياة المسلم | |
|