المهندس زيتون
¤° v .i .p °¤<
عدد المشاركات : 1133 الدولة : لبنان-الكويت مزآج : رقم العضوية : 253 دولتك : المهنة : سجل في : 26/08/2009
| موضوع: لماذا نحج؟ الخميس نوفمبر 26, 2009 7:55 am | |
| قبل الذهاب إلى الحج، لا بد أن تتوقف مع نفسك لتسألها سؤالا بالغ الأهمية. بشرط أن تكون أمينا وصادقا مع نفسك في الإجابة. لماذا تذهب إلى الحج؟ هل تذهب إليه لأن المسلمين يجب أن يؤدوا فريضة الحج، أم لإسقاط الفريضة حتى لا تعاقب على تركها؟ أم لتشعر أنك أديت واجبك الديني فتستريح، أم لتتخلص من ذنوب قمت بارتكابها، وجميعنا يرتكب الذنوب فليس بيننا معصوم؟. هذه بعض النوايا والمقاصد الشائعة لدى الناس للحج، ونتمنى أن نكون جميعا ممن ينوون الحج امتثالا لأمر الله واستجابة لندائه طاعة وإخباتا، ورغبة في التطهر التام بغية بدء رحلة جديدة في الدين والدنيا؛ يتسامى المسلم فيها فوق شهواته، ويتعالى على المعاصي، وينتصر على شياطين الإنس والجن.والحج في اللغة هو القصد. فلا بد من توافر القصد وألا يكون الحج تأدية للشعائر دون وعي وفهم كاملين لمقاصدها وأهميتها. ولذا لا بد من استحضار معاني التعظيم والخوف والرجاء والمحبة للخالق عز وجل، وشكره سبحانه وتعالى على منحنا فرصة الحج؛ لأنها فرصة بالغة الأهمية قد لا تتكرر ثانية.ولذا فإن الذكاء يقودنا إلى التوقف عندها؛ بكل ما تقتضيه من احترام تام لهذه "النعمة"، وسعي متواصل وحثيث للفوز بثمارها العطرة، وكفاح واعِِ لإفشال مخططات الشيطان لإفساد هذه الشعيرة.ولعل أولى الخطوات البديهية تستلزم الابتهاج بفرصة الحج، وإخلاص النية لله عز وجل، وطلب عونه سبحانه وتعالى بصلاة ركعتي قضاء الحاجة، والإلحاح على الخالق في الدعاء بأن يرزقنا صدق الإخلاص وقوة العزيمة ونبل المقصد، وأن يبارك في حجنا، ويمنحنا الطاقة الروحية اللازمة، وأن يضاعف قدراتنا الجسدية على تحمل مشاق الرحلة، كي لا تقف حائلا دون استمتاعنا التام برحلة الحج.رحلة العمر والثابت أن الحج هو رحلة العمر بلا منازع، وأن الأذكياء وحدهم هم الذين أعدوا الزاد المناسب لها، واستعانوا به على مشاق هذه الرحلة الإيمانية، وصدق الخالق عز وجل إذ يقول: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} (البقرة:197).وقد أهدانا الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- تفسيرا مكثفا للتقوى؛ فوصفها بأنها "الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل". ولعل هذا هو أول ما يجب على الحاج فعله بعد إخلاص النية في الحج، فليستعد لارتداء لباس التقوى، ويسعى بعقله وحواسه لامتلاك هذا اللباس بكل ما أوتي من قوة، وأن يتدرب عليه طيلة أيام الحج، ويدرك أن ملابس الإحرام لا تعني شيئا، ولن تقوده إلى بغيته ما لم يلبس لباس التقوى.وللبدء في ذلك فعليه إفراغ جعبته من حقوق الناس، والتصالح مع الدنيا بأسرها قبل الذهاب إلى الحج، وتنقية القلب من أية ضغائن. ويسهل ذلك؛ عندما يتذكر الحجيج أنه لا يوجد شيء في الدنيا بأسرها يستحق أن يفقدهم ثمار الحج الدينية والدنيوية أيضا، وأن أي غال يكون بمثابة "المهر" الرخيص للفوز بهذه المكاسب.فيجب أن يكن الحاج فطنا، ولا يترك الضغائن تفسد حجته، ويتذكر قول الله عز وجل: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: 134)، وليتأكد أنه سيربح غاليا: الفوز بمحبة الخالق عز وجل بمسامحة الجميع، والتخلص من الحمل الزائد المتمثل في احتضانه لمشاعر الكراهية أو الغضب أو الغيظ ممن ضايقوه، واستنشاق روعة التوكل والتسليم والرضا الحقيقي.وصدق ابن القيم -رحمه الله- إذ يقول: "الرضا هو مستراح العابدين، وجنة الله في الأرض، ومن لم يذقه في الدنيا لم يتذوقه في الآخرة". وعلينا بالمسارعة ليس لتذوق الرضا فقط؛ بل والتلذذ باجتراره -على مهل- لننال المكاسب الجمة في الدين والدنيا. ولنساعد أنفسنا مع مسامحة من قاموا بأذيتنا؛ علينا تذكر أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا.أيها الزائر.. انتبه! ونتوقف عند خطوة مهمة للغاية، وهي ضرورة معرفة إلى من سنتجه بالزيارة. فعند قيامنا بأي زيارة دنيوية نهتم -عادة- بمعرفة المقصود من الزيارة، ونسعى قدر أهميته لدينا بإعطائه ما يستحق من العناية. ونمهد أنفسنا بأفضل ما يمكن للاستمتاع والانتفاع بها.ومن باب أولى، يجب علينا فعل الأمر ذاته في الحج. فنحن في زيارة إلى بيت الله الحرام، ونحن في معية الرحمن جل في علاه. فلا بد من استشعار هذه العظمة، والفرح بها بلطف، والسماح لها بالتوغل داخل الروح والانتشار فيها بنعومة، وطرد كل ما يمكن أن يعكر هذا الانتشار.ومن الضروري أن نهمس لأنفسنا إذا ما هاجمتنا هذه الأمور: هذا ليس الوقت المناسب، ولا المكان اللائق لهذه الصغائر، وأن نزيحها بحزم، ونستعيد على الفور مشاعر التعظيم والإجلال، والسعادة بتكريم الخالق سبحانه وتعالى لنا؛ حيث تفضل علينا بالإسلام، وزاد من نعيمه بأن وفقنا لزيارة بيته الحرام. وعلينا التأدب معه عز وجل، وشكره على النعم بالقلب وبالقول والفعل.وعلى كل حاج تحاشي الوقوع في خطأ شائع وهو استنفار كافة الطاقات الروحية عند الذهاب إلى الحج، فلا يستطيع الحاج الاستمرار في وضع الاستنفار طويلا، وما يلبث أن يتراخى تدريجيا. والأفضل هو استنهاض هذه الطاقات بلطف والفرح بزيادتها تدريجيا. وكلما اقترب ميعاد الحج وجد نفسه في كامل اللياقة الروحية.ويتطلب الاحتفاظ بهذا التوهج الروحي إدراك العائد الكبير، مكافأة النفس عند الإحسان، واستعادة الروح سريعا عند الخطأ، وعدم الإغراق في الإحساس بالذنب؛ لأن هذا الاستغراق سيؤلمه و"يسرق" منه الطاقة اللازمة لتجديد الإيمان. فليفطن لحيل الشيطان وألاعيبه، ويغلق أمامه -بقوة- كل الأبواب، ويتذكر أن الإيمان إن لم يزد ينقص، وعليه السعي لزيادته دوما.لا يقاس بالكم وهذا الفهم يقودنا إلى التسليم بأن الإيمان يقاس بالكيف وليس بالكم. فالمقصود في التلبية مثلا، ليس عدد مرات التكرار، ولكن الوعي واستحضار معاني التعظيم والمحبة والخوف والرجاء والحياء في أثناء ترديدها. وإلا تحولت إلى أداء روتيني بلا أي فائدة دينية.وهذا ما يقال أيضا بالنسبة للطواف وسائر الشعائر. فعلى الرغم من أهمية الالتزام بعدد مرات الطواف أو السعي مثلا فإن الأهم من ترديد اللسان وحركات البدن، هو: اتجاه القلب بكامل طاقته الإيمانية إلى الخالق عز وجل، والسعي بجدية لتنامي هذه الطاقات، وإفساح المجال لها لقيادة حياته الدينية والدنيوية على حد سواء.ولن يوجد مجال أوسع من الحج لهذا التدريب، وعلى كل حاج الانتباه لهذه الحقيقة المؤكدة، واغتنام هذه الفرصة؛ ليعود كما ولدته أمه، طاهرا متطهرا متخلصا من كل الشوائب والذنوب والمعاصي التي لحقت بدينه ودنياه، ليفتح صفحة نقية نظيفة في حياته، يبدؤها بالتركيز في الصلوات لأنها مفتاح القرب إلى الرحمن عز وجل، وأن ينوي أن يكون الحج بداية رائعة، ليحتل أفضل مكانة في الدين والدنيا.ويجعل الدنيا في خدمة الدين وليس العكس. فيستشعر القرب من الخالق عز وجل في كل أوقات الحج، وينعم بالتواجد في أماكن عاش فيها رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، مع ضرورة أن يحتفظ بالشحنة الإيمانية بداخله، ويخدش الإخلاص التحدث عن بشائر الإصلاح الذاتي، ويدخل تحت باب الرياء، فتتبخر هذه الشحنة بداخله.فالأولى أن يصونها، ويجاهد لتنميتها أولا بأول، فيتعامل معها على أنها كنز غال يقاتل للحفاظ عليه لا شيء مستباح للآخرين.مغلق للنسك وللحفاظ على التألق الروحي لا بد من نبذ الانشغال بالشراء، واتخاذ قرار نهائي بعدم التفكير فيه؛ إلا بعد الانتهاء من كل المناسك. فيمكن تعويض المشتريات؛ فإن الأدب مع الله يقتضي توقير الحج، مع عدم السماح بالأمور الدنيوية والالتزام بالصحبة الصالحة.فإن لم يجد الحاج ما يبتغي، فلينفرد بنفسه في رحلة الحج، ويقلل من احتكاكه بالآخرين دون انتقاد أو تعال بالطبع. وفي ذلك أفضل الفوائد الروحية، وليحقق أقصى ربح إيماني ممكن من رحلة الحج، فالأسهل دائما هو النزول لأسفل، فهو لا يتطلب سوى الرضوخ. بينما الصعود لأعلى يتطلب بالإضافة إلى الموافقة توافر إرادة النهوض، وهو ما لا يمكن إجبار الآخرين عليه.ولا أدعو بذلك إلى السلبية، فهي صفة مرفوضة دينيا ودنيويا، ولكن على الحاج إذا وجد ما يكرهه دينيا في رفاقه؛ أن يلفت النظر إليه بكلمات لينة يبدو فيها الاحترام، وأن تكون موجزة ومكثفة وبلا اتهامات، يقولها ثم ينصرف إلى شأنه. فهذا أفضل؛ إذ يدعو مرتكب الخطأ إلى مراجعة نفسه، كما يصون الجميع من الجدال المحرم وخاصة في هذا المقام الرفيع. | |
|
زهرة الإسلام
مرآقبة أقسام الطفل والاسرة
عدد المشاركات : 1403 العمر : 38 الدولة : الجزائر مزآج : رقم العضوية : 260 دولتك : المهنة : سجل في : 09/09/2009
| موضوع: رد: لماذا نحج؟ الخميس نوفمبر 26, 2009 9:14 am | |
| بارك الله فيك ورزقك ما تتمنى تقبل مروري محمد وعيدك مبارك | |
|
ابتهالات
¤° النخـــبة °¤<
عدد المشاركات : 8857 الدولة : السعوديه رقم العضوية : 69 دولتك : المهنة : سجل في : 17/03/2009
| موضوع: رد: لماذا نحج؟ الخميس نوفمبر 26, 2009 12:48 pm | |
| بارك الله فيك مهندس زيتون
بالفعل هالمقاصد لازم يضعها الحاج نصب عينيه
وان لا يهملها
فهي رحله في العمر يجب اان لا يضيعها او يفسدها
بارك الله فيكم وجعل ما قدمت خالصا لوجهه
تقبل مروري
| |
|
سآلى القاسم (لينا قاسم)
مبدعةٌ في حبِ ألوطــنْ
عدد المشاركات : 9471 الدولة : فلسطين مزآج : رقم العضوية : 02 دولتك : المهنة : سجل في : 15/01/2009
| موضوع: رد: لماذا نحج؟ الخميس نوفمبر 26, 2009 8:34 pm | |
| بارك الله فيك اخي الفاضل
على الموضوع الشامل والوافي
دمت في رعاية الرحمن
وكل عام وانت بخير
مودتي | |
|
الحمري
أدآرة التدخل ألسريع
عدد المشاركات : 5318 الدولة : libya مزآج : رقم العضوية : 7 دولتك : المهنة : سجل في : 29/04/2009
| موضوع: رد: لماذا نحج؟ الأحد نوفمبر 29, 2009 9:36 am | |
| أشكرك أخي زيتون كل عام
وأنت بخير
أحييك
| |
|