أمة تخلو من الرجال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في يوم من الأيام وفي عصر الفاتح العظيم صلاح الدين الأيوبي

يحكى أن قائدا من قواد الافرنجة كان يحكم في فلسطين قد قتل الحجاج هناك وأباد الأطفال والنساء إبادة جماعية ووقف على جثثهم وقال لهم

أين محمدكم ليدافع عنكم

شاءت الأققدار أن ينجو من هؤلاء
الحجيج رجل ويذهب إلى صلاح الدين ويقول له إن هذا الحاكم قتل الحجاج وسفك
الدماء وذبح الأطفال واستحيى النساء ووقف علو الجثث وقال أين محمدكم من
أجل أن يدافع عنكم

ماذا حدث لصلاح الدين ؟

يأس؟

أصيب بالإحباط؟

لا أيها الإخوة دخل إلى حجرته وجلس في بيته وبدأ يبكي ويلجأ إلى الله ويقول

يارب أتأذن لي أن أكون نائبا عن محمد صلى الله عليه وسلم في الدفاع عن أمته

يارب أتأذن لي أن أكون نائبا عن محمد صلى الله عليه وسلم في الدفاع عن أمته

وفي اليوم الثاني جهز جيشه ووقف يقول لهم إن كلبا من قادة الافرنجة قد فعل كذا وكذا

بالحجاج وقال لهم أين محمدكم ليدافع عنكم

وإنني قد وهبت نفسي وروحي ومالي لكي
أنوب عن محمد صلى الله عليه وسلم للدفاع عن أمته ومن أراد أن يكون معي
فليلحقني ومن لم يرد فلن أجبر أحد ولو اضطررت للذهاب وحدي

فقال الجيش بصوت واحد كلنا فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وقبل أن يذهب وصف لهم القائد وأخبرهم أنه يريده حيا ومن قتله سوف يُقتل

وذهب وبدأت المعركة ولما انتصر صلاح الدين في حطين جاء بهذا الحاكم وقد وقع أسيرا

وقال له أنت الذي قلت أين محمدكم ليدافع عنكم قال له نعم أنا من قال هذا

فرد صلاح الدين وإن هذا العبد الفقير الذي أمامك ينوب الآن عن محمد صلى الله عليه وسلم في الدفاع عن أمته وقد جئت لأقطع رأسك

وقص رأسه وقال كلمة واحدة

(أتدرون ماذا قال)

قال لن يعودوا إليها ما دمنا رجالا

لن يعودوا إلى فلسطين ما دمنا رجالا

ولكنهم يا سيدي يا صلاح الدين عادوا

عادوا إلى فلسطين والعراق

عادوا ودنسوا الأقصى واستباحوا حرماته

عادوا لأنه لا يوجد فينا رجالا

عادوا لأننا لا نعرف الصبر ولا اليقين

لا نعرف الإيمان

لا نعرف إلا الهزيمة و اليأس و الإحباط

لا نعرف الا الذل والهوان في شبابنا وبناتنا

الكل يركض وراء الشهوات والمغريات

الكل يركض وراء فلس أو جنس

اسمعوا أيها الإخوة لما انتصر صلاح الدين قال

لن يعودوا إليها ما دمنا رجالا

لن يعودوا أليها ما دمنا رجالا

ألا تحز هذه الكلمة في نفوسكم

لن يعودوا إليها مادمنا رجالا

ألستم رجال قولوا ما أنتم وإلى أي دين تنتسبون

آه آه ياسيدي يا صلاح الدين أين أنت لترى حال شبابنا وبناتنا

ما شاء الله علك اخي الانصاري

والله كلام كتير جميل

يا اخي الرجال ليست بالعدد

انما الرجال بالقلب الواحد

وجمع الشمل

وصلاح الدين له اشراقته

في الزمان الذي مضى

وفي يومنا له ذالك

وفي انتصارتنا له العِبر

وان شاء الله احفاد صلاح الدين ترجع يومنا

الرجال قادمون يوماً لا محالة
عندما يحين الوقت ويضمحل زمن الظلم ويأتي برجال اسمهم رجال
سعدت بطرحك القوي الانصاري
تحياتي