موسوعة القدس و المسجد الأقصى و الخطورة الواقعة

هناك أيها الإنسان طريقة للتوبة:
1- التوبة تكون بأمور ثلاثة:
أ – المعرفة
ب- الندم
ج- العزم
أ- المعرفة؛ بمعنى العلم بعظم الذنب وكونه حجابا بين العبد وبين كل محبوب– بينك أيها الإنسان وبين الخالق لدا لا تفكر في المعصية وإنما فكر في عظمة المعصي وجلاله
ب- الندم؛ وذلك بمعرفة فوات رضى المحبوب، تورث ألما للقلب والألم على الذنب يسمى ندم، ثم ينبعث منه حالة أخرى تسمى إرادة وقصدا.
ج- الفعل؛ وذلك لأن الندم المثمر للإرادة على الفعل: إما ينتج عنه ترك الذنب في الحال، أو بالعزم على الترك.
وفضيلة التوبة لله لا تخفى على أحد".
ويقول الله عز وجل: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم﴾ ويقول عز وجل:
﴿يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد﴾
ويقول الرحمن الرحيم:
﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون﴾
"ثم إن عموم الناس متحاجون إلى التوبة إذ الشهوات جنود الشيطان...ولما لم يخل كل إنسان عن الخطأ والنسيان في كل وقت وآن وجبت عليه المواظبة على التوبة في كل زمن إذ لا يتم حاله بعدم الذنب في مستقبله، بل عليه أن يزيل آثار المعاصي في الزمان الماضي، فليس ذلك إلا بالمواظبة على التوبة".
2- اعلم أيها الإنسان "أن توبتك إن استجمعت شروطها، فهي مقبولة لا محالة ولا يشك في هذا أرباب البصائر؛ لأنهم علموا بنور البصيرة أن كل قلب خلق سليما وهذا الأصل، ولكنه قد يغبر بالذنوب، وعلموا أيضا أن ماء الدموع وحرقة الندم يزيل وسخ القلب، وان كل قلب طاهر زكي مقبول، فمن توهم أن التوبة تصح ولا تقبل كمن توهم أن الشمس تطلع والظلام لا يزول" واعلم أن الله شديد الفرح برجوع إليه والإنابة له.
3- شروط توبتك يا بن آدم سهلة، وفي متناول يديك اللتان إن طهرتهما بماء الوضوء واستوعبت هدفه الروحي فإنهما ستضلان طاهرتين في العمل والأخذ والعطاء، فلا تدنسهما بإيذاء غيرك بالعدوان أو بغير حق أو اغتصاب حقوق إخوانك من البشر، بل ستكونان أداتين للعطاء، وعونا للغير في الخير.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعادني لأعيذنه"
أ- تأمل في كل طاعة تركتها أو قصرت فيها فقضيها في الحال، يقول الله ذو الفضل، التواب، الفتاح، في كتابه العزيز:
﴿الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ .
ب- "قوي عزيمتك ألا يفوتك واجب أو عمل يجلب لك الحسنات، والتي تكون بقلبك فتتدلل لخالقك وتتضرع له، وتطلب العفو والمغفرة من اللطيف الخبير الهادي الكافي، فأمر لسانك بأن يعترف بذنبك ويستغفر ربه، وأمر جوارحك للمواظبة على الصدقات وكل أنواع العبادات" ، يقول الرقيب القريب في فرقانه: ﴿من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما﴾ .
ويقول أيضا ﴿إنما التوبة على الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما﴾ .
4- تذكر إنذارات القرآن الكريم، وأخبار العصاة "فالهدف القرآني الأول مما نزل من آيات، العظة للناس بالتي هي أحسن والعبرة لمن يعتبر بما جرى وبما نرى في هذا الكون وبما في أنفسنا بقدرته سبحانه وتعالى، فنزداد منه خشية وبه إيمانا، ونسلم لقدره وللأوامره وفيها الخير كل الخير للبشر أجمعين، وفي هذه القصص القرآني نلمس ونحس سوء مغبة المسيء وثواب المحسن" .
ويقول الله عز وجل جلاله:
﴿هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين﴾ .
ويقول:
﴿قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين﴾ .
5- خوفك من تعجيل العقوبة في الدنيا، قد ينقذك من الهلاك يقول الله السميع العليم الباطن الظاهر في كتابه المجيد:
﴿واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والأصال ولا تكن من الغافلين﴾ فبذكرك لربك ولتماسك العفو منه والعون على عدم ارتكاب المعصية ستنجي نفسك وتنقذها من الهلاك وتريحها بإرجاعها لأصالها الخير عن طريق معاهدتك للجليل الجميل الأول والآخر، بعدم ارتكاب المعصية، فيفرح بتوبتك فرحا شديدا فيهديك وينعمك، كيف لا وهو الطيب، القريب، المحب، الودود، العفو، الرؤوف، الولي، الحليم، الهادي، التواب، الفتاح، الله، الواحد، المعطي...
6- لا تأجل توبتك بالتسويف، وتذكر أن أكثر صياح أهل النار من التسويف، فلعلك لا تبقى إلى الغد وان بقيت قد لا تقدر إذ عجزك في الحال ناتج عن غلبة شهوتك التي لا تفارقك بسهولة لأنك قد تكون تعودت عليها.
يقول الله الجبار، الكبير، العظيم، القادر، العلي:
﴿وليست التوبة للذين يعملون السيئات، حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن، ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم لهم عذابا أليما﴾
7- الصبر على الإبتلاءات، لأن ذنبك أيها الإنسان إما بسبب الغفلة، أو بسبب غلبة الشهوة وطريق علاجه الصبر وترويض نفسك، ولا يكون تركك للذنب إلا بالخوف، والخوف لا يحصل إلا بالعلم بضرر الذنب .
فـ﴿ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين﴾.
أتعلم أيها الإنسان أن سبب إقدامك على الذنوب والنزوع عن فطرتك راجع إلى أن العقاب الإلهي غيب وليس حاضر، ونفسك تتأثر بالحاضر والمحيط والأسرة والهوى ...بقوة وتأثرك بالموعود ضعيف، لذا فإنك ترى أن لذتك العاجلة أولى من الخوف من اليوم الآخر الشاق على نفسك، فتطلق اللجام لنوازعك وشهواتك.
لكن هل أخبرتك نفسك يوما أنك مسلم ؟ مسلم مذنب، وهل تعرف أنه ما من مسلم مذنب إلا وهو عازم على التوبة غالبا؟؟ إلا أن نفسك تغلبها الشهوة، وتسوف بما يغلب على طبعها من طول الأمل، وتقول لك ستتوب يوما، وقد توهمك أن ذنبك لا يوجب العقوبة، وإنما هو فطري فيك، فتذنب وتنتظر العفو اتكالا على فضل الله تعالى.
وقد تهلكك فتخرج عن ملتك وتكفر وتشك في صدق أصول دينك، وصدق مكمل مكارم الأخلاق الحبيب المصطفى العزيز المرتضى، خير الورى والأنام عليه أزكى الصلوات وأطيب الدعوات وأغلى العبرات، فتكذب ما أتى به وتغفل قوله تعالى: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ فالله عز وجل جلاله حفظ القرآن من التحريف، وجعله لك ينبوعا صافيا ترجع إليه كلما ضاقت نفسك... فتنهل منه ما تشاء من الحكم والعبر والإرشادات المرجعة إلى الأصل المؤصلة للفطرة وصفاء القلب؛ كل القلب.
"فاعلم أن الموت أقرب لك من شراك نعلك، ولا حظ أن ما هو آت آت لا مفر لك منه ولا قابض له، وتذكر أن أكثر صياح أهل النار من التسويف" .
فإن تبت ووصلت لغرضك، فسعى جاهدا للإرضاء ربك مقلب القلوب ﴿ونقلب أفئدتهم وأبصارهم﴾ فتتبع سنة الرسول الكريم الذي كان يكثر من القول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، قيل: وتخاف يا رسول الله، قال: ما يؤمنني والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وكان يحلف ويقول: لا ومقلب القلوب، وسئل الرحمان الرحيم أن يختم على قلبك الإيمان، ويلهمك السداد والرشاد والثبات على الحق"

جزاك الله خيرا

جزاكِ الله خيراً

موفقة

رائع ما قدمتيه ورده المغرب بارك الله فيك
وبالفعل كلنا نحتاج للتوبه وتجديدها
استفدت كثير من موضوعك
اثابك الله

» طريق التوبة
» سنة مهجورة لا يستغني عنها احد...صلاة التوبة
» طريق الفراق
» طريق الغرام نحو القدس
» الأمل طريق لاأشواك فيه

موسوعة القدس و المسجد الأقصى و الخطورة الواقعة

مسابقة فلسطينية

كرسي الاجرام

طريق التوبة