بسم الله الرحمن الرحيم
كـثيراً مـا نقرأ من خـلال الصحـف اليومـيـة عـن أشخاص أصيبوا بحالة من النسيان ، وعن أناس لا يتذكرون أي شيء عن ماضيهم ،فنقول على هؤلاء الأشخاص أنهم يعـانـون من حالة فـقـدان الذاكرة ... جميـعـنـا نشعر من وقـت إلى آخر بـبعض الاضطرابات النفسية ، أو الألـــم والغـضب أو خيبة الأمل والخوف لأسباب أو لأخرى ولابد أن نفكر بفـعـل شيء ما حيال ذلك الالـــم النفسي فعلى سبيل المثال يحصل من مظاهر هذه الحالة البكـاء والاحـمرار من الغـضب أو التعرق . وفي الواقع تحث ردود الفعل هذه تلقائياً ، ولا نستطيع التحكم بها ، وتعد ردود فـعل عـادية وطبـيـعية إذ أنها تحث لكل إنسان كما يمكن للإنسان أن يعاني من حالة نفسية ، وتكون لدية ردود فــعل مختلفة عن التي ذكرناها فبدلاً من مواجهة المشكـلـة التي تـسبـب القلق والاضـطـراب والــرد بطريقة تبعد عـنه الشعــور بالقلق ليهرب منها . وفــقدان الــذاكرة أحـد هـذه الــردود إذ يــتـصرف الإنسان المصاب وكـأن جميـع الأحـداث والأشـياء التي أزعـجتة و سببت له الأضطراب النفسي لاتخصه ، وإنما تخص إنساناً آخر وبنسيانه هذا ينسى أيضاً الكثير من الأشياء الأخرى المتعلقة بهذا الإضطراب حتى أنه ينسى نفسه ، فهو لا يتذكر أي شيء حول مـاضيه ولكن يـتـصرف فـي الحاضر تصرفـاً طبـيـعياً خالـيـاً من أية ردود فـعـل عـصبـيـة ، فهو يعمل كـأي إنسان سليم . ومن المـمكن أن يرجع فاقـد الـذاكرة إلى حالـتـة الطبـيـعيـة بشكل مـفاجئ ، وفي حالات كثيرة تـتم مساعدتة لاسترجاع ذاكرتة من قبل أخصائـيــين نفسانـيــين . والـغـريــب في الأمــر أن المصاب بـفـقـدان الـذاكرة لا يـتـذكـر أيـاً من الأحـداث التي حـدثـت لـه أثـنـاء مـعـانـتـه من فـقدان الذاكرة