منتـديآت غرآم للإبـدآع
السلام عليكم المنقذ 914774

عزيزي / عزيزتي ألزآئرة يرجى ألتـكرٍم بألدخول إذا كنت عضوا معنا

أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانظمام الى عائلة غرآم للإبداع

ستشرفنا بتسجيلك

شكرا المنقذ 754173

إدارة المنتدى
منتـديآت غرآم للإبـدآع
السلام عليكم المنقذ 914774

عزيزي / عزيزتي ألزآئرة يرجى ألتـكرٍم بألدخول إذا كنت عضوا معنا

أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانظمام الى عائلة غرآم للإبداع

ستشرفنا بتسجيلك

شكرا المنقذ 754173

إدارة المنتدى
منتـديآت غرآم للإبـدآع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـديآت غرآم للإبـدآع


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المنقذ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




المنقذ Empty
مُساهمةموضوع: المنقذ   المنقذ Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2009 11:18 am


خرجت من المستشفى اليوم فقط .. لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين أن أخرج منها سائرا على قدمي .. ربما يعينني عكازا من الخشب .. أحضره لي أبي حينما حدد لي الطبيب موعد الخروج من المستشفى .. ولكن قدمي لم تكن تؤلمني .. كل ما في الأمر أن القدم التي أصيبت قد أصبحت أقصر طولا من الأخرى بضعة سنتيمترات .. فأصبحت خطواتي بها عرج ظاهر .. كنت أشعر بأنني على وشك السقوط عندما أشرع في المشى .. كان العكاز يمنحني ثقة أكبر .. ربما نفسيا فقط .. قال الطبيب أنني سوف أسير بدون عكاز عندما أتعود على حالتي التي أصبحت عليها .. يومها سألته .. هل سأظل أعرج طوال حياتي ؟ .. قلب وجهه بيني وبين أبي ضاحكا وهو يقول .. أليس هذا أفضل من قطع قدمك من منتصف الساق ! .. لقد أتيت إلينا وعظام الساق عارية واللحم متهرئ .. أخبرني الطبيب أن التشخيص المبدئي وجوب البتر ، لدواعي إنقاذ الحياة .. وأنه لم ينقذ ساقي إلا الأربطة التي التفت حول جزئي الساق بإحكام دقيق .. دون ضغط أو تفريط أو ارتخاء .. ولما أخبرته أن الذي ربطها هو الملازم قائد الفصيلة بنفسه بعد انتهاء قصف مدفعية العدو على مواقعنا .. فقد أسرع قائد الفصيلة كعادته يتنقل بين خنادق الفصيلة ومرابض الأسلحة في خفة وليونة كالفهد .. كنت راقدا تحت غطاء رأس حديدي مُكسَّى بالأتربة وشكاير الرمل يغطي حفرة كانت خالية .. قفزت فيها تفاديا لشظايا الدانات المتفجرة .. ولكن يبدو أن إحدى الشظايا أبت أن تتركني .. لاحقتني وأصابتني في مكمني داخل الحفرة .. كنت أظن أنني في طريقي إلى الموت لا محالة .. خاصة وأنا أرى لحم ساقي وقد تهرأت وتكشفت ماسورة عظمة الساق .. والدماء لا ينقطع نزيفها .. لم ينتظر الملازم ليفحصني أو يتفقد إصابتي .. ولكن تركني واختفى كالشبح .. أظلمت الدنيا في عيني .. إذا أنا على وشك الموت .. حالة ميؤوس منها .. أصبحت رقما في سجل خسائر الفصيلة .. مادت الدنيا بي ، وسلمت الأمر لله .. لم تكن الإصابة تؤلمني بقدر ما كان منظر الساق المصابة يرعبني .. لم يستمر هذا الشعور كثيرا ، فسرعان ما كان الملازم راقدا فوق ساقي دون أن ينبت ببنت شفة .. وقد وضع كمية من لفافات الشاش بجانبه .. وانطلق يلف الشاش من أعلى الإصابة حتى غطاها تماما .. ثم الجزء السفلي المتدلي .. وجمعهما معا في ربطة واحدة .. حملني هو وعدد من زملائي كانوا قد وصلوا بالنقالة ، وأسرعوا بي إلى المنطقة الخلفية .. وضعوني في عربة إسعاف مطلاه باللون الكاكي المبرقش بلطع بنية متعددة الدرجات للتمويه .. تحركت بي العربة الإسعاف .. وصلت إلى المستشفى كما قال السائق .. ولكني وجدت مجموعة من الخيام متراصة ومتداخلة مع مجموعة من الأشجار الكثيفة .. علمت بعد ذلك أنها المستشفى الميداني .. لم أدر بنفسي بعد ذلك ..
قال لي الطبيب وهو يودعني ..
ــ يجب عليك أن تشكر الذي ربط ساقك .. حيث أنقذك من البتر .. فالربطة السليمة فور الإصابة تعتبر نصف عوامل النجاح في تلافي عملية البتر ..
ظلت كلماته ترن في أذني .. كان أبي يرافقني إلى الإدارات والمكاتب المختلفة لإنهاء إجراءات إعفائي من استكمال الخدمة العسكرية لإصابتي ولتجاوز نسبة العجز عن الحد المسموح به بناءا على تقرير وتوصية المستشفى .. لم أكن متعجلا لإنهاء هذه الإجراءات قدر تعجلي لزيارة الفصيلة .. لأشكر الملازم ، وأقبل يديه التي أنقذت ساقي من البتر .. كان أبي يرفض بشدة أن أعود مرة أخرى إلى الجبهة لأي سبب من الأسباب .. حتى وإن كان لمجرد شكر إنسان .. له فضل أو جميل أحمله له في عنقي .. لم يوافقني أبي الرأي .. بل ثار وهاج .. وأرغد وأزبد .. وهو يتهمني بالتهور واللامبالاه .. كان يتعجب ساخرا كيف لمصاب مثلي يعتمد في حركته على عكاز .. ويمشي في عرج ظاهر .. أن يركب المواصلات العامة .. ويستكمل المسيرة على قدميه .. ليصل إلى المواقع الأمامية .. وكيف يتصرف إذا باغتته غارة مدفعية أو طيران للعدو .. كيف يتحرك أو يناور .. أو يقفز في الحفر والخنادق ليتفادى الإصابة المؤكدة حتما .. لم يترك أبي أحدا من أفراد الأسرة إلا وبثه الشكوى مني ومن تصرفاتي حتى استمال الأسرة كلها ضدي .. فكان استنكارهم ورفضهم لما أفكر فيه .. أصبحت عيونهم حرسا يراقب تحركاتي وسكناتي .. خوفا من أن أركب دماغي وأنفذ ما فكرت فيه .. أحسست أنني في سجن كبير وأنا نزيله الوحيد .. مما زادني إصرارا وتصميما على تنفيذ رغبتي .. سنحت الفرصة الذهبية .. حين تركتني الأسرة كلها لزيارة جدي المريض .. أبلغوهم أنه يمر بوعكة صحية ألزمته الفراش .. إطمأنوا لاستغراقي في النوم الذي كنت أدعيه .. ثم رحلوا جميعا .. لم أكن نائما .. فقد كنت دائب التفكير في مخرج .. كنت أرقد على فراشي .. ولكن كل حواسي منتبهة وفكري يعمل .. والأفكار تتضارب في عقلي .. كان الأرق رفيقي دائما .. والسهاد لا ينزع وشاحه عني .. حتى تملكني اليأس .. وأعياني الإحباط .. إلى أن سنحت هذه الفرصة .. فقررت أن أرجئ زيارة جدي إلى أن أنتهي من رحلتي إلى موقع الفصيلة .. وبمجرد أن خلا البيت قمت من مرقدي وارتديت ملابسي .. واصطحبت عكازي .. وسرت في طريقي لا ألوي على شيء .. فأنا أعرف سبيلي جيدا .. طالما سلكته في أجازاتي الميدانية .. ركبت القطار حتى محطة نفيشة ( كانت آخر محطة وصول للقطارات حتى تكون خارج تأثير نيران مدفعية العدو المباشرة ) .. كنت أرتدى الزي المدني .. وكانت سيارات الجيش ترفض اصطحابي لهذا السبب تنفيذا للتعليمات بعدم اصطحاب المدنيين لأغراض تحقيق السرية والأمن .. ولكن لحسن الحظ رآني سائق عربة تعيين وحدتي السابقة وكان يعرفني .. فتوقف وحياني بشوق وحرارة .. فقد تلقفني بالأحضان ، ولكن أحزنه حالي وإصابتي وعكازي .. أخبرته عن رغبتي في زيارة موقع الفصيلة .. اصطحبني إلى أقرب مكان مسموح به لاقتراب السيارات من خط النار .. كنت أعرف باقي طريقي إلى ملجأ قائد الفصيلة عن ظهر قلب .. استقبلني زملائي بالترحاب .. تبادلنا الأخبار ، وعلمت منهم أنهم حين ودعوني بعد الإصابة لم يتوقعوا أن أعود حيا .. أو على الأقل ستبتر ساقي .. أخبرتهم ما قاله لي الطبيب .. وأني أتيت لأشكر الملازم الذي كان له الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى في إنقاذي وإنقاذ ساقي ..
ولكنهم كمن تذكر شيئا مؤلما .. فقد ران عليهم الصمت وغشيهم الحزن بغتة .. كنت كلما رمقت أحدهم بنظرة استفسار أشاح عني وهرب بنظراته ملتمسا من موطئ قدمه ملاذا ومخرجا حتى دب القلق في صدري .. كدت أن أصرخ فيهم .. متسائلا عما حدث .. باغتني صوتا توارى وجه صاحبه خلف الرؤوس وهو يعلن أن الملازم قد استشهد .. صرخت في استنكار ..
ــ كيف ؟ !!
قالوا .. أنه كان يقوم بإنقاذ بعض المصابين بعد غارة جوية معادية فواتته شظية أودت بحياته في الحال .. لم يستطع أحد من إنقاذه .. فأسلم للشهادة ...
بكيت كما لم أبك من قبل ...





منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




المنقذ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنقذ   المنقذ Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2009 1:13 pm

كان خير منقذ للمصابين ذلك الملازم ولم يجد من ينقذ حياته
وقت اصاابته
قصه رائعه جدا
ااشكرك ايهاب
تقبل مروري
دمت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




المنقذ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنقذ   المنقذ Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2009 11:43 pm

اشكرك ميرال علي روعة التعليق
وعلي رقي المشاركة
لك مني خالص التحية والتقدير
ايهاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحمري

أدآرة التدخل ألسريع
 أدآرة التدخل ألسريع
الحمري


ذكر
عدد المشاركات : 5318
الدولة : libya
مزآج : المنقذ Yragb11
رقم العضوية : 7
دولتك : المنقذ D0dfd110
المهنة : المنقذ Engine10
سجل في : 29/04/2009

المنقذ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنقذ   المنقذ Icon_minitimeالخميس أكتوبر 29, 2009 12:48 pm

جزاك الله خيراً أيهاب علي ما قدمت

احييك

قصةٌ رائعة

لأ حرمناك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




المنقذ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنقذ   المنقذ Icon_minitimeالخميس أكتوبر 29, 2009 8:16 pm

اشكرك الحمري علي تواجدك العطر
علي صفحتي المتواضعة
لك مني ارق تحية
ايهاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الإسلام

مرآقبة أقسام الطفل والاسرة
  مرآقبة أقسام الطفل والاسرة
زهرة الإسلام


انثى
عدد المشاركات : 1403
العمر : 38
الدولة : الجزائر
مزآج : المنقذ 8110
رقم العضوية : 260
دولتك : المنقذ Female11
المهنة : المنقذ Factor10
سجل في : 09/09/2009

المنقذ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنقذ   المنقذ Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 02, 2009 8:09 pm

رائع
هي الحياة تفاجانا بأشياء لم تكن في الحسبان
شكرا ايهاب على القصة دمت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




المنقذ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنقذ   المنقذ Icon_minitimeالخميس نوفمبر 12, 2009 11:50 am

اشكرك زهرة علي حضورك الطيب
وعلي مرورك الجميل والعطر
تقبلي تحيتي وتقديري
ايهاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المنقذ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـديآت غرآم للإبـدآع :: 
~¤¢§{(¯´°•. غرآم الأدبيـة و الثقافية.•°`¯)}§¢¤~
 ::  منتدى القصة
-
انتقل الى: