هدية للأم الجديدة
إلى من عقدت العزم على تربيةأبنائها تربيةً إسلاميةً...
إلى موجهة الأجيال.. ومَن هي وراء الأبطال..
إلى منكانت قدوة حسنة لأولادها..
إلى من جعلت معاملتها لزوجها عبادة.
اهتم الإسلام بالأسرةاهتمامًا عظيمًا ورغَّب في تحري الصلاح والاستقامة لكلا الزوجين فقال تعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الأيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْوَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَاللهُوَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾(الأنعام:32)،
وقال عليه الصلاة والسلام: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه
وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فيالأرض
وفساد عريض"، وقال عليه الصلاة والسلام: "تُنكحالمرأة لأربع: لمالها، ولحسبها،
ولدينها، ولجمالها... فاظفر بذات الدين تربتيداك".
فإذا صلح الأبوان واستقاماعلى أمر الله صلح بإذن الله الأبناء،
وصارت الأسرة مستقيمة ملتزمة بأمر الله، واهتمالإسلام
كذلك بالمولود فشرع له أحكامًا، وسن له سننًا، من اتبعها وقام بها أفلحونجح بإذن الله.
قال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا﴾(الكهف:46)،
ولأن موضوع المواليد وأحكامهم من المواضيع المهمة لصلاح الأسرةواستقامتها، ولأنهم اللبنة الأولى في بناء وتشييد الأسرة المسلمة
المثالية كانت هذهالرسالة: هدية للأم الجديدة.. إلى
أم المستقبل.. التي تتلهف لاحتضان أول مولودلها..
وعانت الكثير والكثير لتستمتع بكلمة "أمي".. نقدم هذه الهدية مغلَّفة بالدعاءمن القلب بأن يهون الله على نساء المسلمين ولادتهن ويرزقهن الذريةالصالحة.
وهذه الرسالة عبارة عنإرشادات لكل أم تخطو الخطوات
الأولى لشهرها التاسع إلى خروجها بعون الله من فترةالنفاس؛
لما كان من جهل كثير من المسلمين بأحكام المولود وإضاعة كثير من النساءأوقاتهن في فترة النفاس وعدم شغله بما يعود عليهن بالنفع، فلنقلب
صفحات هذه الرسالةسويًا ولنستنشق منها عبير
الفائدة، نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعملالصالح.
الترغيب فيالودود الولود:
عن أنسرضي الله عنه قال: كان رسول الله- صلى الله عليه
وسلم - يأمر بالباءة وينهى عنالتبتل
نهيًا شديدًا،ويقول- صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبركم بخير نسائكم في الجنة؟" قلنا: بلى يارسول الله، قال: "كل
ودود ولود، إذا غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك، لاأكتحل
بغَمْضٍ حتى ترضى".
وعن معقلبن يسار قال:جاء رجل إلى النبي- صلىالله عليه وسلم- وقال: إني أصبت امرأة ذات حسن وجمال، وإنها لا تلد
أفأتزوجها؟ قال: "لا" ثم أتاه الثانية فنهاه،ثم أتاه الثالثة، فقال: "تزوجوا الولود فإني مكاثر بكم"، وقال- صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد لترفع له الدرجة، فيقول: أي رب أنَّى لي هذا؟،فيقول: باستغفار ولدك لك من بعدك".
نسأل الله أن يجعلنا ممنيباهي بهم رسول الله- صلى الله
عليه وسلم- يوم القيامة، ويرزقنا الذرية الصالحةالناصحة.
نصائحطبية:
أختي في الله: هذه نصائحطبية أرجو أن تأخذيها بعين
الاعتبار:
1- ينبغي أن تكون وجبتككاملة
ومتوازنة حتى تضمن لك وللجنين كل المواد الغذائية اللازمة، فتناولي يوميًاكمية كافية من الخضروات الطازجة فهي غنية بالفيتامينات ومسهلة
للهضم.. كالخيار،والسبانخ، والملوخية، والطماطم.
2- تناولي ما يوازي "4" أكواب من الحليب أو اللبن الزبادي
يوميًا، ولا تكثري من تناول الشاي والقهوة ولا منالبصل
والفلفل والبهارات في الأطعمة، فهي مهيجة للجهاز الهضمي ومؤثرة على الأعصابومضرة بالحمل.
3- إياكِ وتناول الأدوية دونمشورة
الطبيبة فهي تضر بالجنين، إذ قد تؤدي أحيانًا إلى التشوُّهاتالخلقية.
4- يستحسن الإقلال من اللقاءالجنسي
أثناء الثلاثة الأولى والشهر الأخير من الحمل؛ فقد يضر الإفراط بصحتك وصحةالجنين.
5- طول السهر يسبب لكالإرهاق،
فلابد من النوم 9 ساعات يوميًا طيلة فترة الحمل.
6- إياكِ والأشغالالمتعبة ورفع الأشياء الثقيلة
والحركات العنيفة، وعليكِ بملازمة الهدوء وعدمالانفعال
أمام المشاكل الأسرية، فالرَّاحة النفسية عامل أساسي لسير الحمل بصفةعادية.
7- إياكِ وزيارةَ المرضىالمصابين
بالأمراض المعدية؛ ففي ذلك خطر عليكِ وعلى حملِك.
8- تجنَّبي الملابسالضيقة
والأحزمة الضاغطة مدة الحمل فهي تسبب لكِ التعب وضيق التنفس، وتجنَّبي لبسالأحذية ذوات الكعب العالي الرفيع؛ لأنها تزيد في تقوس العمود
الفقري، وتسبب زيادةالشد على العضلات والمفاصل؛ مما
يسبب آلام الظهر.
9- لابد لك من زيارة الطبيبةبانتظام
طيلة مدة الحمل، وذلك في كل شهر خلال الستة الأشهر الأولى، ومرة كل أسبوعينخلال الشهرين السابع والثامن، ومرة كل أسبوع خلال الشهر التاسع وحتى
موعدالولادة.
10- لابد من إجراء تحاليلدورية
للدم والبول طيلة مدة الحمل لتتأكد الطبيبة من خلو جسم الحامل من الأمراضالمعدية والأمراض الأخرى الخطيرة، كالزلال والسكر، وأخذ الاحتياطات
اللازمةللولادة.
11- لابد لك من الاستحماميوميًا
طيلة فترة الحمل والرضاعة لتضمَني لنفسك ولطفلك كل أسباب الصحة والسلامة، إنشاء الله.
12- لابد من الاعتناءبالثديين
وإعدادهما لعملية الرضاعة الطبيعية ابتداءً من الشهر الخامسللحمل.
13- مارسي رياضة المشييوميًا
ما استطعتِ، فهي تحسن دورتك الدموية، وتغذي جنينك وتسهل عليك عمليةالولادة.
14- عليك بالقيام ببعضالأعمال
المنزلية بعد الولادة بعدة أيام؛ لأنها تساعد على عودة الرحم إلى وضعهالطبيعي وتقوي العضلات وتمنع ترهل البطن والصدر وتساعد على إدرار
الحليب للطفل.. نسأل الله أن يهون عليك، أختي المسلمة، ولادتك، ويرزقك الذريةالصالحة.
ودخل الشهرالتاسع وجاء وقت الوضع:
عند
التوجه إلى المستشفىينبغي اتباع الآتي:
1- توكلي على الله، وعليك بترديد هذه الأدعية: "لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم،لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم"،"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث"،"اللهربي لا أشرك به شيئًا"، وأكثري من الاستغفار.
2- ألحّي على الله بالدعاء،واسأليْه
أن يهون عليك الولادة، قال تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُالْمُضْطَرَّ
إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ (النمل:62)، وقال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَالدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ (البقرة:186)
وقال صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة".
3- احتسبي آلام الولادة عند الله.
أجر السقط وموتالأولاد:
قال عليه
الصلاة والسلام: "والذي نفسي بيده، إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذااحتسبته"، وعن أبي حسان، قال: قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان، فما
أنتمحدثي عن رسول الله- صلى الله
عليه وسلم- بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم"صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه- أو قال أبويه-، فيأخذبثوبه- أو قال بيده-، كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى،- أو
قال فلا ينتهي-،حتى
يدخله الله وأباه الجنة"، (رواه مسلم في صحيحه وأحمد في
مسنده)، وعن أبيسعيد الخدري أن رسول الله- صلى
الله عليه وسلم- قال للنساء: "ما منكن امرأة يموت لها ثلاثة من الولد، إلا كانوا لها حجابًا منالنار"،فقالت امرأة: واثنان؟ فقال صلى
الله عليه وسلم: "واثنان"، وعن أبي هريرة رضي الله عنهقال: أتت امرأة بصبي لها فقالت: يا نبي الله، ادع الله له، فلقد دفنتثلاثة، فقال: "دفنت
ثلاثة؟" قالت: نعم، قال: "لقد
احتظرت بحظار شديد منالنار"، وقال أحمد حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عنأبيه: أن رجلاًكان يأتي النبي- صلى الله عليه وسلم- ومعه ابن له، فقال له النبي-
صلى الله عليهوسلم-: "أتحبه؟" فقال: يا رسول الله أحبك الله كما
أحبه،ففقده النبي- صلى الله عليه وسلم-
فقال:
"ما فعل ابن فلان؟" قالوا: يا رسول الله مات، فقال
النبي- صلى الله عليه وسلم- لأبيه: "أما
تحب ألا تأتي بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك عليه؟" فقال
رجل: ألَه خاصة يا رسول الله، أو لكلنا؟ قال:"بللكلكم"، فالولد إن عاش بعد أبويه نفعهما- إن كان صالحًا- وإن مات قبلهمانفعهما.