يسعد مساكم اخواني بهذا البيت الرائع هذه الفكره اعجبتني بأحد المواقع واردت ان انقلها لكم اتمنى ان تنال اعجابكم واليكم الدرس الاول نبدأ اليوم بإذن الله أول دروس شرح كتاب الثلاثة أصول للشيخ محمد بن عبد الوهاب :
..
ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - :
( 1703 م - 1792 م )
ولد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في العُيَيْنَة عام 1115 هـ ، ولم يدخل الكتاتيب بل درس على والده القرآن واللغة، واستظهر كثيراً من الأحاديث . حتى بات وهو دون العشرين عالماً مقصوداً .
توفي رحمه الله عام 1206 هـ .
..
بسم الله الرحمن الرحيم (1) :
اعلم رحمك الله (2) ، أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل (3) الأولى العلم (4) وهو معرفة الله (5) ومعرفة نبيه (6) ، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة (7) . الثانية العمل به (
. الثالثة الدعوة إليه (9) . الرابعة الصبر على الأذى فيه (10) .
( بسم الله الرحمن الرحيم ) (1) ابتدأ المصنف - رحمه الله - كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وتأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعملا بحديث « كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع » والمعنى أنه ناقص البركة . والبداءة بها للتبرك والاستعانة على ما يهتم به
( اعلم رحمك الله ) (2) اعلم فعل أمر من العلم أي كن متهيئا ومتفهما لما يُلْقَى إليك من العلوم . وكلمة " اعلم " يؤتى بها عند ذكر الأشياء المهمة التي ينبغي للمتعلم أن يصغي إلى ما يلقى إليه منها . وما قرره المصنف هنا من أصول الدين حقيق بأن يهتم به غاية الاهتمام . ورحمك الله دعاء لك بالرحمة أي غفر الله لك ما مضى ووفقك وعصمك فيما يستقبل . وإذا قرنت الرحمة بالمغفرة فالمغفرة لما مضى . والرحمة سؤال السلامة من ضرر الذنوب وشرها في المستقبل .
( أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ) (3) أي يلزم كل فرد من أفراد المكلفين ذكرا كان أو أنثى حرا أو عبدا تعلم أربع مسائل . والواجب ما لا يعذر أحد بتركه . وعند الأصوليين ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه
( الأولى العلم ) (4) وهو معرفة الهدى بدليله . والعلم إذا أطلق فالمراد به العلم الشرعي الذي تفيد معرفته ما يجب على المكلف من أمر دينه ، والعلم الشرعي على قسمين فرض عين وفرض كفاية وما ذكر رحمه الله فهو فرض عين على الذكر والأنثى والحر والعبد لا يعذر أحد بالجهل به . وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه « طلب العلم فريضة » وقال أحمد يجب أن يطلب من العلم ما يقوم به دينه ، قيل له مثل أي شيء ؟ قال : الذي لا يسعه جهله صلاته وصيامه ونحو ذلك .
فما كان واجبا على الإنسان العمل به كأصول الإيمان وشرائع الإسلام وما يجب اجتنابه من المحرمات وما يحتاج إليه في المعاملات ونحو ذلك مما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب عليه العلم به . بخلاف القدر الزائد على ما يحتاج إليه المعين فإنه من فروض الكفايات التي إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين . ثم إن طلب العلم فيما هو فرض كفاية أفضل من قيام الليل وصيام النهار والصدقة بالذهب والفضة . قال أحمد تعلم العلم وتعليمه أفضل من الجهاد وغيره مما يتطوع به . اهـ .
فإن العلم هو الأصل والأساس وأعظم العبادات وآكد فروض الكفايات . وهو الميراث النبوي ونور القلوب . وأهله هم أهل الله وحزبه . وأولى الناس به وأقربهم إليه . وأخشاهم له وأرفعهم درجات .
( وهو معرفة الله ) (5) أي بما تعرف به إلينا في كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - من أسمائه وصفاته وأفعاله ولا يكون الإنسان على حقيقة من دينه إلا بعد العلم بالله سبحانه وتعالى .
( ومعرفة نبيه )(6) - صلى الله عليه وسلم - فإنه الواسطة بيننا وبين الله في تبليغ رسالة الله . ومعرفته فرض على كل مكلف . وأحد مهمات الدين والنبي رجل أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه فإن أمر به فرسول .
( ومعرفة دين الإسلام بالأدلة ) (7) - أي معرفة دين الإسلام الذي تعبد الله الخلق به بالأدلة من الكتاب والسنة . والأدلة جمع دليل والدليل هو ما يوصل إلى المطلوب . وهذا المقدار من العلم يجب تعلمه . بل كيف يعمل المرء بشيء وهو لا يعرفه . وجهل الإنسان حقيقة ما أمر الله به من أعظم الإثم . والعمل بغير علم طريق النصارى . والعلم بلا عمل طريق اليهود . وقد أمرنا الله أن نسأله في كل ركعة أن يهدينا الصراط المستقيم . وهو طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين.
(الثانية العمل به ) (
فالعمل هو ثمرة العلم ، والعلم مقصود لغيره فهو بمنزلة الشجرة . والعمل بمنزلة الثمرة . فلا بد مع العلم بدين الإسلام من العمل به فإن الذي معه علم ولا يعمل به شر من الجاهل . وفي الحديث « أشد الناس عذابا عالم لم ينفعه الله بعلمه » وهو أحد الثلاثة الذين أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة . وقد قيل :
وَعَالِم بِعِلْمِهِ لَمْ يَعْمَلَنْ ... مُعَذَّب مِنْ قَبْلِ عُبَّادِ الْوَثَنْ
(الثالثة الدعوة إليه) (9) فإذا حصل له بتوفيق الله العلم بدين الإسلام والعمل به فيجب عليه السعي في الدعوة إليه ، كما هي طريقة الرسل وأتباعهم . وأعلى مراتب العلم الدعوة إلى الحق وسبيل الرشاد . ونفي الشرك والفساد . فإنه ما من نبي يبعث إلى قومه إلا ويدعوهم إلى طاعة الله وإفراده بالعبادة وينهاهم عن الشرك ووسائله وذرائعه ويبدأ بالأهم فالأهم بعد ذلك من شرائع الإسلام .
( الرابعة الصبر على الأذى فيه ) (10) لأن من قام بدين الإسلام ودعا الناس إليه . فقد تحمل أمرا عظيما وقام مقام الرسل في الدعوة . وقصد أن يحول بين الناس وبين شهواتهم وأهوائهم واعتقاداتهم الباطلة فحينئذ لا بد أن يؤذوه فعليه أن يصبر ويحتسب وهذه الأربع أوجب الواجبات .
لنا لقاء غدا ان شاء الله