[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في قصته القصيرة جداً «تضامن»، يقدّم لنا الإيطالي «إيتالو كالفينو»
حكاية شخص متّسم بالغرابة والطرافة معاً، فهو رغم كونه مفرّغاً من أيّ هوية
أو قضية أو خطة أو هدف،
يروي لنا بمنتهى الجديّة، أحداث مغامرة له لا يمكن لأحد أن يقابلها إلا
بالضحك.
في ليلة ما، يخرج هذا الشخص الذي لا
نعرف اسمه ولا ملامحه ولا عمره، ليتسكّع في أحد شوارع المدينة، واضعاً
يديه في جيبَي بنطلونه، ومنطلقاً في حال سبيله بلا دافع أو غاية.
يرى في أثناء تسكّعه رجالاً يحاولون
كسر باب محلّ تجاري بعتلة حديدية، فيتوقف ويراقبهم بعض الوقت، وحين يتأكّد
من أنهم لم يفلحوا في كسر الباب يمضي، بكل أريحية، لمساعدتهم في ذلك...
ثمّ لا يتردد- بعد أن يتمّ كسر الباب- عن إمساك الكيس لهم كي يضعوا فيه
المسروقات.
وعندما يخيّل إليهم أنّهم سمعوا وقع
أقدام في الخارج، يكلّفونه بالذهاب إلى آخر الشارع للتأكد ممّا إذا كان
رجال الشرطة قد أقبلوا.
وبانضباط جندي ينفّذ التكليف، وهناك
يلمح أفراد عدة من الشرطة مختبئين في ظِلّ أحد الأبواب، فينضمّ إليهم،
ويعلم أنهم يراقبون أولئك اللصوص في المحلّ الذي جاء منه، فلا يلبث أن
ينطلق معهم لمحاصرة المحلّ، ويدخل مع بعضهم للمساعدة في القبض على اللصوص!
لكنّ اللصوص ينجحون في الهرب، فيهرب
معهم، وحين يتمكن أحد رجال الشرطة الذين يطاردون اللصوص من محاذاته، فإنّ
صاحبنا يواصل الركض إلى جوار الشرطي، مستكملاً وإيّاه، هذه المرّة، مطاردة
اللصوص!
وبعد مدّة من الجري الحثيث، يكون
رجال الشرطة قد تفرقوا في جميع الاتجاهات، راكضين في أثر اللصوص الذين ذهب
كل واحد منهم في ناحية، ثم لا يلبث صاحبنا أن يجد نفسه يجري لوحده.
عندئذ يتوقف وهو يتصبّب عرقاً، ثم
يضع يديه في جيبَي بنطلونه، ويواصل تسكعه منفرداً، بلا دافع أو هدف!
هكذا تنتهي القصّة مثلما بدأت، ونحن
في دهشة من انسيابية مفهوم «التضامن» لدى هذا الشخص، إذ ينتقل تضامنه،
بمرونة الزئبق ومن دون مسوّغ، من اللصوص إلى رجال الشرطة، ومنهم إلى
اللصوص، ثم إليهم مجدداً، ثم إلى لا أحد، إذ يترك الجميع، ويعود إلى السير
في حال سبيله كما كان!
وإذ أعود من هذه القصّة ضاحكاً، فإن
غصّة قاسية تغلبني، حين أتأمل واقع حال الدول العربية، فأراها كلها- بإزاء
أهم قضايانا- نسخاً رديئة مسحوبة بالكربون من صورة ذلك الشخص المتضامن.
وإذ يبدو ذلك الشخص، في القصة،
خارجاً من ضباب الغرائبية وداعياً إلى الضحك، فإن شخصيات هذه الدول الخارجة
من بياض الواقع الجليّ والمُستَفِز، تبدو داعية إلى الذعر والقنوط.
مثلاً، هي كلها متضامنة مع القضية
الفلسطينية، وهي في الوقت نفسه حريصة على عدم تعكير مزاج إسرائيل حتى
بمواساة كاذبة لأصحاب المأساة!
وهي كلها متضامنة مع نضال الشعب
الفلسطيني، لكنها في الوقت نفسه متعاطفة جداً مع الضحايا الإسرائيليين.
وهي كلّها ضدّ بدعة إنتاج وإعادة
إنتاج «كرزاي» للعراق بيد أميركية على نمط كرزاي الأفغان، في «انتخابات» هي
أسوأ من «الانتخابات»، بينما هي في معظمها كرزايات أميركية تأليفاً
وتلحيناً وإنشاداً بالانتخابات أو بالانتخابات الأسوأ منها!
وهي كلّها متضامنة مع الشعب العراقي
«الكامخ» في محنته بين «الشاطر» القادم من وراء البحار، و»المشطور» القادم
معه كي يجثم، بلصوصيته كلها ودمويته وفساده، على صدر الشعب العراقي، لكنها
في الوقت نفسه متضامنة مع الشاطر من جهة، ومع المشطور من جهة ثانية، ومع
جميع الشطار والعيارين المنطلقين من حدودها لتوزيع بركات النسف على ذلك
الشعب، من جهة أخرى «بفتح الهمزة»!
وأمام مثل هذه الدول الغرائبية
المتضامنة من فوق ومن تحت ومن الجهات الأربعين مع الثلج والنار معاً، يحق
للمرء أن يصرخ متسائلاً: ما لون هذه الدول؟ ما جنسها؟ ما قضيتها؟ ما
غايتها؟ ما موقعها من الإعراب أو الأعراب؟!
وما موقف هذه الدول أمام شعوب
عدّتها ثلاثمئة مليون إنسان، بعد أن لخصت لها ماضيها وحاضرها ومستقبلها،
وعبأته في كبسولة نصف قطرها «خميس خمش خشم حبش» ونصفه الآخر «حبش خمش خشم
خميس»؟!
أكاد أسمع قهقهة الأقدار تلطم سمعي
ساخرة: شعوب عدّتها كم؟ أكرمنا بسكوتك يا أخا العرب... القطعان نائمة، لعن
الله مَن أيقظها، لا تعكر هدأة الليل، فليس في الشارع سوى العسكر واللصوص،
وما بينهما هذه الدول الهلامية المبتلاة بعاطفة التضامن الحارقة.
دعها تمارس تسكعها وتوزّع عاطفتها
وهي خالية من أثقال الملامح والهوية والموقف والخطة والغاية، ولا بأس من أن
تدعها- في أثناء تسكّعها- تضع أيديها في جيوبها مثل ذلك الشخص المرسوم
بالممحاة في قصة كالفينو. إنها تحتاج إلى هذا أكثر منه... إذ لا بد لها في
جميع الأحوال من أن تدفع التكاليف بعد كل مطاردة!
هذا آخر مقال للشاعر الكبير أحمد مطر أردت أن تشاركوني التأمل فيه أحمد مطر اليوم يتكلم في النرجسية والازدواجية العربيه التي من المأكد أننا صادفناهآ وتكلمنا وكتبنا عنهآ هنا في منتديآت غرآم للإبدآع ربما شآعرنا الكبير إختار أن يبدأ
رحلته مع الازدواجية العربية ، من محطة ألأنظمة والقيادة العربية وله ذلك طبعا وإن كنا نحن نرى ، أنه قبل الوصول
إلى ألأنظمة يجب أن نمرّ بالنخب في الوطن ألعربي ، إن وجدت نخب مثقفة فعلا .
أحمد مطر تكلم بإسهاب وبإسلوب أرى أنه قريب للفكاهة ، تلك التي تكون تشبه ألمرآة تعكس الواقع بكل تفاصيله ، أسلوب
يجعلك تضحك في ألظاهر وتتألم في داخلك هكذا أرادها أحمد مطر ... وهكذا أحببت أن اقرأ مقاله واستمتعت بما كتبه
لاني أعلم أنه صادق وأعلم جيدا أن جرحا غائرا أدمى ذلك العنفوان العربي في داخلي ...
بالصدفة قبل أيآم ناقشت مع اختي وزميلتي ومعلمتي سالي القاسم موضوع النكبة ولأن معلوماتي التارخية ناقصة بسبب
تكويني ربما ... أو لأني تعلمت أنه لا فائدة تذكر من سرد بطولات نحن لم نشآرك في إخراجها وبلورتهآ ، إلآ أنها وبحكم
إختصاصهآ ، وشغفهآ وحبهآ للوطن ألذي يسمى فلسطين ، أجادت في الشرح ، فدفعتني للبحث والقراءة والسؤال ...
في مجمل ما قالت الاستاذة سآلي : نسميهآ نكبة ويسمونهآ استقلال هكذا إختصرت كل ألكلآم لكن فضولي لم يرد التوقف
فقرأت بعض كتاب كان في رفوف ابي لم اعره اي اهتمآم في السابق عنوانه حرب 1948 ...
وأكتشفت حجم التضحيآت وللإسف حجم المؤمرات حتى أني قرأت اسماء الشهدآء بل أكثر من ذلك رأيت نفسي طرفا
في تلك المعارك ... الاردن ، مصر ، العراق ، سوريا ، السعودية ، لبنان ضد ما يسمى ميليشيات صهيونية مشكلة من :
البلماخ ، الأرجون ،الهاجاناه ، والشتيرن وطبعا المتطوعون من اليهود .
ففي 29 نوفمبر 1947 وافقت الجمعية العامة للامم المتحدة ، على تقسم فلسطين إلى دولة عربية ، ودولة يهودية وتدويل
منطقة القدس بمعنى جعلها منطقة لا تخضع لأي دولة .
بصفة عامة رحبّ اليهود بالقرار ، ورفضه العرب الاحرآر .وشكل ما يسمى جيش الانقاذ باختصار اليكم هذه المعلومآت
الجيش المصري : 10.000 جندي تحت قيادة اللوآء أحمد علي ألمواوي .
الجيش الاردني : 4.500 جندي تحت قيادة غلوب باشا .
الجيش العراقي : 2.500 جندي تحت قيادة العميد محمد الزبيدي
الجيش السوري : 1.876 جندي تحت قيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم .
الجيش اللبناني : 900 جندي تحت قيادة العميد فؤاد شهاب.
الجيس السعودي : 3200 جندي تحت قيادة العقيد سعيد بيك الكردي والقائد عبد الله بن نامي .
جيش الانقاذ : متطوعون عرب وفلسطينين يقارب 3000 جندي .
اما في المقابل
اليهود : 45.300 جندي ... على كل حال فيه تفاصيل مروعه اهمها منح القوات المصرية سلاح فاسد ادى الى محاصرته في الفالوجة وانهزامه هناك .ووصلت في قراءتي لهذا التاريخ 14 مايو 1948 تاريخ قيام دولة اسرائيل .توقفت عن المتابعه
لانو الحكاية في ثقافتي انتهت لما وصلت لهذا التاريخ .
وبالصدفة ايضا دخلت النت وقلت ابحث عن معلومات أخرى . وكتبت في جوجل استقلال اسرائيل ، أتتصورون ماذا قرأت ؟
رئيس عربي بلده شاركت في انقاذ فلسطين يهنئ اسرائيل باستقلالها . هل تصدقون ؟ أحسست بالمرارة سألت سؤال بسيط
لماذا سالت دماء الشرفاء هناك ؟؟؟ لا اريد أن أتابع لكني سأقول التالي .
أنت لا تهينني بهكذا تهنئة سيدي .... لسنا نحن من نهآن .... أنت تهين من سالت دماؤهم هناك من ابناء بلدك انت تهين
بلد قابع من 60 سنة تحت الاستعمار نتيجة خذلانكم وتآمركم على الامة ... شفاك الله سيدي ؟
هل سترضى لو كنت أنت مستعمرا ... تهنئتنا لمن يحاصرك ويعذبك ويغتالك صباحا مساء ؟؟؟؟؟ هل كنت سترضى سيدي ؟؟؟
بقلم أحمد صقرٍ ألسمآء .