الحكم
العثماني
مرت سورية في العصر العثماني
بمرحلة صعبة، ولم تنعم إلا في المرحلة الأولى أيام حكم السلطان سليم، وفي المرحلة
الأخيرة أيام حكم الولاة مدحت باشا وناظم باشا. بعد عام 922هـ/ 1516 قام العثمانيون
بتقسيم البلاد إلى ثلاث ولايات, الشام ومركزها دمشق, وحلب وطرابلس, وتألفت كل ولاية
من عدد من السناجق، أقطعت بعض الأراضي الى السباهية أي الفرسان وكانت الإنكشارية
تدير الجيش
وأصبحت جميع الولايات مرتبطة بالعاصمة استانبول عن طريق الولاة
الأتراك, الذين اهتموا بجباية الأموال وتسويق المجندين والإثراء السريع
وكان
السكان يعتصمون بالأشراف ورجال الدين, ولكن الثورات كانت بقيادة كبار
المتنفذين
أما أسرة العظم فلقد حكمت ولاية دمشق خلال ستين سنة كما حكمت ولايات
أخرى
ومن أشهرهم أسعد باشا الذي سمي أمير الحج الشامي مع ولايته
للشام
في القرن التاسع عشر ظهر
إبراهيم باشا في سورية 1831هـ/1740م الذي أراد أن يطبق إصلاحات في الجيش والزراعة
والمالية. ولكن النفوذ الأوربي ابتدأ بالظهور وقد أصبح محمد علي في مصر خطراً على
الدولة العثمانية وأوربا وانتشر الوعي القومي. وظهر في الشام مفكرون دعوا إلى
التحرر والإصلاح منهم عبد الرحمن الكواكبي ونجيب عازوري، ثم ظهرت جمعيات في سورية
تدعو إلى يقظة العرب ووحدتهم وتحررهم لمجابهة جمعية الاتحاد والترقي التركية، وكانت
الجمعية العربية الفتاة تطالب بالحكم الذاتي، ومن أبرز أقطابها عبد الحميد
الزهراوي
ثم كانت مشانق جمال باشا في دمشق وبيروت تعلن عن أول قافلة للشهداء في
سبيل الحرية والاستقلال. وما أن اشتد ساعد الداعين للتحرر، حتى ابتدأت المفاوضات
بين الحسين شريف مكة وبين بريطانيا التي وعدت بدعم تحرر العرب، وابتدأت الثورة
العربية الكبرى في 10/6/1916، ودخل العرب حلفاء في الحرب العالمية الأولى لتحرير
وطنهم من نير السلطنة.(20)
نكل الحلفاء الإنكليز والفرنسيين بوعودهم وقسموا
البلاد في اتفاقية سايكس-بيكو السرية لتبقى تحت انتدابهم، ثم عدلت هذه الاتفاقية في
مؤتمر سان ريمو وأصبحت بلاد الشام مقسمة إلى أربع دول، سورية ولبنان وفلسطين وشرقي
الأردن، وكانت سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي وأما فلسطين وشرقي الأردن فقد
أصبحتا تحت الانتداب الإنكليزي مع العراق