الحمد لله الذي من علينا بشهر رمضان وتمامه، ونسأله المزيد من توفيقه في شوال وسائر أيام زمانه، وفق الله عز وجل عباده فيما مضى للتنافس في التراويح وقيام الليل وتلاوة القرآن العظيم، وبذل الصدقات والإحسان إلى ذوي الحاجات من الأقارب والجيران والمعوزين، عملاً بقوله تعالى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَسَارِعُواْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلاْرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَٱلضَّرَّاء وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَـٰفِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [آل عمران:133، 134]، شرع لنا ربنا الشرائع فما كلفنا فوق طاقتنا:
لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [البقرة:286]. ومن شرائعه الكبيرة الفرحة بيوم العيد وأداء صلاة العيد، ولكنه الفرح الشرعي الذي لا يدعو إلى أشر ولا يجر إلى خيلاء وكبر وبطر، فرح لا إسراف فيه ولا تبذير:
وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوٰنَ ٱلشَّيَـٰطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِرَبّهِ كَفُورًا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الإسراء:27].
فـرح لا تهتك فيه ولا تبرج، ولا تزين أو تعطر للرجال الأجانب:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الأحزاب:33]. فرح لا اختلاط فيه، وليس فيه الغناء المشجع على الزنا وعلى الحب والخنا، ولا آلة زمر أو لهو أو طرب، يقول الرسول
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فيما يرويه البخاري:
((ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، أو كما قال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، فرح لا غفلة فيه، لا إضاعة للصلوات، لا نظر فيه إلى المحرمات:
قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [النور:30].
فرح لا إقبال فيه على العصيان ولا نسيان لما كان في رمضان.
إن المؤمن يفرح ولكن لا ينسى ذكر الله عز وجل، والذاكر لا يغفل ولا يبطر ولا ينسى مصاباً بفاقة، إن المؤمن الذاكر شعاره في عيده قول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، إن المؤمـن لا ينسى قول الله بعد آيات الصيام في كتابه:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [البقرة:185]، إن نبينا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يقول:
((أيام العيد أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى)) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
فهو يأكل ويشرب ولكن في إطار توجيه ربه:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الأعراف:31].
إن المسلم يلبس في العيد أحسن ثيابه لتوجيه نبيه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:
((إن الله يحب إذا أنعم على عبده أن يرى أثر ذلك عليه))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فلا يلبس ما شف عن عورته، وما انجر ذيله على الأرض، لأن الله لا ينظر إلى العبد الذي يجر ثوبه خيلاء وكبراً.
إن المؤمن يمارس بعض أنواع الترفيه البريء الذي لا يؤدي إلى حقد أو صرف عن الفرائض، فالأحباش كانوا يلعبون بالحراب والدرق في مسجد رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، إن المسلم يستمتع في عيده إلى الأناشيد الإسلامية والقصائد التي تحث على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور وعظائم الهمم. إن المسلم لا ينسى إذا أعجبه شيء أو جاء عيد أن يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
إن المؤمن إذا فرح في عيده فإنه يفرح وفي قلبه غصة وفي نفسه حسرة وألم لما آل إليه حال المسلمين اليوم من تفرق فيما بينهم، ونسيان دينهم وربهم، وتداعي الأمم عليهم، يحزن وهو يتذكر حال كثير من المسلمين اليوم من موالاة وتحالف مع اليهود:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ٱلآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّـٰرُ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْقُبُورِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الممتحنة:13].
إن المسلم الحق لا ينسى في العيد إخوانه الأفغان المجاهدين الصناديد، ولا ينسى ما فعله البعد عن الدين من تفرق بين الأشقاء وتنازع وتحارب، ولا ينسى إذا ما طعم لذيذ الطعام وذاق حلو الشراب إخوانه الفقراء في بلده أو فيما جاوره من البلدان، الذين يعانون من الجوع والعطش والقحط والجدب.
إن المسلم إذا سمع الله أكبر الله أكبر في العيد يطأطئ رأسه لوقوع الأقصى تحت اليهود الأنجاس المناكيد الذين كتب الله عليهم الذلة إلى يوم القيامة، ولكن لما بعدنا عن ديننا أصبحنا أضعف منهم، وأصبح منا من يسارع في ابتغاء رضاهم، ويئن المسجـد الأقصى جريحاً يقول ويصرخ وينادي: أين المجاهدون في سبيل الله؟! أين الذين لا يرضون بالذل والهوان؟! أين الذين يفضلون موت الشرفاء على عيش الدهماء؟! أين الذين يحبون الله؟! أين المسلمون لينقذوني من تبجح يهود؟ أماتت الهمم؟! أذهبت المروءات والشيم؟! أفي القوم أحياء أم أدركهم الفوات؟! أما في القوم مثل عمر بن الخطاب؟! أعجزت النساء أن تلد صلاح الدين من جديد؟! أين موسى بن نصير وطارق بن زياد ؟! وأين محمد بن القاسم ؟! بل أين خالد بن الوليد وأسامة بن زيد؟!
لا، لا، يا أيها المسجد الأقصى ولكنها نبوءة تحققت، فقد قال رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:
((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها))، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال:
((بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن))، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال:
((حب الدنيا وكراهية الموت))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
أقول لك أيها المسجد الأقصى، أقول لكم أيها الممتحنون في دينكم: إن المسلمين قادمون، وبحول الله عائدون، وبكتاب الله وسنة رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] متمسكون، لا بالشرائع والنظم والقوانين الغربية، وإنا عازمون بإذن الله على القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ به قوام الأمم:
وَٱلْعَصْرِ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لَفِى خُسْرٍ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [سورة العصر].