على عادات أجدادي العظامِ
قصدت الحيَّ كي أشكو هيامي
فأبكي الحبَّ في أبياتِ شعري
لما ألقاهُ من جورِ الغرامِ
على الأطلال أشكو نار قلبي
فأبكيها و أهديها سلامي
و لكني رأيتُ الأرض تبكي
فما يبكيكِ يا أرضَ الكرامِ ؟
سألتُ الحيَّ ما خطبُ الترابِ؟
عبوسَ الوجهِ محمرَّاً و دامِ
فناح الحيُّ يبكي غدرَ دهرٍ
رمى الأحرار في مرمى اللئامِ
و قال الحيُّ : يا أسفي و حزني
على شعبٍ يغرَّرُ بالكلامِ
عهدنا الشعبَ أنعامٌ تساقُ
لتُذبحَ في المذابح كالحمامِ
فلا ينزاحُ فرعونٌ قديمٌ
يقود الشعبَ قسراً باللجامِ
و إلا جاء نيرونٌ جديدٌ
شديد البطشِ أو لصٌّ حرامي
و ذاك الشعبُ يبحر بالخيالِ
و يحلمُ بالرخاءِ و بالطعامِ
إلى أن جاءُ حزبُ البعثِ نوراً
أضاءَ الليلَ من زيفِ الظلامِ
و كالربّانِ حافظنا حمانا
و أوصلنا إلى برِّ السلامِ
فكان لنا أباً يرعى القطيعَ
و ليثاً زاد عن أرض الشآمِ
و شبلُ الليثِ ليثٌ لا يهابُ
جسورٌ في المهمّاتِ الجسامِ
فيا ابنِ الليثِ شمّرْ ساعديكَ
فما الأيامُ إلا للهمامِ
ذئابُ الليل قد سفكوا الدماءَ
و جاء الدمعُ بعد الإبتسامِ
فيا حامي حمانا أنت سيفٌ
دمشقيٌّ ، و نصلُ السيفِ حامِ
فجرّدْ سيفكَ البتّارُ و امضي
فإنَّ الشعب خلفكَ كالحسامِ
فأنت الفجرُ إن طال الظلامُ
و فيكَ النصرُ بعد الإنهزامِ
و بعد الله لا نرضى سواكَ
إمامُ القومِ للأعراض حامِ
الرهاوي الصغير
ت – ش
شاعر من سوريا - حلب