إن القتل المتعمد لقطاع غزة المسلم القابض على دينه لأكبر عار في جبين حكام العرب والمسلمين الذين يتعرون من ورق التوت كلما أصاب المسلمين محنة وألمت بهم إحنة,
فدماء المسلمين في واد وحكامنا الأجلاء في واد وإنا إليه وإنا إليه راجعون. يا أمة لم يعد لك والله إلا العودة إلى خالقك والتماس رضاه والعمل بما شرع بعدما سلك بك حكامك كل الطرق فلم يفلحوا وما كان منهم إلا ان اشتروا كراسيهم بدماء أبنائك. إن قتل المسلمين في غزة وسكوت العالم, ونظر الجميع نظرة المشاهد طامة كبرى, وأشد منها سكوت الجميع على إزاحة الشرع المطهر من حياة الأمة الذي لولاه ما هانت الأمة وما هانت معها الدماء والأعراض, فإنا لله وإنا إليه راجعون. إن تفرق المسلمين اليوم من أهم أسباب ضعفهم فمن أخص خصائص هذه الأمة أنها أمة واحدة، قال عز وجل: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [سورة المؤمنون: 52]. وإن مما ابتليت به وأضعف من سواعدها، وفت في عضدها، وأوهن قواها وأنهك طاقاتها؛ اختلافُها وتفرُّقُها وانقسامُ المسلمين إلى شيع وأحزاب كل حزب بما لديهم فرحون. إن اجتماع المسلمين ووحدة كلمتهم والتئام صفوفهم أصل عظيم من أصول الدين وقاعدة جليلة من قواعد الشريعة {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [سورة آل عمران: 103]. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ثم شبك بين أصابعه» [متفق عليه]. قال القرطبي رحمه الله: \"فواجب على الناس التعاون، فالعالم يعين بعلمه والغني بماله والشجاع بشجاعته في سبيل الله، وأن يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة، فالمؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم\". فواجب على جميع المسلمين التكاتف مع غزة وأهلها وعدم السكوت ومناصحة الحكام ومطالبتهم بالوقوف لله, والدفاع عن دماء المسلمين, وإلا فما وظيفتهم؟؟!! هل حكامنا كل واجبهم فقط مقابلات الوفود ومد الولائم والخوف على عروشهم, والجري وراء دنياهم, وبيع الأوطان إلا من رحم الله؟ يا أمة عليك بالتحرك لله وعلى كل منا القيام بواجبه بداية من إصلاح نفسه ومن حوله ودلالة الخلق على خالقه, ومرورا بنشر دين الله ووصولاً لنصر المسلمين في غزة وفي غيرها بالكلمة وبالتحرك للمطالبة بحتمية فك الحصار ومد يد العون الواجبة وبالتقدم للمساعدة الحقيقية كل بما يستطيع. فالحكام العرب للأسف يخلون من الرحمه والشفقة والنخوة والعطف والاحساس ,فقط يريدون ان يبقون على مناصبهم.