عصبية الام.. أسبابها وكيفية التعامل معها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تمرّ على الأم فترات تتصف فيها بالعصبية، وعلاج هذه المشكلة يتوقف حتما على معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الانفعال وهذه الحدة، فمعرفة الداء نصف الدواء .
وهذه الأسباب إما عضوية أو نفسية أو اجتماعية: فزيادة نسبة الثيروكسين المفرز من الغدة الدرقية يسبب المزاج الحاد والعصبية وطبعا هذا يتطلب استشارة الطبيب المختص.
أو تكون بسبب الضغط الذي تتعرض له الأم من كثرة الالتزامات والأعباء المنزلية . ربما لا يرى الزوج ذلك وربما لاتستطيع الام أن تبوح بها لأحد لأنها ستقابل بالاستنكار أو بالسخرية ، لذلك يجب أن يناقشها الزوج فى هذا الأمر بوضوح وصراحة ، ويساعدها في تنظيم الوقت وترتيب الأولويات وفي إنجاز هذه الالتزامات بشكل فعال .
وقد تكون العصبية بسبب مشكلات في علاقة الزوجة مع الزوج أو مع أسرتها أو أسرة الزوج، وبالطبع فى كل هذه الحالات يمكن أن تُناقش هذه الأمور مع الاستعداد لحلها و منح الزوجة الإحساس بأن كل مشكلة لابد لها من حل إذا تعاملنا معها بوضوح.
وقد يكون السبب أنها لم تستعد بعد لأن تكون أما وإذا بها تجد نفسها مسئولة عن ثلاثة أطفال ولا تعرف كيف تتصرف معهم وهذا يمكن علاجه بأن يوضح لها الزوج ( قولا وفعلا ) أن مسئولية التربية لا تقع على عاتق الأم وحدها بل هي مسئولية مشتركة.
وقد يكون السبب هو إحساسها بضياع عمرها وهي لاتنجز شيئا يذكر أو شيئا يرضيها ، وهذا إحساس ينتاب أكثر ما ينتاب النساء اللواتي حصلن على درجات علمية عالية أو اللواتي شغلن مناصب مرموقة وتنازلن عن ذلك كله من أجل تربية الأبناء. فإذا كانت من هؤلاء فعلى الزوج أن يوضح لها مدى أهمية تربية الأبناء، فهي من أشرف المهام إن لم تكن أشرفها على الإطلاق، بل يحاول أن يساعدها على الاستمتاع بأبنائهما، فهم زينة الحياة الدنيا ويجب تذكيرها بلطف كيف يمكن أن يكون الحال بدون هؤلاء الأطفال.
كما يمكنها ممارسة نشاطاتها أو دراستها إذا استطاعت أن توفق بين المهام المطلوبة منها، أما إذا لم تكن من هؤلاء النساء العاملات أو الدارسات وهي ربة بيت في الأصل فعلى الزوج أن يعينها على استغلال وقتها بشكل أفضل وأن يكون لها اهتمامات أخرى كالعمل في الميادين الخيرية ولا تكون كل اهتماماتها وتركيزها على الأولاد والبيت فقط .
وقد يكون السبب هو عدم شعورها بالأمن وإحساسها الدائم بالخوف والقلق وعدم الاستقرار، فالزواج أساسه السكينة والطمأنينة، فعلى الزوج أن يمنحها هذا الإحساس بل أن يعيشه معها.
وقد يكون السبب هو فقدها لاهتمام الزوج بها بعد إنجاب الأولاد.
ويجب أن يكون لكل واحد في الأسرة دوره كأن يحدد لكل واحد جزء من الأعمال المنزلية يتناسب وسنّه، فالطفل ذو الثلاث سنوات تكون مسئوليته وضع المناشف في أماكنها مثلا، والطفل ذو الأربع سنوات يمكنه ترتيب سريره وسرير أخيه الصغير، والابنة ذات الخمس سنوات يمكنها طي الملابس المغسولة وعمل طبق السلطة ومساعدة أمها في المطبخ ، وهذا يعلمهم أيضا الاعتماد على أنفسهم.
وعلى الزوجة كثيرة الغضب أن تشترك في بعض الأعمال الخيرية.
وعلى الزوج أن يوضح للأولاد مدى حب أمهم لهم ولكنها متعبة في الوقت الحالي وتتوقع منا أن نساعدها، ولذلك يجب علينا ألا نرهقها بمزيد من الطلبات ، فالأولاد سيفهمون ويقدرون إلى حد كبير ما يقول والدهم.
وعلى الزوج أن يحتوي الأولاد ويقوم بإيجاد علاقة جيدة محاولا إشراك الأم في ذلك عن طريق : التنزه معهم بصفة دورية وتنظيم بعض الرحلات ومحاولة إضفاء روح المرح قدر المستطاع، وبالطبع تشترك الأم في إعداد وتنفيذ هذه الرحلات، وعن طريق تخصيص وقت للعب معهم وإدارة حوار يتناسب وسنهم ويحاول الأب أن يشرك الأم في ذلك.
وأيضا عن طريق خروج الجميع للتسوق، وعن طريق تجاذب أطراف الحديث معهم أثناء تناول الطعام وتشترك الأم أيضا في ذلك.
ويمكن أن تحاول الابنة الكبرى أن تسري عن والدتها وأن تشتري لها بعض الهدايا وذلك بالطبع تحت إشراف الأب، ولا بد أن تعلم الأم بذلك، بل يحاول الأب أن يشتري لها من حين لآخر بعض الهدايا ويبدي اهتمامه بها.
إن اشتراك الأم في نشاطات الأولاد بقدر معين يجعلها قريبة منهم دون أن يكون عليها العبء الأكبر في تنظيم هذه الأمور وترتيبها، ورويدا رويدا ستجد الأم نفسها تشارك بطريقة تلقائية في الحياة الأسرية الطبيعية دون توتر أ،و عصبية.