اختى الفاضلة ابتهالات ..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مانوهتى عنه فهو من كرم أخلاقكم واليكم بيان المعلومة ومصدرها
بخصوص ظل الله يو م لاظل إلا ظله
ابين لكم ما قرأته فى كتاب شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين شرحه و أملاه فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وبيا ن ذلك لكم :
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله تعالى ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ))
متفق عليه(302) .
الشرح :
البكاء من خشية الله عز وجل ، يعني خوفاً منه وشوقاً إليه تبارك وتعالى ، وذلك أن البكاء له أسباب : تارة يكون الخوف ، وتارة يكون الألم ، وتارة يكون الشوق ، وغير ذلك من الأسباب التي يعرفها الناس .
ولكن البكاء من خشية الله إما خوفاً منه وإما شوقاً إليه تبارك وتعالى ، فإذا كان البكاء من معصية فعلهاالإنسان ؛ فهذا البكاء سببه الخوف من الله عز وجل ،وإذا كان عن طاعة فعلها ، كان هذا البكاء شوقاً إلى الله سبحانه وتعالى .
وقد نصت آية فيها الثناء على الذين يبكون من خشية الله وهي قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ) [الإسراء: 107] أي أوتوا العلم من قبل القرآن ، وهم أهل الكتاب ( إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ) [الإسراء: 107 ، 108] ، يعني إن وعد ربنا واقع لا محالة ، فإن هنا للتوكيد .
( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ) يعني عليها ، والمراد المبالغة في السجود ، حتى تكاد أذقانهم تضرب بالأرض من شدة المبالغة في سجودهم( وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) خشوعاً في القلب يظهر أثره وعلامته على الجوارح .
والآية الثانية قوله تعالى : ( أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ) [لنجم: 59 ، 60] ، وهذا ذم لهم أن يضحك الإنسان من القرآن ويعجب منه عجب استنكار وسخرية ولا يبكي منه ، والقرآن أعظم واعظ ، يعظ الله به القلوب ، لكنه إذا ورد على قلوب كالحجارة والعياذ بالله ؛ فإنها لا تلين ولكنها تزداد صلابة . نسأل الله العافية .
وقد نص حديث أبي هريرة المشهور
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) وذكر منهم : ((رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )) ذكر الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ، وأحكامه وآياته ، ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ، إما شوقاً إليه ، وإما خوفاً منه ، فهذا من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
والمراد بالظل هنا : ظل يخلقه الله عز وجل يوم القيامة يظلل فيه من شاء من عباده ، وليس المراد ظل نفسه جل وعلا ؛ لأن الله نور السموات والأرض ، ولا يمكن أن يكون الله ظلاً من الشمس ، فتكون الشمس فوقه وهو بينها وبين الخلق ، ومن فهم هذا الفهم فهو بليد أبلد من الحمار ؛ لأنه لا يمكن أن يكون الله عز وجل تحت شيء من مخلوقاته ، فهو العلي الأعلى ، ثم هو نور السموات والأرض .
وقال : (( يوم لا ظل إلا ظله )) ؛ لأننا في الدنيا نستظل بالبناء الذي نبنيه ، ونستظل بالأشجار التي تغرس ، ونستظل بسفوح الجبال ، وبالجدران ، وبغير ذلك ، نستظل بأشياء نحن نصنعها بأيدينا وبأشياء خلقها الله عز وجل .
المهم أن قوله (( يوم لا ظل إلا ظله )) أي : إلا الظل الذي يخلقه الله عز وجل ، يظل به من شاء من عباده . وهذا هو الشاهد .
قوله : (( ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )) فأنت يا أخي إذا ذكرت الله فاذكر ربك خالي القلب ، لا تفكر في شيء ، إن فكرت في شيء لم يحصل لك أن تبكي من خشية الله أو الشوق إليه ؛ لأنه لا يمكن أن يبكي الإنسان وقلبه مشغول بشيء آخر ، كيف تبكي شوقاً إلى الله وخوفاً منه وقلبك مشغول بغيره؟! ولهذاقال : ((ذكر الله خالياً ))يعني : خالي القلب مما سوى اللهعز وجل ، خالي الجسم أيضاً، ليس عنده أحد حتى يكون بكاؤه رياء وسمعه، فهو مخلص القلب ، فهذا أيضاً ممن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . أسأل الله أن يظلني وإياكم في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
تم بحمد الله شرح الحديث الرابع
إستماع الشرح للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
فضل البكاء من خشية الله وشوقا إليه