عشق الكلمة منذ نعومة أظافره ونشأ في الشرقية فأحبها وحمل لغتها على لسانه .. أنه الكاتب الصحفي الكبير ( إسماعيل النقيب ) ولذا ألتقينا به وأجرينا معه هذه المحاورة بمكتبه بجريدة أخبار اليوم .. وها هى التفاصيل :
_________
حوار :
أبراهيم خليل إبراهيم
________
* ...............................؟
إسماعيل منصور النقيب ، من مواليد الحادي عشر من شهر يونيو عام 1937 بالقنايات بمحافظة الشرقية .
* .............................؟
تعلمت في الكتاب و حفظت ( عم ) و ( تبارك ) و ( قد سمع ) و بعد ذلك ألتحقت بالمدرسة الإلزامية التي تحولت إلى الإبتدائية ولذا ألتحقت بمدرسة المعارف العمومية في عام 1949 والكائنة بجوار مدرسة المساعي المشكورة .
* ............................؟
والدى هو صاحب أشرف المهن لأنه يسير خلف المحراث .. فقد قال الإمام الغزالى : ( إن أشرف أنواع المهن أن تكون كاتبا أو طبيبا أو تسير خلف المحراث ) والفلاح المصرى شاطر وماهر وعارف مصلحته وأذكر أن الشيخ المنشد ( حواس ) حضر لإحياء ليلة بقريتنا فسهرنا وعندما جاءت مياه الرى أسرعنا فورا إلى الأرض الزراعية وروينا الأرض الزراعية
* ............................؟
بعد حصولي على الإبتدائية التحقت بمدرسة الزقازيق الثانوية وكنت رئيس تحرير مجلة المدرسة وخطيبها ايضا وكلمنجي و بطل اوليمبي في الكلام وكنت فاتح مكلمة في الدار .. وحصلت علي الثانوية عام 1957 و التحقت بكلية الاداب .. قسم الصحافة .. جامعة القاهرة و سكنت في العجوزة .
* ...........................؟
خلال دراستى عرض على أهلى الزواج ولكن رفضت لأننى مازلت أدرس وعندما ألحوا فى طلبهم حاولت الأعتذار بصورة جميلة فقلت لأهلى : هذه البنت لايصح أن أتزوج منها لأنها أختى فى الرضاعة ؟
فقالوا : انت كذاب ..
فقلت لهم : أنا وهى نشرب من لبن جاموسة واحدة .
* ...........................؟
بعد حصولي على ليسانس الآداب ألتحقت للعمل بجريدة أخبار اليوم وعملت محررا صحفيا في صفحة الأدب ثم بالشئون العربية ثم مندوبا لد ى وزارة الخارجية ثم توليت رئاسة القسم العربي و الدبلوماسي فنائبا لرئيس التحرير .
*..........................؟
من خلال عملي العربي و الدبلوماسي سافرت إلى جميع دول العالم بلا أستثناء عدا أستراليا كما حضرت كل المؤتمرات الدولية و مؤتمرات القمم العربية و الإسلامية و الأفريقية وعدم الأنحياز في كل العواصم متابعا للقضايا العربية من شمال العالم إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ، كما حضرت إجتماعات لجنة القدس حيث ذهبت مع الملك ( الحسن ) لمقابلة الرئيس الأمريكي ( ريجان ) .
* ........................؟
كتبت ( يوميات الاخبار ) وكان عمري وقتها لم يكمل الثلاثين سنة و بهذا كنت اصغر من يكتب اليوميات فقد كان يكتبها كبار الكتاب .. عباس محمود العقاد و مصطفي امين و علي امين و محمد التابعي و انيس منصور .
* .......................؟
أكتب ( كلمة اليوم ) وهى المقال السياسي الأفتتاحي للجريدة فتكتب بلا توقيع لأن جميع المقالات الأفتتاحية في جميع صحف العالم تكتب بدون توقيع و يكتبها رئيس التحرير أو من يختاره شريطة أن يكون ملما بالسياسة لأن ( كلمة اليوم ) تعبر عن وجهة نظر الجريدة و سياسية الوطن .. وعملي بالأدب أفادني كثيرا لأنه اعطاني أطلالة على آداب العالم و ثقافاته و تاريخه وجغرافيته .
* .......................؟
اليوميات تختلف عن المقالات .. فالمقالات تأخذ الطابع المباشر أما اليوميات فهي ذات طابع خاص وخواطر ذاتية ووجدانية .
* ......................؟
نظرية الكتابة هى في الاصل ممارسة التعبير بقصد التأثير من أجل التغيير .. فالكتابة هى كاتب و قارئ، و القارئ هو الكاتب الثاني للمقال فإذا لم أجد من يقرأني فإنني كأنما أصرخ وحدي في آبارق قديمة لا يسمعني فيها أحد .
* ......................؟
الكاتب لا بد أن يكون ملما بالأدب و الشعر و الثقافة و التاريخ لأن الإنسان ابن التاريخ و الكائن الشرعي لماضيه أما المستقبل فهو غيب لا يعلمه سوى الله تعالى .. فلا بد من دراسة التاريخ لمعرفة الحاضر و إذا أمكن معرفة المستقبل تخطيطا .
و الكاتب السياسي لا بد أن يكون دارسا للأقتصاد فالأقتصاد عامل مؤثر في أتخاذ القرار السياسي و في نفس الوقت التوجه الأقتصادي هو قرار سياسي .
* ........................؟
مؤلفاتي كثيرة و متعددة ومنها على سبيل المثال : في شارع الأيام - الحب و الكلمات - إلى مجهولة العنوان - قراءة الأشواق في عيون العشاق - مع الظرفاء - كلام و السلام - ليالي قصر الكلاملك - صدام وسماسرة الكلام -رواية الحب في الزمن الخطأ - غشيم في دنيا الحريم .. مجموعة قصص .
* .......................؟
فى شارع الأيام .. هى أيامى فمن أهدانى وردة وجعلت الناس يتنسمون عطرها فقد نجحت ومن جعلنى أسمع الدنيا أنينى للوجع فقد نجحت أيضا.
مجهولة العنوان .. هى كل أنسانة أثرت بداخلى وجعلتنى أكتب عنها.
* ........................؟
حرب أكتوبر 1973 هى حرب الشرف فأكتوبر شرفنا .. و الرئيس السادات شرفنا .. والفرق بين الرئيس السادات و والرئيس جمال عبد الناصر أن عبد الناصر كان يريد أن يكون زعيم الأمة العربية أما الرئيس السادات فكان يريد أن يكون رئيس مصر فقط ولذلك كان يقول ( أنا كبير العائلة المصرية )
*..........................؟
الرئيس محمد نجيب .. تآمروا عليه .
الزعيم أحمد عرابي .. زعيم كبير و ثورته كانت تحمل كل المضامين الجميلة .. وقد ظلمته الثورة .
* ..........................؟
أنا دوما مشغولا بالحب .. فالحب ريح ونداء .. وعندما لم أتمكن من حمل قريتى معى حبا إلى المدينة حملتها على لسانى لأنها الحب الذى لايغيب داخل كيانى بدليل أننى لم أهجر لغتها وتقاليدها .. والقرية كانت حنونة على فى طفولتى وأهلها كرام فأنا كنت آخر العنقود ومحل حفاوة البيت كله ولذلك عشقت قريتى .
كل رجل بداخله الطفولة ومساحة أخضرار وبراءة .. والمثل الشعبى يقول ( الولد تبع الحنيه ) والقرية القديمة أستدعيها حنينا رومانسبا ولكنها واقعيا فى هذا العصر تختلف عن الماضى .
*......................؟
أستمع إلى أم كلثوم و فيروز و عبد الحليم حافظ ، وقد عبر عبد الحليم حافظ عن جيلي مثلما عبرت أم كلثوم عن حبى ، و قد استمعت إلى أغنية ( قارئة الفنجان ) وأنا في بلجيكا .
أحب من الشعراء نزار قباني وكامل الشناوي و أحمد شوقي وشعراء الشام و العراق فالشعر يولد في العراق ويعيش في دمشق ويموت في مصر .
وأحب التابعي عندما يتحدث عن السياسة ، و مصطفى أمبن صاحب المدرسة الصحفية الحديثة ، و علي أمين في أفكاره ، واحمد بهاء الدين في كلامه عن الإسرائيليات ، وعباس محمود العقاد في عبقرياته و كتبه الفكرية .
*..................؟
أستمع إلى راديو لندن لمتابعة أخبار العالم وكل ما يحدث ، و الإذاعة هي فن المستمع الكريم وقد أستمعنا منها إلى قراء القرآن الكريم و عمالقة الطرب .
*......................؟
القنايات : الحب الأول
الشرقية .. الموطن الأصلي
الشباب : المراحل العمرية و الكلام عنها كلاما وهميا مثل خطوط الطول و العرض وفطرة الإنسان أن يولد رضيعا فطفلا فصبيا فشابا فرجلا فكهلا فعجوزا و كلنا نتسلل إلى هذه المراحل دون أن نشعر .
الرجولة : سن النضج وتأتي إلينا ولا نذهب إليها .. و قوامة الرجل على المرأة بما ينفقه لأن للرجولة و القوامة الكثير من المعايير .
المال : في خدمتي ولست في خدمته .
القلم : أقسم الله تعالى بالقلم .. ولا كلام بعد كلام الله تعالى .
الكلمة : في البدء كانت الكلمة
أخبار اليوم : وطني ووالدي ووالدتي و قريتي وقد كانت سببا في شهرتي وولائي المطلق لها .
الأماني : لا سقف لها و العمر محدود وكلما تتحقق أمنية تولد أماني أخرى .
الجمال : نسبي وقد نرى الجمال وسط القبح .. وكان : ( عيسى بن مريم ) عليه السلام يسير مع حوارييه فشاهدوا كلبا نافقا في الطريق فقال أحدهم : رائحة كريهه .. وهنا قال ( عيسى بن مريم ) : ولكن أسنانه جميلة .. وهنا قد أشار إلى الجمال وسط القبح و النتن .
والشاعر إيليا أبو ماضي قال : كن جميلا .. ترى الوجود جميلا
المرأة : عشق
*.......................؟
أقرب الأصدقاء إلى قلبي .. الكاتب الصحفي ( عبده مباشر ) نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام .
*......................؟
لا أحب البخل ولا أبخل في أي شئ وعواطفي تجري كالريح المرسلة ، وأحب الليل جدا وأعشق السفر و الجمال ، وأكره الحزن .
*......................؟
الحب يأتي من العين أولا لأننى أحببت عندما رأيت .
*............................؟
بذاكرتى قول الشاعر :
أجعل بربك كل عزك يستقر و يثبت ُ.
فإن أعتززت بمن يموت
فإن عزك ميت ُ .
*.........................؟
رزقني الله ببنتين الأولى حاصلة على ليسانس آداب ( لغة إنجليزية ) و الثانية مثلها .
*............................؟
أنا عضو في المجالس القومية المتخصصة ، وإتحاد الإذاعة و التليفزيون ، وألقي محاضرات في الإعلام و السياسة في الجامعات المصرية .. و هذا نتاج و حصيلة ما قرأته و أستوعبته و تمثلته .
*.............................؟
معى العشق و الطعام و اللحمة ولي مقولة شهيرة في اللحمة وهي ( سيدة الطعام الأولى ) وعندما تأتي أزف لها النشيد الوطني .
*...........................؟
من المواقف المؤثرة أنه ذات يوم حضرت إلى مكتبي طبيبة مطلقة حيث تركها زوجها مع طفلته الرضيعة التي تبلغ من العمر 7 شهور و كان يعطيها النفقة ولا يسأل عنهما وكبرت هذه البنت حتي وصلت إلى 10 سنوات وكان عند هذه البنت قطة في البيت وكانت تناجيها : يا قطة أنت إليك ماما وأنا لي ماما ولكن ليس لك بابا مثلي يسأل عنك .. وهنا عقوق الآباء .
___________
أجرى الكاتب ( إبراهيم خليل إبراهيم ) هذه المحاورة مع الكاتب الصحفى ( إسماعيل النقيب ) بمكتبه بجريدة أخبار اليوم يوم الأحد .. التاسع من شهر أغسطس 1998 ونشرت هذه المحاورة فى مجلة ( صوت الشرقية )