الأبيات والأسطر الشعرية التى تفيض حكمة وموعظة تبقى بقاء الإنسانية وترددها الأجيال عبر العصور ، ومن خلال قصائد ودواوين شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى نجد العديد من الأبيات والأسطر التى تفيض حكمة وموعظة ، وتدل على عمق تجربة شاعرنا واكتمالها فها هو يقول :
إن الطيور إذا قُدت جوانحها
وشاءت الطيران استعرض الكتفُ
وهذا يذكرنا بما قاله " أبو القاسم الشابى " الشاعر التونسى الكبير :
إذا الشــعبُ يوما أراد الحياة
فلابــد أن يســـتجيبَ القدرْ
ولابد لليـــل أن ينجلــــــــــى
ولابد للقيد أن ينكســــــرْ
ويقول فى قصيدة بعنوان "عودة لبنان" :
إن القــوىَّ إذا تَعثرَ خُطوةُُ
فرد الشراع وسابق الأزمانا
وفى قصيدة بعنوان " تداعيات من زمن الصهيل" يقول أيضاً :
لملم همـــــومك وانطلقْ
إن الحيـــاةَ لمـــــن أرادْ
وفى نص بالعامية المصرية بعنوان " الجيل الجديد " يقول مخاطبا الأجيال الجديدة من الشباب :
أوعــى تضف يــوم وتســــلم
مهـــــما صـــــادفــك مــــن آلام
كافح واتعب واخسر واكسب
إيـــاك تيــــــأس يوم وتنام
ويقول فى ذات النص :
خلى مبادئك نور فى طريقك
خلى إيــمانك هوّ صديـــــقك
ويقول فى قصيدة بعنوان " لكن نور الله باق" :
الله يحفـــظ ديـــــــــنهُ
والله يحمى من حمــــــاه
وفى قصيدة بعنوان " همسة فى يوم العيد " يقول شاعرنا:
العــــز كـــل العـــز من إســـــــلامنا
والفــوز كـــل الفـــوز فـى الإقدام
والدين – دين الله نحـــــن عبـاده
سيان من فى الهند أوفى الشــام
وفى قصيدة أخرى بعنوان " يارب ثبتنا على الإيمان " يقول شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى:
من للغريـــب إذا تعتَّم دربــــــــــــه
أنت الضياء إذا الطريق عصانى ؟
والرجوع إلى الحق فضيلة ، والعز فى لقاء الله تعالى ، وحول ذلك يقول شاعرنا مناجياً رب العزة :
إن الرجــــوع إلى الحقيقة عزةُُ
والعِز كل العِز أن تلقــانى
وعن القرآن الكريم معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودستور المسلمين .. يقول شاعرنا :
إن الطريق بغير حرفــــــــــك ظُلمةُُ
والعمر وهم – لا محالة – والــدروب
ويقول عن سيرة " أبو بكر الصديق " رضى الله عنه الخالدة خلود التاريخ :
خُطـــــاك يا أيـــها الصديـــــــق باقية
وكيف تُمحى خطى بالفكــــر تلتصقُ
وفى قصيدة أخرى بعنوان " يا نفس" يقول عن الدار الآخرة :
فالدار ليســــت للبقاء وإنما
هى دار غرسٍ وانتظار حصود
والسعادة كل السعادة فى حسن العمل فلا فلاح لمن طال أمـده وساء عمله ، وحول هذا المعنى يقول شاعرنا :
يا رب عفواً على عمرٍ مضــــى هـــــــدراً
ما أضيع العمر إن لم يُحسن العمل
ويقول فى قصيدة بعنوان " فرسان الشعر لا يعرفون السقوط " :
أُمـاه ....
لو جاز الأخذ لمثلى
هل يصبح يوما / فارس شعر ؟
هل تصهل منه / خيول الشعر
والشعر / إباء / وحياء
وخلود فوق حدود العمر
وقد يغيب الإنسان جسداً ولكن يبقى عملاً وسيرة ، وحول هذا المعنى يقول فى قصيدة بعنوان " صمت القصيد عليك حزناً " فى رثاء الشاعر الكبير " فتحى سعيد " :
فى البُعد مثل القُرب أنت مُعلم
تثرى المشاعر والقلوب وتلهم
ويقول أيضا :
لا تحسبن الزهــــــــر يوما يعقمُ
فالعود يفنى والأريج يبرعمُ
ويقول فى قصيدة بعنوان " إنما الأمر اختبار" :
كل غصن مات غـــدراً
جِــذره فى الأرض قائمْ
كل عرض ضاع غصباً
ثأره للنصر حاســــــم
والحياء شعبة من شعب الإيمان ، وجمال لمن يتحلى به .. فوردة الحياء لا تضارعها ورود أخرى ، وفى هذا المعنى يقول شاعرنا :
إن الحيــــاء له أريج فى المــــــدى
كالزهر إن نفث الأريج وصـــدَّرهْ
وهنا استدعت ذاكرتنا توصية الشاعر الكبير على الجارم لابنته بالتحلى بكريم الصفات :
يا بنتى إن أردتِ آية حسن
وجمالاً يزين جسماً وعقلا
فانبذى عادة التبرج نبذا
فجمال النفوس أسمى وأغلى
يصنع الصانعون ورداً ولكن
وردة الروض لا تضارع شكلا
وهنا نجد التماس بين شاعرينا فى تأكيد قيم الجمال الأخلاقى المنبعث من الفطرة الطيبة للإنسان والإنسانية فى آن واحد .
وفى لقاء الأحبة أعياد .. وفى هذا المعنى يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان " إشراقة العيد " :
اليوم عيد – وفى لقيـــــاك أعيادُ
ورعشة القلب والكفين ميعادُ