ولد الشيخ (عامر السيد عثمان ) بقرية ملامس التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1900م .
حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ ( عطية سلامة ) وعمره لم يتجاوز العاشرة .
تعلم قراءة ( نافع ) على يد الشيخ ( محمد السعودى ) فى المسجد الأحمدى بطنطا .
اتجه الشيخ (عامر السيد عثمان ) إلى القاهرة للالتحاق بالأزهر الشريف .
على يد الشيخ ( إبراهيم مرسى ) تعلم القراءات العشر الصغرى ، وعلى يدي الشيخين ( عبد الرحمن سبيع – همام قطب ) تعلم القراءات الكبرى .
واكب وصول الشيخ (عامر السيد عثمان ) للقاهرة اشتعال ثورة 1919م بقيادة الزعيم الوطنى ( سعد زغلول ) فأسرع بكتابة اللافتات المؤيدة للثورة وعلقها مع رفاقه فى الساحات والميادين العامة .
فى عام 1935م انضم لحلقات العلم بالجامع الأزهر ، وظهرت عبقريته وذاعت شهرته فاستعان به شيخ المقارئ المصرية ( محمد على الضباع ) فى تحقيقات القراءات العشر الكبرى ، وشارك فى مراجعة وتصحيح الكثير من نسخ المصحف الشريف .
أتقن علم الموسيقى وعندما انشئ معهد القراءات بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر كان فى مقدمة الأساتذة الذين قاموا بالتدريس للطلاب وتخرج على يديه الكثير من الطلاب الذين حفظوا القرآن الكريم .
فى عام 1963م خصصت الحكومة المصرية إذاعة خاصة للقرآن الكريم تعد الأولى من نوعها وقتئذٍ على مستوى العرب والإسلام ، ووضعت هذه الإذاعة خطة لتسجيل القرآن الكريم بصوت مشاهير القراء ، وتم تكليف الشيخ (عامر السيد عثمان ) بالإشراف على التسجيلات ، وبالفعل برع فى ذلك وخاصة بعد إصابته بمرض فى حنجرته عام 1935م .
اختير عضواً فى لجنة اختيار القراء ، وذات مرة طلب منه وزير الأوقاف إنجاح أحد القراء فى الاختبارات التى تجرى لاختيار مجموعة من القراء للسفر لإحدى الدول الشقيقة ، وأثناء الاختبار كان ذلك القارئ يتلاعب فى طريقة التلاوة وكلما سأله الشيخ (عامر ) يتلعثم نظراً لحفظه القليل من سور القرآن الكريم ، وهنا قال له الشيخ ( عامر ) : أنت لا تحفظ القرآن ولا يليق أن تمثل مصر فى أى قطر أو بلد ، ومن غشنا فليس منا .. ثم أصر على رسوبه .
فى عام 1947م تولى الشيخ (عامر السيد عثمان ) مشيخة مقرأة الإمام ( الشافعى ) رضى الله عنه ، وكان لا يسمح للقراء بالتلاعب فى الأحكام ، ومن الأصوات التى أعجب بها الشيخ ( عامر ) .. صوت الشيخ (عبد الفتاح الشعشاعى ) وصوت الشيخ ( مصطفى إسماعيل ) وقال عنه : إن خامة صوته تشبه خامة صوت الشيخ ( يوسف المنيلاوى ) وأخذ على الشيخ ( محمد رفعت ) وقوفه فى غير محل الوقف عندما كان يقرأ قول الله تعالى : ( ثم جئت على قدر يا موسى ) .
قام الشيخ (عامر السيد عثمان ) بتحقيق فتح القدير فى شرح تنقيح الحرير ، وتنقيح فتح الكريم فى تحرير أوجه القرآن العظيم ، ولطائف الإشارات فى علم القراءات بالإضافة إلى العديد من المخطوطات التى تزخر بها دار الكتب المصرية ومكتبة الأزهر .
تتلمذ على يديه نخبة من السيدات اللاتى قرأن القرآن الكريم ومنهن مفيدة عبد الرحمن ، وسميحة أيوب ، والدكتورة الأمريكية كريستينا التى حضرت إلى مصر عام 1969م لتحفظ القرآن الكريم بطريقة سليمة .
بعد وفاة زوجة الشيخ (عامر السيد عثمان ) أمر الدكتور ( إبراهيم بدران ) بتخصيص أحد أجنحة مستشفاه للشيخ الجليل مع تخصيص سيارة تنقله إلى حيثما يشاء ، ووفر له أيضا من يقوم على خدمته ويسهر على راحته ، وذلك تكريما للشيخ الجليل ، واستمر على هذا الأمر على مدار 48 شهراً ، وفى عام 1982م تولى مشيخة عموم المقارئ المصرية ، وفى عام 1985م سافر إلى المملكة العربية السعودية مستشاراً لمجمع جلالة الملك ( فهد ) لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة .
فى العشرين من شهر مايو عام 1988م فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها بعد إصابته بهبوط فى القلب ، ومكث بالمستشفى لمدة 96 ساعة ، وصلى عليه مائة ألف مسلم ، وتوارى جثمانه بالبقيع بالمملكة العربية السعودية ، وتم تكريم الشيخ الجليل بوسام الامتياز
______
كتاب : أصوات من السماء
للكاتب : إبراهيم خليل إبراهيم
رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق
القومية المصرية 10948/2006