من الأصوات التى تركت بصمة خالدة فى عالم القراءة والتلاوة الشيخ ( أبو العينين شعيشع ) .
ولد الشيخ ( أبو العينين شعيشع ) بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ فى عام 1922م ، والتحق بالمدرسة الابتدائية وعندما وصل إلى الصف الرابع تحول إلى المرحلة الإلزامية ، والتحق بالكتاب فى الثانية عشره من عمره ، وحفظ القرآن الكريم فى سنتين فقط .
خلال دراسته كان ينتدب لتلاوة القرآن الكريم فى المناسبات الدينية ، وذات مرة سمعه شيخ الكتاب ( يوسف شتا ) فتنبأ له بمستقبل باهر فى تلاوة القرآن الكريم .
فى عام 1936م دعته المنصورة لإحياء ذكرى الشهداء الأبرار الذين استشهدوا فى تلك الفترة ، وبعد أن انتهى من القراءة حملوه الناس على الأعناق تقديرا لحلاوة صوته وبراعته فى القراءة .
فى عام 1939م قرأ فى سرادق عزاء العالم الجليل الشيخ (الخضرى ) وبعد أن استمع إليه الشاعر الشيخ ( عبد الله عفيفى ) طلب منه الذهاب معه إلى الإذاعة ، وبالفعل ذهب معه وتقابل مع الإذاعى ( سعيد لطفى ) مدير الإذاعة الذى حدد له موعداً للتقدم أمام لجنة الامتحان ، وفى الموعد المحدد تقدم للجنة التى ضمت الشيخ (إبراهيم مصطفى ) عميد كلية دار العلوم ، والأستاذ ( مصطفى رضا ) مدير معهد الموسيقى العربية ، والشيخ ( المغربى ) واجتاز الامتحان ، وتعاقدت معه الإذاعة ليكون أصغر قارئ للقرآن الكريم .. حيث لم يتجاوز عمره وقتئذٍ السابعة عشر .
فى عام 1940م سافر إلى فلسطين بدعوى من إذاعة الشرق الأدنى ، ومكث بها ثلاثة شهور ، وقرأ قرآن الجمعة فى المسجد الأقصى وقامت إذاعة القدس بالتعاون مع إذاعة الشرق الأدنى بنقل صلاة الجمعة على الهواء مباشرة ، وبذلك يعد أول قارئ للقرآن يسافر إلى الدول العربية وأيضاً هذه هى أول مرة يغادر فيها الشيخ ( أبو العينين شعيشع ) مصر ، ومن هذه الرحلة نذكر .. إنه عندما وصل إلى فلسطين سحب جواز سفره نظراً لخضوع إذاعة الشرق للإنجليز ، وهنا قرر الشيخ ( أبو العينين شعيشع ) العودة إلى مصر فذهب إلى صديقه ( يوسف بك باميه ) كبير الأعيان بفلسطين ووثيق الصلة بإدارة الإذاعة ، وأخبره بما حدث فذهب إلى الجهات المعنية وأحضر جواز سفر الشيخ ( أبو العينين شعيشع ) وفى الصباح سافر عن طريق القطار إلى مصر ، وفور وصوله استمع لإذاعة الشرق الأدنى فإذا بالمذيع يقول : ( نحن فى انتظار القارئ الكبير فضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع ) وعندما علم مستر ( مارساك ) مدير الإذاعة بسفره حضر إلى مصر وألح عليه بالعودة إلى فلسطين فاستجاب له .
فى عام 1942م قام الشيخ الجليل بقراءة القرآن الكريم بقصر عابدين طوال شهر رمضان ، وقرر الملك ( فاروق ) منحه وساماً ، وفى الليلة المحددة لتسليم الوسام إذا بالملك ( فاروق ) يمنح الأنسة (أم كلثوم ) الوسام بدلاً من الشيخ ( أبو العينين شعيشع ) .
فى عام 1948م انتقل مقر إذاعة الشرق الأدنى من فلسطين إلى قبرص وقام ( السيد بدير ) بالاتصال بالشيخ (أبو العينين شعيشع) وطلب منه التسجيل لإذاعة الشرق الأدنى فاستجاب له .
فى أوائل الخمسينيات سجل القرآن الكريم على اسطوانات ، وبذلك يعد من أوائل الذين قاموا بتسجيل القرآن الكريم على اسطوانات .
زار الشيخ الجليل العديد من الدول ومنحته سوريا وسام الاستحقاق ، والعراق وسام الرافدين ، ولبنان وسام الأرز ، بالإضافة إلى أوسمة من المملكة الأردنية الهاشمية ، والصومال ، وباريس ، وتركيا وسافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة من الشيخ ( زايد بن سلطان آل نهيان ) لقراءة القرآن الكريم ، وقام بترتيل القرآن الكريم عشر سنوات متتالية فى شهر رمضان ، كما قرأ فى سرادق عزاء جلالة الملك ( فيصل ابن عبد العزيز ) عاهل المملكة العربية السعودية .
كتبت عنه الصحف العربية والأسيوية والأجنبية ووصفته بأنه ( أعظم صوت ) ، تولى الشيخ ( أبو العينين شعيشع ) رئاسة المركز الدولى للقرآن الكريم بالقاهرة ، ووكيلا لنقابة القراء .
فى الاحتفال بليلة القدر منحه الرئيس ( محمد حسنى مبارك) وسام الامتياز من الدرجة الأولى
_______
مقال للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم
بجريدة الأهرام المسائي 10/11/2004
رمضان 1425 هـ
أصوات من السماء
للكاتب : إبراهيم خليل إبراهيم
رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق
القومية المصرية 10948/2006