ولد الشيخ ( عبد الباسط محمد عبد الصمد ) فى الأول من شهر يناير عام 1927م الموافق لعام 1346 هـــــــ بقرية المراعزة مركز أرمنت بمحافظة قنا بجنوب الصعيد فى بيت علم ودين فجده كان حافظا ومفسرا للقرآن الكريم .. ووالده صاحب حنجرة جميلة فى حفظ وتلاوة كتاب الله تعالى
فى السابعة من عمره بدأ يحفظ القرآن مع اخويه ( محمود _ عبد الحميد ) حفظ القرآن فى الكتاب على يد الشيخ ( محمد الأمير ) بأرمنت الوابورات وأتم حفظه كاملا وعمره لم يتجاوز العاشرة .
تعلم القراءات السبع فى الجمعية الأزهرية بقرية اصفوان المطاعنة على يد الشيخ محمد سليم المنشاوى كما تعلم فى طنطا على يد الشيخ ( محمد سليمان حمادة ) وشجعه الشيخ ( سعودى ) على القراءة فى الحفلات .
حصل الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد على الاجازة العالمية وعمره ( 13 ) سنة وعندما سمعه الشيخ أبو الوفا الشرقاوى أنهمرت دموعه وقال ( إن صوت هذا الصبى يحيى فى روح التصوف .. إن من لايشعر بشجن الشيخ عبد الباسط ليست لديه عواطف ايمانية ) وإذا ضاقت صدور أهل قريته كانوا يقولون : لن يذهب الهم ولن ينكشف الغم إلا بصوت عبد الباسط وهو يقرأ علينا القرآن
فى الأربعينيات ذاعت شهرته ، وتلقى دعوات كثيرة لقراءة القرآن الكريم فى الجيزة ، وأسيوط ، وسوهاج ، وقنا ، والكثير من المحافظات وعمره لم يتجاوز الخامسة عشرة .
فى عام 1950م حضر مولد السيدة ( زينب ) رضى الله عنها ، وتصادف وجود الإذاعة وقدمه المذيع بقوله : " قارئ من صعيد مصر " وتجاوب معه جمهور المستمعين ، وظل يقرأ لمدة ساعة كاملة ، وفى اليوم التالى تم دعوته للقراءة وفى ذلك اليوم قال له الأستاذ ( محمد البنا ) وكيل وزارة الشئون الدينية : " لابد أن تتقدم للإذاعة " وبالفعل تقدم إليها واجازة اللجنة صوته دون اختبار وتم أعتماده قارئا بالإذاعة عام 1951 ، وقرأ أول قراءة بعد اعتماده بالإذاعة وكانت على الهواء مباشرة .
استقر الشيخ ( عبد الباسط عبد الصمد ) بالقاهرة وأقام بفندق ( الشرق ) المجاور لمسجد السيدة ( زينب ) رضى الله عنها ثم انتقل إلى حى السيدة زينب واستقر فى المهندسين ، فى عام 1951م قرأ فى مسجد بورسعيد بمناسبة افتتاحه بحضور الملك ( فاروق ) وفى نفس العام ذهب بصحبة والده لأداء فريضة الحج وقرأ القرآن فى الحرم المكى والمسجد النبوى ، وأطلق عليه (صوت مكة ) وخلال تواجده بالمملكة العربية السعودية طلب منه ( إبراهيم الشورى ) مدير إذاعة جدة تسجيل القرآن الكريم للإذاعة ، ويعد هذا هو أول تسجيل له بالإذاعة ، وعندما قرأ أمام جلالة الملك ( سعود ) أعجب بقراءته وأهداه ساعة قيمة كما قرأ فى الحرمين المكى والمدنى ، والمسجد الأقصى ، والحرم الإبراهيمى .
وعندما احتفلت العراق لأول مرة بمولد رسول الله دعاه الرئيس العراقى الأسبق ( عبد السلام عارف ) لإحياء ليالى شهر رمضان بالعراق ، و طلب جلالة الملك الحسن ملك المملكة المغربية من الشيخ عبد الباسط ان يأتى بأسرته ويقيم فى المملكة المغربية اقامه دائمه ليقرأ له منفردا على أن يعطيه اجره ذهبا فرفض الشيخ عبد الباسط عبد الباسط لشده نظرا لارتباطه بمصر .
ويعد الشيخ ( عبد الباسط عبد الصمد ) أول من قرأ القرآن فى مدينة درين ، كما قرأ فى 14 ولاية أمريكية من ولاياتها الخمسين ، وحضر المولد النبوى فى ولاية لوس أنجليوس ، والتقى مع جلالة الملك ( فيصل ابن عبد العزيز ) فى المركز الإسلامى بواشنطن فأهداه جلالة الملك هدية قيمة ، كما زار ماليزيا ، وباكستان ، وأوغندا ، ونيجيريا ، والصومال ، والهند بصحبة شيخ الأزهر الأسبق ( عبد الحليم محمود ) ، وزار دولة المالاديف بصحبة شيخ الأزهر الأسبق ( جاد الحق ) ، وخلال طريقه إلى جنوب أفريقيا مكث ليلة فى استراحة أحد الفنادق ، وفى المطار اكتشف عدم وجود جواز سفره وقبل إقلاع الطائرة بقليل حضر أحد الأشخاص إلى جوهانسبرج وقدم جواز السفر إليه .
وعندما ذهب الشيخ عبد الباسط عبد الصمد إلى العاصمه الأندونسية جاكرتا ليحى إحدى د الليالى هناك فوجى بعدد كبير من العاشقين لصوته الملائكى بصوره لم يشهدها من قبل لدرجه أن اأكبر الميادين فى العاصمه اكتظت بأكثر من 250الف شخص وعندما فرغ من القراءه لم يستطع المرور من صفوف المحبين لمكان اقامته فأحضر له الرئيس الاندونيسى طائرته الخاصه نقلته من مكان الاحتفال الى القصر الجمهورى فدعاه على عشاء فخم وقلده بعدها ارفع الاوسمه تقديرا لدوره فى توحيد المسلمين خلف صوته الشجى الذى لم ولن يتكرر
حصل الشيخ ( عبد الباسط عبد الصمد ) على العديد من الأوسمة والنياشين من الدول التى زارها فقد منحته سوريا وسامين ، وآخر من لبنان ، والسنغال ، وماليزيا كما منحته باكستان وسام العلماء .
أطلقت الصحف على الشيخ ( عبد الباسط عبد الصمد ) لقب (مارلون براند الشرق ) نظراً لوسامته وأناقته وصوته الجميل .
فى عام 1967 تعرض لالآم مبرحة فى المعدة وأستأصل الزائدة الدودية كما أجرى عدة جراحات أخرى
قرأ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد فى تأبين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس محمد أنور السادات
تزوج الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد من ابنة عمه ورزقهما الله بسبعة ذكور واربع بنات
فى عام 1986 تعرض لحادث سيارة كانت تقله إلى مدينة اسنا بقنا وبعد عامين شعر بإجهاد شديد فنصحه الأطباء بالسفر إلى لندن لاجراء الفحوصات الطبية اللازمة والتى أثبتت اصابته بالكبد نتيجة البلهارسيا وعاد إلى الوطن
فى الثلاثين من شهر نوفمبر عام 1988م انتقل الشيخ ( عبد الباسط عبد الصمد ) إلى رحمة الله تعالى .
________
كتاب : أصوات من السماء
للكاتب : إبراهيم خليل إبراهيم
رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق
القومية المصرية 10948/2006