الحوار
الميت
إن الحب الذي يبدأ مع
الزواج لا يكاد يمر عليه سنوات, أو ينتصف معه العام, حتى يبدو وكأنه
شمعة انتهت صلاحيتها وآن
الأوان لأن يخبو نورها, ويحل مكانه الحوار الميت, والملل والروتين
الزوجي الذي يتهدد معه حصن
الأسرة وسعادة الزوجين.
إن هذه المشكلة التي تحدث بين الزوجين بعد مرور سنوات على الزواج أو
بعد الأربعين عمومًا لا
يجب أن ننظر إليها على أنها ظاهرة؛ بل هي حدثٌ عارضٌ سرعان ما يختفي،
فالزوج في هذا السن
يحتاج
إلى رعاية خاصة من زوجته.
سبب الملل
إننا نرى أنَّ تسرُّب الملل إلى الحياة الزوجية يعود بالدرجة الأولى
إلى الزوجة, التي ما إن تنجب
الأطفال وتزداد المسئوليات حتى تنصرف عن زوجها، وعن مشاركته أفراحه
وأتراحه؛ ليكون في
المرتبة
الثانية أو الثالثة في حياتها، فيبدأ- لتعويض هذا الجزء الكبير من الحب الذي فقده-
بالاتجاه
إلى أصدقائه أو
إلى أوراقه ومكتبه وكتبه؛ ليجد نفسه التي يفقدها, وربما فكَّر كثيرًا في الزواج حتى
يعوض هذا الحب مع امرأة
أخرى تمنحه الحب والاهتمام, ويكون هو الأول في حياتها.
فالمرأة إذًا هي الوحيدة التي تستطيع علاج هذا الملل في
حياته، فتشارك زوجها اهتماماته
وهواياته، ولا تؤثر مسئوليات الأبناء على منحه حقه من الحب والسعادة
التي كان ينالها أول عهده
بها.
ساعة مصارحة
يقول الدكتور أحمد فكري: "من المهم تخصيص ساعة مصارحة في الأسبوع
يتصارح فيها كلا
الزوجين،
ويتحدثان لبعضهما عما يشعر كل طرف منهما تجاه الآخر، وذلك حتى يتخلصا من كمِّ
المشاحنات
الداخلية.
نصائح مهمة
1- لا تكوني متسلطة في
طلباتك التي لا تنقطع بمكوث زوجك معك بأن يعطيك المزيد من وقته، نعم
أنت تحبينه وتريدين قربه؛
ولكن يجب أن يكون ذلك في حدود طاقته، وأن تراعي ظروف عمله؛ لأنه
إن قصَّر في عمله فسوف
يقصِّر حتمًا في طلباتك، وتبدأ مشاكل أخرى هي: إن البيت يحتاج كذا
وكذا.. وإن الفاتورة
متأخرة من شهر كذا.. وإن كذا يجب أن يستبدل من عام.. وإن الثلاجة معطلة
منذ شهر.. وسلسة من
المطالب ربما تؤدي به أن يموت قهرًا وغمًّا إلى جانب ما يحل به من
ديون
2- تجنبي كل ما يثير
المشاكل في حياتك؛ لأن كثرة المشاكل من قِبَلك من أقوى ما يبعث على ملل
الزوج منك ومحاولة البعد-
لفترات طويلة- عنك وعن البيت.
3- تعلمي بعض الهوايات التي تعينك على قضاء وقت فراغك في غياب زوجك
في العمل كالخياطة
والتطويز, ولتتجهي إلى القراءة والثقافة، تصفحي في المجالات التي
يهتم بها زوجهك حتى
تشاركيه دفَّة الحديث إذا دار بينكم حوار، وكذلك كتب التربية الخاصة
بتربية الأبناء وقصص الأطفال
التي تساعدك على جذب أبنائك إليك.
4- اجعلي بيتك كل يوم كأنه بيت جديد؛ فغيري وبدلي
وانشري فيه البهجة والسرور وداعبي الزوج
ومازحيه عند عودته من عمله، ويا حبذا لو ذكرتيه بمزاحٍ ولطفٍ بتلك
المواقف المضحكة التي مرت
بكما في حياتكما، وكذلك لو اقترحتِ عليه زيارة أهله أو الذهاب إلى
مكانٍ يحبُّه؛ ليشعر بذلك أنك
تبحثين عن سعادته وحبه فتكون الاستجابة سريعة لتبادل الحب.. وقد
قالوا: إذا أردت أن تنال حُبًّا
من أمامك فحدثه عما يحب لا عما تحب.
5- كوني ذكية ولبقة وماهرة في إدارة الحوار بينك وبين
زوجك، وليكن كل الحوار عنه وله، وعما
يحب ويعشق وينجذب إليه، وعن ذكرياته ومسيرة حياته وظروف عمله، قضاياه
التي يدافع عنها
ومبادئه
التي يدعو إليها، وكذلك مغامراته.
6- وما أجمل أن تدلليه وتلاطفيه كما كنت في سابق العهد, ولا مانع من
عبارة لطيفة كان تقولي
أثناء هذا: "احذر أيها القلب أن تدخلك واحدة غيري، فإن قلبي ليس فيه
مكان لغيرك"..
وهكذا
فإن أزمات الحياة وصعابها تحتاج إلى امرأة مبدعة تقتل الملل وتبدد الروتين وتضع
مكانهما
الحب
والوئام