???? زائر
| موضوع: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الثلاثاء أغسطس 18, 2009 8:04 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الطريق إلى رمضان
إن المتأمل في كون الله الخالق يجد أن كل شيء يتم عن تنظيم وتدريج مسبق ومتقن من بديع السماوات والأرض حتى بدا كل شيء لا يتم فجأة دون تدريج أو مقدمات، فالمطر يسبقه سحاب، والعاصفة تسبقها الرياح، كما أن الليل لا يدخل فجأة على عالم البشر، أما النهار فبرغم حب الناس له فإنه لم ولن يأتي فجأة حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
وإن يوم القيامة برغم أنه يوم حسم لا مثيل له فإن الله وضع له علامات كبرى تسبقها علامات صغرى. فقط لا يأتي شيء فجأة سوى الموت وحده دون دافع أو منازع ولله في كل ذلك شئون. وإن المتأمل في شرع الله تعالى يجد نفس التدريج في كل شيء حتى في العبادات والفروض والأركان؛ فالصلاة يسبقها الأذان، والصلاة تسبقها سنن ورواتب مع أن كليهما صلاة!!
والزكاة يرافقها صدقة التطوع بكل أنواعها، وحج الفريضة يقابله العمرة، وصوم الفريضة وأعني به رمضان يسبقه ألوان وألوان من أنواع صوم التطوع كصوم الإثنين والخميسوصوم يوم عرفة ويوم عاشوراءوصوم يوم 13، 14، 15 من كل شهر قمري، إضافة لصيام ستة أيام من شوال وبعض ألوان التطوع التي تقدمها النفس إلى خالقها رغبة ورهبة.
إن من فضل الله عز وجل أن جعل لنا طريقًا إلى رمضان عبر بوابة رجب وشعبان؛ فلا يمكن الدخول إلى رمضان إلا عبرها، ومن الصعب أن تحقق كل شيء في رمضان دون الاستعداد له؛ لأن من أراد السفر فلا بد أن يأذن بالرحيل وإلا ظل مكانه دون سفر أو رحيل. وإن المتأمل في أحوال كثير من الناس يجد نوعًا من التعامل الغريب مع رمضان؛ فبرغم أن الأغلب الأعم من الناس يتمنى رمضان كضيف عظيم يسعد به لدرجة يبكي فيها عند مفارقته فإن ثمة تناقضًا في الاستعداد لهذا الضيف! فبرغم أن كل الناس ترى رمضان وهو يقترب رويدًا رويدًا بدءاً من رجب ومرورًا بشعبان فإن الواقع العملي يؤكد أن أكثرنا يجد نفسه أمام رمضان وكأنه ظهر فجأة دون أن يظهر له شيء من الاستعداد.
أما عندما تتفقد فهم الرسول صلى الله عليه وسلم لطبيعة المرحلة التي قبل رمضان؛ فمن المؤكد أن الوضع سيختلف مع رجل في مثل تفكيره ومنطقه، وهذا تميز يضاف إلى شخصه صلى الله عليه وسلم في كون أعماله دائمًا تتلمس فيها حسن التخطيط والتدبير، إضافة لنوع من التوازن الرائع بين متطلبات الروح والجسد دون أدنى إفراط أو تفريط.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان" رواه البخاري،
وفي رواية لمسلم: "كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا"، وقد رجح طائفة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شعبان، وإنما كان يصوم أكثره.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: "ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
ويشير ذكاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى كون شعبان بين شهرين عظيمين -الشهر الحرام وشهر الصيام- وأن الناس قد اشتغلت بهما عنه، فصار مغفولا عنه!! وهذا ما يتميز به الأذكياء عادة أن يفكروا كما يفكر الناس، لكن لا يغفلون ولا ينسون عندما ينسى الناس. وفي كلامه صلى الله عليه وسلم إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه. وفي كلامه أيضًا دليل على استحباب عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة ويقولون هي ساعة غفلة، ومثل هذا استحباب ذكر الله تعالى في السوق؛ لأنه ذكْر في موطن الغفلة بين أهل الغفلة، فلماذا رأى الرسول صلى الله عليه وسلم إحياء الوقت المغفول عنه في شعبان بالطاعة؟؟
1. حتى يكون أخفى للعمل؛ لأن إخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لا سيما الصيام فإنه سرّ بين العبد وربه؛ ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إذا أصبحتم صيامًا فأصبِحوا مدْهنين".
2. لأن العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس، ومن أسباب أفضلية الأعمال مشقتها على النفوس؛ لأن العمل إذا كثر المشاركون فيه سهُل، وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين لقوله صلى الله عليه وسلم: "العبادة في الهرْج كالهجرة إلي". سر صيام النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان: رأى بعض العلماء في سر كثرة صيامه -صلى الله عليه وسلم- في شعبان بعض الحكم والأسباب، منها:
1 - أنه كان يشتغل عن صوم الثلاثة أيام من كل شهر لسفر أو غيره فتجتمع فيقضيها في شعبان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عمل بنافلة أثبتها وإذا فاتته قضاها.
2 - وقيل إن نساءه كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان فكان يصوم لذلك. وكان إذا دخل شعبان وعليه بقية من صيام تطوع لم يصمه قضاه في شعبان حتى يستكمل نوافله بالصوم قبل دخول رمضان -كما كان إذا فاته سنن الصلاة أو قيام الليل قضاه- فكانت عائشة حينئذ تغتنم قضاءه لنوافله فتقضي ما عليها من فرض رمضان حينئذ لفطرها فيه بالحيض، وكانت في غيره من الشهور مشتغلة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
3 - وقيل "لأنه شهر يغفل الناس عنه"، وهذا هو الأرجح لحديث أسامة السالف الذكر والذي فيه: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان" رواه النسائي.
4 - لأن صيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرّن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط. ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن والصدقة، كما قال سلمة بن سهيل: كان يقال: شهر شعبان شهر القراء، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء، وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق تجارته وتفرغ لقراءة القرآن، وكان يقول: طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان!! يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله: صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم.
وأفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه.
المصدر: اسلام اون لاين
|
|
ابتهالات
¤° النخـــبة °¤<
عدد المشاركات : 8857 الدولة : السعوديه رقم العضوية : 69 دولتك : المهنة : سجل في : 17/03/2009
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الثلاثاء أغسطس 18, 2009 8:08 am | |
| رائع رائع جدا ما قدمتي بارك الله فيكي وسدد خطاك | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الثلاثاء أغسطس 18, 2009 10:58 am | |
| مشكوره ابتهالات لحضورك الطيب دمتي بخير |
|
الحمري
أدآرة التدخل ألسريع
عدد المشاركات : 5318 الدولة : libya مزآج : رقم العضوية : 7 دولتك : المهنة : سجل في : 29/04/2009
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الثلاثاء أغسطس 18, 2009 11:17 am | |
| مشكورة ميرال علي متقدميه بوركتِ | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الثلاثاء أغسطس 18, 2009 2:56 pm | |
| |
|
سآلى القاسم (لينا قاسم)
مبدعةٌ في حبِ ألوطــنْ
عدد المشاركات : 9471 الدولة : فلسطين مزآج : رقم العضوية : 02 دولتك : المهنة : سجل في : 15/01/2009
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الأربعاء أغسطس 19, 2009 11:12 pm | |
| ما شاء الله كثير رائع موضوعك ميرال بارك الله فيكي ويسلمووو هالانامل عليه سالي | |
|
مها676
¤° كآتب ملكي هآم °¤<
عدد المشاركات : 2783 الدولة : العراق مزآج : رقم العضوية : 192 دولتك : المهنة : سجل في : 08/07/2009
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الأربعاء أغسطس 19, 2009 11:35 pm | |
| موضوع في غاية البهاء عاشت ايدك ميرال على ما تفضلتي به دمتي عزا وتالقا مودتي | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الأربعاء أغسطس 19, 2009 11:44 pm | |
| تسلمي يا سالي لحضورك الرائع دمتي يا قمر بخير
|
|
???? زائر
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الأربعاء أغسطس 19, 2009 11:45 pm | |
| ععشتي يا مها مرورك اضاء صفحتي دمتي بخير
|
|
عبدالعليم المصرى
عضو موقوف
عدد المشاركات : 2993 العمر : 54 الدولة : مصر مزآج : رقم العضوية : 000089 دولتك : المهنة : سجل في : 08/04/2009
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الخميس أغسطس 20, 2009 12:04 am | |
| كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم أكثر شعبان , قالت عائشة – رضى الله عنها – " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان , وما رأيته فى شهر أكثر منه صياماً فى شعبان " رواه البخارى و مسلم . وعن أسامة بن زيد – رضى الله عنهما – قال : قلت يا رسول الله – لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال : " ذلك شهر يغفل الناس عنه , بين رجب ورمضان , وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين , فأحب أن يرفع عملى وأنا صائم " رواه أبو داود و النسائى وصححه ابن خزيمة .
وقد رجح طائفة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره أن النبى صلى الله عليه و سلم لم يستكمل صيام شعبان , وإنما كان يصوم أكثره , ومعنى قول أم المؤمنين عائشة – رضى الله عنها – كان يصوم كله , محمول على الأعم الأغلب , وبهذا وردت لغة العرب , فكله وصفى أغلبى كما يقولون , ورجح ابن رجب وغيره , أن الصيام فى شعبان أفضل من الصيام فى الأشهر الحرم , لأنه بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها و بعدها فيلتحق بالفرائض فى الفضل وهى تكملة لنقص الفرائض , كما احتجوا بأن صيام شوال أفضل من الأشهر الحرم فلأن يكون صوم شعبان أفضل بطريق الأولى , ويكون قوله صلى الله عليه و سلم " أفضل الصيام بعد رمضان المحرم " محمولاً على التطوع المطلق بالصيام , وقد كان النبى صلى الله عليه و سلم يتحرى صيام الأوقات الفاضلة ولعل أداء الرسالة وتبليغها و الجهاد عليها و القيام بحقوقها هو الذى منعه من صيام يوم وإفطار يوم كما فعل نبى الله داود , ونفس الأمر يقال فى صيام المحرم ,والحديث : " العبادة فى الهرج كالهجرة إلى " رواه مسلم
شكرا لك ميرال جزاك الله خيرا | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الخميس أغسطس 20, 2009 4:07 pm | |
| عبد العليم تسلم الايادي لحضورك الراقي دمت بخير
|
|
???? زائر
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الجمعة أغسطس 21, 2009 8:58 am | |
| شكرا ميرال علي موضوعك الهادف تقبل الله منا ومنك صالح الاعمال ايهاب |
|
???? زائر
| موضوع: رد: ؛؛ .. الطريق إلى رمضان .. ؛؛؛ الجمعة أغسطس 21, 2009 9:09 am | |
| اشكرك ايهااب لمرورك الطيب دمت بخير
|
|