التعليق:
عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله، ناداه مناد: بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً). في الحديث أن الذي يزور أخاً في الله، أو يعوده إن كان مريضاً، من أجل أن يخفف عنه ما هو فيه، لا ليثقل عليه ولا ليضايقه، ولا ليمكث عنده، وإنما ذهب يزور المريض ويخفف عنه ويظهر له محبته وينصرف، يناديه مناد: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً. والحديث وإن كان إسناده فيه شيء، ولكن جاء حديث في مسلم وفيه: (من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة أو مخرفة الجنة حتى يرجع)، الذي يعود مريضاً يكون في بستان من بساتين الجنة، وهو يزور هذا المريض. وجاء في الحديث الآخر: (أنه يستغفر له سبعون ألف ملك) وهذا للذي يعود مريضاً يبتغي بذلك وجه الله سبحانه وتعالى.
واما بخصوص الحديث :"اذا التقيتم فابدأوا السلام قبل الكلام ، ومن بدأ بالكلام فلا تجيبوه"
من بدأ بالكلام قبل السلام ؛ فلا تجيبوه "
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 1 / 273 / 215 ) ، وأبونعيم في " الحلية " ( 8 / 199 ) .
من طريق بقية بن الوليد ، قال : حدثنا عبدالعزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر
قال أبونعيم : " غريب من حديث عبدالعزيز ؛ لم نكتبه إلا من حديث بقية " .
وقال أبوحاتم كما في " العلل " ( 2 / 294 / 2390 ) : " هذا حديث باطل ، ليس من حديث ابن أبي رواد " .
وقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 331 / 2516 ) : " سئل أبوزرعة عن حديث رواه أبوتقي ، قال : حدثنى بقية ، قال : حدثنى عبدالعزيز...( فذكره ) ، قال أبوزرعة : هذا حديث ليس له أصل ؛ لم يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز إنما هو عن أهل حمص ، وأهل حمص لا يميزون هذا " .
قلت : رواه عن بقية : أبوتقي هشام بن عبدالملك ، وكثير بن عبيد .
وأفاد السؤال المذكور أن أبا تقي رواه عن بقية بذكر تصريح بقية بالتحديث ، وإلا فإنه في " الحلية " من طريقه معنعن .
وما ذكره أبوزرعة بعيد ، وليس مجرد كون الراوي من أهل حمص لا يميز بين ، قوله : " عن " ، وقوله : " حدثنا " ، وأيضاً فإن كثير بن عبيد تابعه ، وإن كان هو من حمص أيضاً ، وأبوتقي ثقة ؛ فقد قال أبوحاتم : " كان متقناً في الحديث " ، ووثقه النسائي .
وكثير بن عبيد وثقه أبوحاتم ، وابن حبان .
ولكن بقية يدلس تدليس التسوية ، ولم يصرح بالتحدث في جميع السند .
وتوبع بقية ، فقد تابعه حفص بن عمر الأيلي ، عن عبدالعزيز بن أبي رواد ، به .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 5 / 291 ) ، حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالخالق ، ثنا السري بن عاصم ، ثنا حفص بن عمر ، به .
قلت : حفص بن عمر ، كذبه أبوحاتم والساجي .
السري بن عاصم ، وهاه ابن عدي وقال : " يسرق الحديث " ، وكذبه ابن خراش .
وتابع عبدالعزيز بن أبي رواد ، عبدالله بن عمر ، عن نافع ، به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 136 / 429 ) حدثنا أحمد بن خليد ، قال : حدثنا عبدالله بن السري الأنطاكي ، قال : حدثنا هارون أبوالطيب ، عن عبدالله بن عمر ، به .
قال أبوزرعة كما في " العلل " " ( 2 / 332 / 2517 ) : " هذا حديث ليس له أصل " .
وقال الهيثمي في "المجمع " ( 8 / 32 ) : " فيه هارون بن محمد أبو الطيب ، وهو كذاب " .
قلت : وهو كما قال ؛ فقد كذبه ابن معين .
فالحديث ضعيف ، والله أعلم ، وهو المستعان وعليه التكلان .
وصلى الله على محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري .
لذلك ارجو مستقبلا عدم نقل اى موضوع دون التحقق من الاحاديث الواردة به
تحيتى ومودتى