الحج <<زقني الله وإياكم الزياره>>

قال الله تعالى :


{ وأَذِّنْ في الناس بالحج يأتوكَ رجالاً وعلى كل ضامرٍ يَأْتين من كلِ فَج عميق. ليشهدوا منافعَ لهم ويذكروا اسمَ الله في أيامٍ معلوماتٍ على ما رزقهم من بَهيمة الانعامِ فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير. ثم ليقضوا تَفَثَهم وليوفوا نذورَهم وليَطَّوفوا باليت العتيق } الحج.

ان الحج فريضة عظيمةُ الثواب كثيرةُ المنافع والفوائد، والحج من أهم أمور الاسلام


فالحجُّ قد جعل اللهُ لهُ مزيّةً ليست للصلاة ولا للصيام ولا للزكاة وهي أنه أيِ الحجَّ المبرورَ يكَفِّرُ الكبائرَ والصغائرَ لقوله صلى الله عليه وسلم:


من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيومَ ولدتْهُ أمُّهُ " رواه البخاري،



ولعظمة وأهمية هذه الفريضة أحببنا أن نبدأ بالكلام عن فضائل ومزايا وبركات هذه العبادة العظيمة.

أحباب رسول الله: إنّ لأعمال الحج وشعائره فوائد وحكما عظيمة ومزايا جليلة لو أدرك كثير من المسلمين مغزاها لتسابقوا إليها



فالحج مؤتمر إسلامي سنوي هائل مجتمع فيه مئات الآلاف من المسلمين مجتمعون على كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.

بالحج تتجلى معاني الأخوة والمساواة بين المسلمين في أجلى صورها، فالحجاج جميعهم قد خلعوا الملابس والأزياء المزخرفة ولبسوا لباس الإحرام الذي هو أشبه ما يكون بأكفان الموتى قائلين:


"لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك





وهم متجردون من مباهج الحياة الدنيا الفانية، صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم كلّهم عند الله سواء لا يتفاضلون إلا بالتقوى كما أخبرنا الحبيب الأعظم المعلّم الأكبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال


لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى
وبعدما ذكرنا من حكم الحج وعظاته لا عجب أن تتحرك الأشواق في نفوس المسلمين لأدائها فيتدفقون من كل حدب وصوب من أطراف البلاد ونواحي المعمورة برا وبحرا وجوا قاصدين الديار المقدسة من بلاد الحجاز ليجتمع بعضهم إلى بعض في رحاب المسجد الحرام ويطوفوا بالبيت العتيق مهللين ومكبرين طالبين رضى الله سبحانه وتعالى في تلك الأماكن الشريفة التي هي أحب بلاد الله إلى الله.

فما أجمل أن تودع الأهل والأصحاب المتوجهين إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج المباركة وهم يرددون عند رحيلهم هتافا خاشعا مؤثرا


– لبيك اللهم لبيك – لبيك لا شريك لك لبيك – إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .

أخوة الاسلام : الحج فوائده عظيمة ومزاياه جسيمة كريمة لو أدرك كثير من المسلمين مغزاها وعرفوا ثوابها لتسابقوا إليه واغتنموا فرصة التشرف بحج بيت الله الحرام وزيارة قبر نبينا محمد خير الأنام عليه أزكى الصلاة وأتم السلام.

نسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يرزقنا زيارة الحج و يجعلنا من حجاج البيت الحرام ومن زوّار حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن التائبين المتقين والهادين المهتدين إنه سميع مجيب.