فضل يوم الجمعة:
قال ابن كثير: إنما سمي يوم الجمعة جمعة! لانها مشتقة من الجمع, فإن اهل الاسلام يجتمعون فيه في كل اسبوع مره بالمساجد الجامعة. وفيه كمل خلق جميع الخالائق,وانه ايوم السادس من السته التي خلق الله فيها السماوات والأرض . وفيه خلق ادم , وفيه ادخل الجنة, وفية اخرج منها , وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسال الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحاح.
وقد خص الله المسلمين بهذا اليوم وفضله , لحديث أبي هريرة عن البخاري ومسلم وفي لفظ مسلم:" أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا ,فكان لليهود يوم السبت , وكان للنصارى يوم الأحد ,فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة ,فجعل الجمعة والسبت, والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة ,نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة ,المقضي عليهم قبل الخلائق"
وصلاة الجمعة هي الصلاة الجامعة التي لا تصح إلا جماعة ,وهي صلاة أسبوعية يتحتم أن ليجتمع فيها المسلمون ويلتقوا, ويستمعوا إلي خطبة تذكرهم بالله, وهي عبادة منتظمة علي طريق الإسلام في إعداد للدنيا والآخرة
وقد امر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته يوم الجمعة فقال:
(يايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله)
والمعني : يامعشر المؤمنين المصدقين بالله ورسوله اذا سمعتم المنادي ينادي لصلاة الجمعة ويؤذن لها فاستجيبوا . والمراد بالنداء علي باب المسجد عند جلوس الخطيب علي المنبر ,إذا لم يكن في عهد رسول الله والخليفتين بعده غير هذا الاذان .ثم استحدث عثمان رضي الله عنه أذانا قبله بالزورا لكثرة المسلمين وتباعد منازلهم , حتى اذا سمعوا اقبلوا إلي الصلاة ,اذا جلس الخطيب علي المنبر اذن المؤذن ثانيا ذلك الاذان الذي كان علي عهد رسول الله واقر الصحابة عثمان رضي الله عنه علي ذلك فكان اجماعا(فاسعوا إلي ذكر الله) أي فامضوا واقصدوا واهتموا في سيركم اليها , وليس المراد بالسعي ها هنا المشي السريع ,وانما هو الاهتمام بها , كقوله تعالي: (ومن اراد الاخرة وسعي لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا)الاسراء19
فاما المشي السؤيع فقد نهي عنه النبي الكريم :""" اذا سمعتم الاقامة فامشوا إلي الصلاة وعليكم السكينة والوقار , ولاتسرعوا, فما ادركتم فصلوا, وما فاتكم فاتموا """رواه البخاي"""
والسعي المطلوب هو المضي مع الاخلاص بقلوب ذاكرة, ونفوس راغبة في الحضور بين يدي الله تعالي . والامر بالسعي في (فاسعوا)يقتضي الوجوب وهو راي الائمة الاربعة,والذين يؤمرون بالحضور للجمعة هم الرجال المكلفون دون النساء والصبيان ويعذر المسافر والمريض, وما شابه ذلك من الاعذار.........
ومن اداب الجمعة : انه يستحب لمن جاء الجمعة أن يغتسل قبل مجيئه إليها , لقوله صلي الله عليه وسلم :عن ابن عمر: " إذا جاء احدكم الجمعة فاليغتسل "" رواه الشيخان. الصحيحيين من حديث أبي سعيد: "غسل الجمعة واجب علي كل محتلم" وقال الامام احمد بسنده عن أبي ايوب الانصاري سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب اهله أن كان عنده , ولبس من احسن ثيابه ثم خرج, حتى ياتي المسجد فيركع أن بدا له , ولم يؤذي احدا ثم انصت اذا خرج امامه حتى يصلي كانت له كفارة لما بينها وبين الجمعة الاخري وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه انه سمع رسول الله يقول علي المنبر :ماعلي احدكم لو اشتري ثوبين ليوم الجمعة سوي ثوبي مهنته "ط رواه ابن ماجه وابم داؤد
( فاذا قضيت الصلاة فنتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله )
(وذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)
واذكروا الله ربكم ذكرا كثيرا باللسان والجنان ولاتشغلكم الدنيا عن الذي ينفعكم في الخرة ,لكي تفوزوا بخيري الدارين
اللهم اهدنا في من هديت وتولنا في من توليتوجعلنا مع الصدقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا