قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يرغب في أن يعيش الاسرائيليون
والفلسطينيون في سلام وأمن ورخاء. وأعرب عن استعداده لاستئناف محادثات السلام في
أقرب فرصة.
جاءت تصريحات نتنياهو عقب محادثات عقدها مع الرئيس المصري حسني مبارك فى منتجع
شرم الشيخ المصري فى أول زيارة خارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي منذ توليه مهام
منصبه قبل ستة أسابيع.
وقد أدلى كل من مبارك ونتنياهو ببيان عقب المحادثات وقال مبارك فى إن رئيس
الوزراء الاسرائيلي أكد له التزامه بالسلام
ودعا الرئيس المصري رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تبني "مواقف ايجابية تعكس هذا
الالتزام وخصوصا تسوية القضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولة الفلسطينية
المستقلة لتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في امن وسلام.
وأكد الرئيس المصري أن المحادثات تناولت تثبيت التهدئة في غزة وفتح معابرها ورفع
الحصار و جهود مصر لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني و مايرتبط بذلك من إتمام صفقة
تبادل الأسرى.
من جهته قال نتنياهو في كلمته إن إسرائيل تريد السلام مع جيرانها الفلسطينيين
وكافة الدول العربية.
وأضاف "نريد اسرائيل والفلسطينيين ان يعيشوا في افاق السلام والأمن والازدهار
ونعتقد أن هذه الأمور الثلاثة يجب ان تسير بشكل متواز لا أن يتم تقدم في احدها على
حساب الآخر".
ووصف الصراع في المنطقة بأنه صراع بين المتطرفين والمعتدلين وأضاف ان إسرائيل
تريد مساعدة مصر والرئيس مبارك شخصيا في "محاربة الإرهابيين" الذين يهددون عملية
السلام.
جاء لقاء مبارك ونتنياهو قبل أيام من توجه كل منهما الى واشنطن للقاء الرئيس
الأمريكى باراك أوباما.
وكان مراسلون قد ذكروا أن الملف النووي الايراني سيكون على طاولة البحث بين
مبارك ونتنياهو.
وذكر مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو سيحاول إقناع مصر بتشكيل جبهة موحدة ضد ايران
رغم الخلافات العميقة حول تسوية النزاع في الشرق الاوسط.
كما توقعت مصادر في رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي
بزيارة إلى الأردن هذا الأسبوع للقاء العاهل الأردني عبد الله الثاني.
وكان نتنياهو قد صرح مؤخرا بأن البرنامج النووي الإيراني "يشكل اكبر عقبة امام
السلام في الشرق الاوسط".
وقال إنه إذا اصبحت ايران قوة نووية, فسترغم الدول العربية على التحالف معها
و"لن يسمح نظامها المتشدد الذي يطمح للقضاء على اسرائيل للدول العربية بتطبيع
علاقاتها" مع الدولة العبرية.
وفي المقابل فان العلاقات بين مصر وايران المتوترة اساسا شهدت تدهورا اضافيا بعد
اعلان القاهرة في أبريل/ نيسان الماضي عن اعتقال خلية من حوالى خمسين شخصا يقودها
عنصر من حزب الله اللبناني.
وبالنسبة لعملية السلام مازال الخلاف كبيرا في مواقف الجانبين، فمصر تطالب
بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة بعد انسحاب اسرائيل من الاراضي التي
احتلتها عام 1967.
وتطالب القاهرة أيضا بوقف الاستيطان وانسحاب اسرائيل من هضبة الجولان المحتلة.
وترفض حكومة نتنياهو الانسحاب من هذه الاراضي كما ترفض حل الدولتين وتعتزم
مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية.
وحتى الآن تنفي القاهرة ما تردده مصادر إسرائيلية بشأن تلقي وزير الخارجية
الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان دعوة لزيارة مصر.
وكان ليبرمان قد أدلى قبل سنوات بتصريحات عنيفة ضد الرئيس المصري، كما اقترح
إمكانية قصف السد العالي.
لكن وزير الخارجية الإسرائيلي اعتمد لهجة اكثر دبلوماسية منذ توليه مهامه وعبر
عن "تقديره للدور القيادي الذي تلعبه مصر ورئيسها".