من المبدعين العراقيين والعرب .. الدكتور ( كريم عبود ) الذى يجمع بين العلم والفن والابداع والثقافة .. نشأ فى العراق ارض الحضارة والفن الجميل وتعلم فى مدارسها وجامعاتها وواصل رسالته لتعليم الاجيال الواعدة من بنى وطنه .. العراق .. وايضا من بنى وطنه الكبير .. الوطن العربى .
عايش الدكتور الفنان ( كريم عبود ) معاناة شعبه من الاحتلال الامريكى .. وبرغم حزنه الا انه يؤكد ان فجر العراق فى الطريق .. وشمس الحرية سوف تشرق ان عاجلا او اجلا .. ولذا اجرينا معه هذا الحوار :
___________
اجرى الحوار :
ابراهيم خليل ابراهيم
___________
_ في البداية حدثنا عن مولد ونشأة الدكتور ( كريم عبود ) والبيئة التي شكلت الفنان بداخلك ؟
عبدالكريم عبود عودة من مواليد المعقل بمدينة البصرة فى عام 1959 .
و ذكريات الطفولة التلقائية تسحبني الى عالم الطيبة والاهل والصدق والجيران .. ومازالت بذاكرتي الايام التى ربطتنى بالطين والميناء وبيوت القصب.. فقد عشت ايام الطفولة الاولى ضمن بيئة بصرية تحكي للناس قصص الحب والاحتفال والفرح الدائم .. وابي عامل من عمال شركة نفط البصرة.. واحترمه لانه يمثل سلطة البيت التي ما تجاوزنا عليها لانها سلطة تربوية تاخذ من الاجداد مقوماتها .. ثم انتقلنا الى البصرة القديمة وكان وعمري 6 سنوات وكنت وقتها في الصف الاول الابتدائي بمدرسة الميثاق .. هذه البيئة علمتني كيف احب الفن احتفالا وطقوسا ..فقد كنت احضر وبشكل متواصل طقوس و رقص النوبان والليوة والفنون الشعبية الوافدة من افريقيا الى العراق بصفة عامة والبصرة بصفة خاصة بحكم موقعها الجغرافي .. ومن هنا نمت في داخلي بذرة الحب الى الاحتفال والى المسرح والى الحياة ..فتخيرت معهد الفنون الجميلة طريقا للدراسة الأكاديمية للفنون.
_ من الذي اكتشف موهبتك وكيف نميتها ؟
كان للنشاط المدرسي فى المديرية العامه لتربية البصرة فى فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى الدور الكبيرفي احتضان المواهب الطلابية .. ومن هنا بدأت الموهبة وكان للاستاذ ( طالب جبار ) رحمه الله .. و (محمد صبيح )الدور الكبير والمؤثر في اكتشاف واحتضان موهبتي في الاوبريت والتمثيل .
_ من الأستاذ او الانسان الذي اثر فيك ومازلت تذكره حتي الان ؟ وماذا تقول له في رسالة موجزة ؟
المعلمون كثيرون .. واقول لهم .. أنا مدين لكم بما علموتننى من علم وثقافة و سوف أكون أمينا في توصيل ماتعلمته للاجيال القادمة ..فالمعرفة سلاح .
_ نود التعرف علي رسالة الماجستير والدكتوراه ؟
عنوان رسالة الماجستير ( الحركة ودلالاتها الجمالية والفكرية في العرض المسرحي )و حصلت عليها من اكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد عام 1989 وباشراف استاذي المبدع د.صلاح القصب
اما اطروحة الدكتوراه فكانت بعنوان ( بنية النص وتحولاتها في تشكيل العرض المسرحي) وباشراف معلمي واستاذي المبدع د.صلاح القصب عام 2001 من جامعة بغداد كلية الفنون الجميلة .
_عرفنا علي الجامعات العراقية وهل التعليم في العراق بصفة خاصة وفي الوطن العربي بصفة عامة يساعد علي اكتشاف المواهب ؟
تاريخ تاسيس الجامعات العراقية موغل في القدم .. واما جامعة البصرة فقد اخذت استقلاليتها عن الجامعة المستنصرية عام 1964 وبدأت تتشكل وفق صيغ علمية ومعرفية وبحثية عالية المستوى ..والجامعة الان تحوي 17كلية متخصصة ومن ضمنها كلية الفنون التي تعنى باعداد كوادر فنية متخصصة في مجال الفنون المسرحية والتشكيلية والموسيقية وهي تسعى لاكتشاف المواهب وتطويرها تطويرا علميا اكاديميا ..واعتقد ان دور الجامعات العربية جميعا يلتقي بهذا الهدف المعرفي .
_اعلم انكم اشرفتم علي العديد من رسائل الماجستير فما هي الرسالة او الرسائل التي استرعت انتباهك ؟ ولماذا ؟
من اهم الرسائل الجامعية التي اشرفت عليها والتي تحمل في مضمونها البحثي جدة وابتكار هي رسالة الطالب ( حارث حمزة ) وكانت بعنوان ( تحولات المكان في العرض المسرحي المعاصر ) وانجزت عام 2004 اما الرسالة الثانية التي تشكل اهمية اساسية في البحث والاكتشاف هي رسالة الطالب ( اكرم وليم ) وكانت بعنوان ( علامات الاداء التمثيلي في العرض المسرحي العراقي ) وانجزت عام 2007 وهي دراسة اعتمدت على المنهج السيميولوجي في التحليل والبحث .
_ المسرح ابو الفنون .. فهل مازال حتي الان ام ان الفنون الاخرى سحبت الريادة منه ؟
يبقى المسرح على طول الزمن ابا للفنون بسبب مكوناته البنائية الشاملة التي تحوي الفنون جميعا .. وبسبب حضوره الحيوي في لحظة العرض لهذا سيبقى هذا الفن محافظا على جوهره في الاتصال والتواصل والخلق والابتكار .