أسطورة لوخ نس المعاصرة بدأت عام 1933 عندما تم رصف أول طريق شمالي شاطئ البحيرة, بدأت المشاهدات في أبريل تحديداً, عندما رأى (جون ماكي) صاحب فندق (رمنادروشيت) و زوجته وحشاً هائل الحجم يغطس و يطفو فوق سطح البحيرة, تلك الحادثة نشرت أيامها في جريدة (Inverness Courier) و التي أستخدمت لفظة (وحش) لأول مرة للدلالة على ذلك المخلوق الذي يقطن البحيرة, و تعتبر تلك الحادثة هي بداية تحول وحش لوخ نس الي ظاهرة اعلامية
بعد الحادثة المذكورة تحول لوخ نس إلى هوس إعلامي, ففي شهر أكتوبر من نفس العام – 1933 – أصبحت اسكتلندا مقراً للصحفيين القادمين من لندن للبحث عن حقيقة الوحش, و كان هناك برنامج خاص بإذاعة لندن لمتابعة آخر مشاهدات الوحش أو أي معلومات عنه, و عرض سيرك (برايتون) الأنجليزي مبلغ 20,000 جنيه أسترليني (مبلغ شديد الفداحة عام 1933) لمن يقبض على الوحش, و سرعان ما أمتلأت المنطقة حول بحيرة لوخ نس بالمستكشفين و المغامرين و العلماء الباحثين عن الوحش.
وصلت حمي البحث عن وحش لوخ نس إلى أقصاها في ديسمبر من نفس العام, حيث أستأجرت صحيفة الديلي ميل اللندنية (London Daily Mail) ممثلاً و مخرجاً و صياداً محترفاً يدعي Marmaduke Wetherell لإصطياد الوحش, و بعد أيام معدودة علي شاطئ البحيرة أبلغ الصياد عن اكتشافه لآثار أقدام ضخمة لكائن ذو أربع أصابع قدر طوله بعشرين قدماً على الأقل, و قد صنع هذا الصياد قالباً من الجبس لأقدام الوحش و أرسله إلي متحف التاريخ الطبيعي بلندن لتحليلها, و أثناء انتظار نتيجة التحليل امتلأت فنادق البلدة بجحافل من الصيادين من مختلف أنحاء العالم, و أكتظت الشوارع المحيطة بشاطئ البحيرة بالسيارات من الإتجاهين.
انفجرت فقاعة الحماس في يناير 1934, حيث أعلن علماء الحيوان المكلفين بدراسة آثار الأقدام أن تلك الآثار لفرس نهر, و أن تلك الآثار اصطناعية, و لم يعلم أحد من أصطنع تلك الآثار, هل هو الصياد Wetherell أم انه كان – فقط – مخدوعاً كالجميع, و لا شك في أن هذا الإكتشاف قد أحبط جميع الباحثين عن الوحش, و من ساعتها لم يعد العلماء يأخذون بأي دليل على وجود وحش ببحيرة لوخ نس مأخذ الجد, و أخذت النظريات المعارضة لوجود الوحش في الظهور بقوة من تفسيرات باوهام بصرية, أو أخشاب طافية على سطح البحيرة, أو أنواع من الأسماك ضخمة الحجم.
ثم جاء الكوماندور روبرت توماس جولد (R.T.Gould) ببعض المحاولات عن طريق مسح قناة كاليدونا بالموجات الصوتية (السونار) ليكتب ثاني أهم كتاب عن الوحش (The Loch Ness Monster and Others) عام 1934 و الذي رصد فيه 51 رؤية للوحش مع تحليل تلك الرؤي لإثبات وجود الوحش.
هناك أيضاً الإعتراف الذي قيل أن (كريستيان سبيرلنج) قد قاله قبل موته .. بأن سخرية الناس منه بعد محاولاته المضنية لإثبات وجود الوحش جعلته يصنع غواصة تبدو من الأعلي كالوحش تماماً و أنه قد توقع وجود د.ويلسون في ذلك الوقت بالذات من صديقه الذي كان عنده (موريس تشامبرز) ليصوره و لتنجح خدعته إلي حد لم يكن يتوقعه .. و لكن كعادة البت في أمر من أمور هذا الوحش, لا أحد يستطيع إثبات صحة هذا الإعتراف من عدمه.
و ليس تلك هي المشاهدة الوحيدة بالطع للوحش و إنما هي أكثر المشاهدات إثارة للجدل .. فهناك عدد ضخم من الصور و التسجيلات و المشاهدات العينية منذ عام 1933 حتي يومنا هذا.
و جدير بالذكر محاولة محطة الـBBC عام 2003 التي تضمنت مسحاً شاملاً للبحيرة بالسونار و تقصي لأقوال شهود العاين ممن رأوا الوحش أو أدعوا ذلك .. لتخرج بعنوان (ليس هناك شئ يدعي نيسي) .. و لكن ذلك لم يكن ليحبط عزيمة المؤمنين بوجود الوحش .. أو ممن هم متأكدين من رؤيته رؤي العين.
نظريات علمية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نظريات علمية مؤيدة
كالعادة في ذلك النوع من الأساطير التي يصعب إثباتها .. فأن النظريات العلمية المؤيدة لتفسير وجود الوحش قليلة جداً .. و غالبيتها تتركز علي أن الوحش ما هو إلا ديناصور نجح بشكل ما في مقاومة الإنقراض و البقاء في البحيرة .. و تلك النظرية لعالم الطبيعة البريطاني المشهور سير بيتر سكوت (Sir Peter Scott).
ملخص النظرية التي بناها بيتر سكوت من شهود العيان ممن رأوا الوحش و بعض الصور هو أن نيسي ما هو إلا (بلسيسيوسور) (plesiosaur), و هو ديناصور منقرض من العصر الجوارسي يقترب شكله كثيراً من وصف وحش لوخ نس .. و لكن تلك النظرية لم تؤخذ علي محمل الجد من قبل علماء الحيوان كما هي العادة.
نظريات علمية معارضة
هناك العديد من النظريات العلمية التي تصر بشدة علي نفي وجود الوحش .. و من أشهر المؤمنين بعدم وجود الوحش هم ستيوارت كامبل (Steuart Campbell) و رونالد بينس (Ronald Binns) اللذان عملا علي تحليل العديد من الصور و التسجيلات و المشاهدات للوحش ليصدرا كتاب The Loch Ness Mystery Solved عام 1984 .. و الذي أعتمدا فيه علي بعض النقاط المنطقية و منها أن ليس هناك تاريخ حقيقي لمشاهدات الوحش قبل عام 1930 و أيضاً علي عدم وجود منشأ حضاري محدد للوحش.
و غير هذا الكتاب هناك العديد من التحليلات الرافضة لوجود الوحش و تفسير المشاهدات ما بين قطع من الخشب الطافي علي سطح البحيرة أو بأنواع من الأسماك التي تسبح في قطعان (السمك الجداف), و غيرها من النظريات التي لم تعطِ دليلاً قاطعاً علي وجود الوحش من عدمه. و هناك نظرية الأوهام البصرية أو (pareidolia) و التي تعني "أوهام بصرية يري فيها الشخص الأشياء البعيدة المبهمة و كأنها أشياء أخري محفورة بالعقل الباطن .. كرؤية وجه مرسوم علي القمر علي سبيل المثال".