المدن الأولى
تعود أولى المنشآت في ماري على الفرات، إلى 2900ق.م
وكانت ماري محاطة بسور قطره 1.9كم ولم نعرف شيئاً عن مبانيها ولكن منذ 2350ق.م أعيد
إنشاء المدينة وكان من أبرز منشآتها القصر الكبير وحرمه ومعابد: "عشتار" و"نيني
زازا" و"عشتارات" و"شماش" وفيها عثر على عدد من التماثيل الهامة وعدد من الأختام
الأسطوانية التي نقشت عليها رموز الحرب والسلام والعبادة والأساطير
كان قصر ماري
أشبه بمتحف للتماثيل والرسوم الجدارية التي تمثل جنوداً وصيادين، مع مناظر القربان
والتضحية للآلهة ومشاهد تتويج ملك ماري، نقل بعضها إلى اللوفر
تم اكتشاف ما يقرب
من 25 ألف رقيم في مكتبة القصر في ماري، أبانت مدى ازدهار هذه الحاضرة ومدى توسع
نفوذها، والحروب التي دخلتها مع جاراتها لتحقق الوحدة بزعامتها، ولقد استفادت ماري
من موقعها الهام بوصفها ملتقى طرق المواصلات الكبيرة التي تصل البحر المتوسط
والأناضول وغربي سورية من جهة، وسورية الوسطى والجنوبية من جهة أخرى، وكانت علاقتها
التجارية تصل إلى "حاصور" في فلسطين وإلى "كريت" وقبرص و"حاتوشا" في الأناضول وإلى
"دلمون البحرين على الخليج العربي. وكانت تستورد النحاس من قبرص والقصدير من شمالي
إيران لصنع الأسلحة المتطورة
وهكذا اختلطت الفعاليات التجارية مع الفعاليات
العسكرية لتحقيق ثروة ماري ونفوذها وتوسعها الجغرافي، وكان قصر الملك الواسع جداً
مقراً للسلطة التجارية والتي تتوضح من خلال الصور الجدارية في باحة القصر، وكانت
لوحات جصية ملونة تمثل تقديم القرابين للآلهة شكراً على انتصار أو تحرر، أو تمثل
العبادة