الفرح: نسرقه من الحياة... لكننا نستحقه!! لقد مُنح لنا في تكويننا... منبعه من الداخل... فلماذا علينا أن نستجديه؟؟
يرفعني بقوة زنوده نحو الأعلى فأطيرُ وأطير... أحلِّق... إلى سماواتِ الإنتشاءِ العجائبية لأتلذذ بالسعادةِ الصَّرفة بقطعةٍ خامٍ من الجنة يبدأ بها خوفي الأمومي حتى من رفة النسيم... أخشى أنْ يخطفَ جناحُ الهواءِ من فرحي ذرَّة... أُطلقُ روحي فراشةً عذبة بأجنحةِ عنقاءٍ أسطوريَّة تراقصُ الغيماتِ الأعلى التي تزبدُ نشوة وأغيمُ في الفضاءاتِ البكرِ السحريةِ الزُرقة التي لم تخدشْ ذاكرتي بعدْ. تشرئبُ مني الأعناقُ متطاولة خوفًا من النظرِ إلى أسفل فإذا تعبت سأغمضُ عيني، وأسدلُ أجنحتي، وأعانقُ أوصالَ نفسي المُرتعشة كي لا تبردَ أبدًا كي تدفأَ أبدًا بذاكَ الوَهجِ العلويِّ... وسأغمضُ وأغمض كي لا يحرقَ شعاعُ ضوءٍ منسلٍ حُلمي كي أنسى وأنسى... ولو إلى حين ساعةَ اليقظة.
الحزن: يصلح أن نعتبره خلفية لمشاعرنا كلما انتهينا من إحساس نعود إليه. لكن إن طال وقوفنا فيه تتحول اللحظة إلى افتراس يقضي على كل ما هو جميل في حياتنا.
كيفَ وصلتُ هنا؟؟ كيف انجرفتُ إلى هذا القاعِ المُعتم؟؟ تُحيطني ظُلمةُ مَخاوفي. تلبسُني بشاعةُ أشباحي. أخافُ تلمُّسَ الجدرانِ المخدوشة. ستصيبني عدوى الصدعِ والانكسار فبداخلي جدرانٌ ناتئةٌ أيضًا عششتْ فيها دماملُ محتقنة أخشى أنْ تُفقأ... فأصطبغَ للعلنِ بلونِ القَيحِ الأسودِ المُعتَمِلِ داخلي. أحاولُ أنْ أهربَ... أنْ أجدَ منفذًا تصدُّ العتمةُ بصري أتخبطُ وأقع تخترقني روائحُ الشرورِ المُتعفِنة أشعرُ بمذاقِ يباسِ الأرضِ وجفافِ البشر أرى ستاراتٍ سوداءَ كتيمة تَهبطُ بقوةٍ على أصخبِ المَسارح فتُغيِّبُ وراءَها كلَّ فرحٍ وجمالٍ سابق.
مع هذهِ الرؤية يصبحُ التفكيرُ أسْوَأَ عقابٍ للإنسان يصبحُ انتزاعُ العقلِ من الدماغ صمامَ أمانٍ كي لا ينفجر... كي لا تُغرقنا كآبتنا إلى أعمقِ أعماقِ العَدَم بحثًا دونَ جَدوى عن رصاصةِ رحمتِنا الضائعة